الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وقاية من الإرهاب

1 فبراير 2015 22:57
كم هي غاية في الإبداع فكرة «بالمعرفة نحميهم» التي بادرت بها دائرة القضاء بغية رفع المنسوب المعرفي لدى أطفالنا لوقايتهم من المخاطر التي يمكن أن تمس طفولتهم البريئة، وليس أقوى من العلم بالشيء وكيفية التعامل معه حصناً يلوذ إليه أطفالنا لحمايتهم مما يهدد أمنهم. مثل هذه المبادرات جديرة بالدعم المجتمعي وبذل أقصى الجهود الرسمية والأهلية لتؤتي ثمارها المرجوة ونجني جيلاً واعياً قادراً على دفع المخاطر التي تواجهه، وثمة مبادرة أخرى ليست عن هذه ببعيد نتمنى تبنيها من الجهات المختصة، فهي في صميم التوعية الوقائية التي تنجي الشباب والبلاد والعباد من كوارث الإرهاب، فماذا لو درس الإرهاب في المدارس ووضعت له خطة دراسية في مناهجنا التعليمية؟، لماذا لا يتعرف أبناؤنا على الإرهاب ويدركون أبعاده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية؟ آفة الإرهاب حفرة مظلمة ملوثة تهدد كل مار بها ممن فقد البصيرة من الكبار أو لم تتكون بصيرته بعد من صغار السن، فلنسرع إلى بناء بصيرة أبنائنا ونشير لهم إلى تلك الآفة اللعينة ليدركوا مدى خطورتها ويجتنبوا الاقتراب منها. إن الإرهاب وبمختلف تعاريفه عمل تمقته الفطرة السوية، وترفضه كل الديانات وعلى رأسها الإسلام، الذي جاء يدعو إلى كلمة سواء لا إلى سيف يجتث الآمنين يستبيح دماءهم وينتهك حرماتهم ويبدد أمنهم ويغتصب أموالهم، إنه منهج اتبعته «أصولية» إسرائيل الإرهابية التي وضعت الدين اليهودي في خدمة السياسة الصهيونية، فجعلت الإرهاب عنصراً أساسياً في بنيتها ووظيفتها، فما المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين المحتلة من دير ياسين إلى المسجد الأقصى إلى الحرم الإبراهيمي، ومن بحر البقر بمصر إلى صبرا وشاتيلا وقانا في لبنان، سوى تعبير عن بنيتها ووظيفتها التي حيكت خيوطها الخائنة بأيدي إرهابيي العالم ومجرميه، وسقط في هذا المستنقع مسلمون رفعوا الإسلام شعاراً لارتكاب الأعمال الإرهابية ووظفوا الدين كما فعلت إسرائيل لخدمة السياسة والإجرام. إن دراسة تاريخ الإرهاب وتطور بنيته حتى طالت يده السامة عقول السفهاء من جميع الملل والديانات ولم يخل الأمر من مسلمين كانوا للسلام علامة وللخير وطناً، كفيلة بتحصين المجتمع وأجياله القادمة من مغبة الوقوع في محظوره. نورة علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©