الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تراجع عدد المواطنين العاملين في قطاع التعليم بالشارقة بنسبة 31% خلال 3 سنوات

تراجع عدد المواطنين العاملين في قطاع التعليم بالشارقة بنسبة 31% خلال 3 سنوات
22 ديسمبر 2011 00:09
لمياء الهرمودي (الشارقة) - يزداد المواطنون في الشارقة نفوراً من مهنة «مربي الأجيال» بسبب قلة الامتيازات وضعف الرواتب وكثرة الأعباء الوظيفية التي يضطلع بها المعلمون. ويبلغ عدد المواطنين الذكور الذين يعملون حالياً في قطاع التعليم بالشارقة 98 مواطناً فقط، في حين كان عددهم في العامين 2008 - 2009 يصل إلى 143 مواطناً، أي أن نسبة الانخفاض بلغت 31% خلال ثلاث سنوات، بحسب ما أكدت منى شهيل نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية للإدارة التربوية والأنشطة الطلابية. ودقت شهيل ناقوس الخطر من ظاهرة هروب المواطنين من قطاع التعليم، قائلة إن الراتب الذي يتقاضاه المعلم يعد ضعيفاً جداً مقابل ما يتقاضاه أي جامعي في أي دائرة حكومية أو محلية. كما أن امتيازات مهنة المعلم تعد معدومة ما يدفعه للبحث عن وظائف أخرى بعيدة عن الميدان التربوي. وأضافت أن المتطلبات الحياتية أصبحت كثيرة وتحتاج إلى أن يكون العائد المادي الذي يحصل عليه الموظف مجزياً ليستطيع بذلك سد احتياجاته وأسرته. وأشادت بمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله التي أمر فيها برفع رواتب المعلمين، وذلك إن دل فيدل على مدى حرص سموه على النهوض بالميدان التعليمي إلا أننا نحتاج إلى المزيد من المميزات لتشجيع المواطنين على التمسك بمهنة المعلم والعمل في سلك التعليم. واتفق معلمون ومديرو مدارس على أن حجم الواجبات التي تقع على كاهل الموظف في قطاع التربية والتعليم كبير جداً، خصوصاً ممن يعملون في الميدان، إلا أن العائد المادي والحوافز تكاد لا تذكر وشبه معدومة، فضلاً عن أن السلم الوظيفي في التربية غير واضح ومبهم وغير منصف إلى حد ما. وأشار خلفان الرويمة مدير مدرسة الخليج العربي للتعليم الثانوي في الشارقة إلى أن مهنة التدريس تحمل في طياتها أعباء ومشقات كبيرة. كما أن من يعمل في هذه المهنة لا يحصل على التقدير الواجب والكافي من قبل المسؤولين والجهات الأخرى. وأكد أن الراتب المتدني، وعدم وضوح السلم الوظيفي، هي أكبر أسباب عزوف الشباب المواطن عن الدخول إلى ميدان التعليم، مشيراً إلى أن هناك نقصاً شديداً في نسبة المعلمين المواطنين، ما قد يشكل خطراً محققاً على اضمحلال المواطنين العاملين في هذه المهنة قريباً. وقال الرويمة: «نحن الذكور في سلك التعليم محرومون من أبسط الامتيازات التي يحصل عليها أي موظف أجنبي في أقل وظيفة في الدولة، حيث إنه لا يتم إعطاؤنا تأميناً صحياً لنا أو للأبناء، ولا نحصل على بدل التعليم، في المقابل يحصل الموظفون في القطاعات الأخرى على رواتب عالية وبدلات أخرى تغري المعلم المواطن بترك مهنة التدريس وهجرها، لأن مردودها المادي ضعيف جداً ولا يمكنه من توفير متطلبات الحياة الأساسية في ظل وجود الأبناء والزوجة والغلاء المعيشي الذي يحيط بنا حالياً». بدوره، أكد عبد الله محمد مدير مدرسة أحمد بن حنبل للتعليم الثانوي أنه وبعد خمس سنوات سيختفي المواطنون بشكل كلي من مهنة التدريس وستغدو فصول كليات التربية في الجامعات خالية من الطلبة المواطنين، خصوصاً أن الطلبة في المدارس على وعي مهني تام بأن مهنة التدريس مهنة شاقة وعائدها المادي ضعيف جداً، في المقابل فإن الجهات الأخرى، وأبرزها السلك العسكري تجذب بمميزاتها العديدة الشباب للعمل فيها. وقال: «أنا أعمل في الميدان التربوي منذ أكثر من 27 عاماً، ولم أحصل على أي نوع من أنواع الحوافر والمميزات التي تميزني كمدير مدرسة وأبسطها التأمين الصحي، في حين يتخرج في مدرستي طلبة يعملون في جهات محلية واتحادية أخرى يتسلمون رواتب وحوافز أفضل مني». واعتبرت حصة عبد الله مديرة مدرسة رقية للتعليم الثانوي أن المعلمين مظلومون وشبه محرومين من الحوافز والامتيازات الوظيفية، وهو سبب رئيس في تسربهم من الميدان التربوي ولجوئهم إلى وظائف أخرى تتمتع بمزايا أكثر وبأعباء مهنية أقل. وقالت آمال العلي مديرة مدرسة الزهراء للتعليم الثانوي إن مهنة التعليم مهنة جليلة تحتاج إلى اهتمام أكبر من قبل الجهات المسؤولة. فمن الضروري أن يكون لدى الطلبة معلمين مواطنين من أبناء البلد يعلمونهم القيم الأصيلة وفق عاداتنا وتقاليدنا، مطالبة الجهات المسؤولة بإعادة النظر في هذه الظاهرة التي اعتبرتها «خطيرة جداً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©