أعلنت شركة ''هوندا'' أن عوائدها المالية عن العام المالي الجاري يمكن أن تسجل هبوطاً كبيراً· وأظهرت مؤشرات جديدة على أن مبيعاتها في السوق الأميركية التي تعد الأكثر أهمية بالنسبة لها، تسجل تراجعاً سريعاً· وفي مقابل ذلك، تتأثر الأرباح الصافية لشركة ''هوندا'' بشكل سلبي بارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية الداخلة في صناعة السيارات وخاصة الفولاذ والألمنيوم· ويتوقع خبراء الشركة أيضاً أن يؤدي الارتفاع المتوقع للين بالنسبة لدولار خلال العام الجاري إلى ارتفاعٍ موازٍ في أسعار السيارات المصدرة إلى خارج اليابان وبما من شأنه إضعاف قدرة الشركة على المنافسة· وذكر تقرير كتبه المحلل آمي شوزيك في صحيفة ذي وول ستريت جورنال أن سعر سهم هوندا في بورصة طوكيو أقفل يوم 6 يونيو الماضي على 4280 ين (35,27 دولار) فاقداً بذلك 8,9% من سعره المسجل في بداية العام الجاري·
وحتى تتصدى شركة هوندا التي تعد ثاني أكبر منتج للسيارات في اليابان من حيث المبيعات، لهذه التحديات المحبطة، عمدت مؤخراً لوضع خطط لتحديث كل طرازات سياراتها في الولايات المتحدة؛ وهي تسعى الآن لزيادة عوائدها من السوقين الناشئتين القويتين في كل من الصين والهند لتعويض تراجع مبيعاتها في السوق الأميركية· ويرى الكثير من المحللين أن نظرة هوندا للأسواق يسودها تشاؤم مبالغ فيه؛ وأن استراتيجياتها الجديدة في أهم الأسواق خارج اليابان سوف تؤدي بالضرورة إلى تحسين موقعها ورفع سعر سهمها في البورصات·
وبعد أن سجلت هوندا أداءً طيباً في السنة المالية الماضية، أشارت مصادرها إلى أن البيئة العامة التي تسود الأسواق من شأنها أن تهبط بعوائدها الصافية بنسبة 2,9% خلال السنة المالية الجارية التي تنتهي في شهر مارس المقبل فيما ستنخفض عوائد التشغيل بنسبة 9,6%·
ويمكن تفسير السبب الرئيسي للمشاكل التي تعاني منها هوندا بتراجع الطلب على السيارات في الولايات بسبب ارتفاع أسعار الوقود خاصة وأنها تعتمد بشكل كبير على مبيعاتها هناك من الطرازات ذات السعر المرتفع نسبياً مثل (أكورد) فضلاً عن طرازات تصنعها شركة (أكورا) التابعة لها· ويقدر بعض الخبراء أن أكثر من 80% من عوائد التشغيل لشركة هوندا تأتي من الولايات المتحدة· ويقول التقرير إن العديد من طرازات هوندا التي تباع في الولايات المتحدة فاتها العصر· ففي شهر مايو الماضي باعت 145367 سيارة في الولايات المتحدة؛ ويعادل هذا الرقم تراجعاً بنسبة 1,4% عن مبيعاتها للشهر نفسه من العام الماضي· وتأمل الشركة اليابانية التي تبلغ نسبة مشاركتها في السوق الأميركية 9% بتحسين حظوظها هناك عندما ستعمد إلى إطلاق النسخة الجديدة من (أكورد) التي باعت منها العام الماضي 352 ألف نسخة وهي تمثل الطراز الأكثر مبيعاً من بين الطرازات التي تصنعها الشركة·
عدد اليوم
