الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

برامج المسرح الإذاعية.. الصوت ومداه

برامج المسرح الإذاعية.. الصوت ومداه
25 مارس 2016 00:03
الشارقة (الاتحاد) لعبت الإذاعة دوراً كبيراً في وصول أعمال مسرحية عديدة إلى جمهور متنوع الشرائح، لا يذهب إلى المسرح، وخصوصاً في ظل محدودية قدرة الفرق المسرحية على التنقل، سواء بين المدن المختلفة في البلد نفسه أو حتى بين البلدان العربية المختلفة، وبصفة خاصة في المراحل التي واكبت بدايات البث الإذاعي، فكان بمثابة نافذة، ووسيط مهم في هذا الإطار. لكن إلى أي مدى نجح هذا الوسيط، في عكس ألق وثراء وتعددية الحركة المسرحية في الوطن العربي، وهل كان منحازاً لاعتبارات بعينها، وماذا عن المجالات الأخرى المرتبطة بالمسرح، بخلاف محتواه الإبداعي، من إثراء حركة النقد، ومناقشة قضايا مسرحية ملحة؟ فضلاً عن التثقيف المسرحي، كلها عوامل طُرحت للنقاش في ندوة حملت عنوان: «برامج المسرح الإذاعية: الصوت ومداه»، مثلت ختاماً لفعاليات أمس الأول، وامتدت حتى الساعة الأولى من صباح أمس. وحظيت الندوة التي أدارها الدكتور حسن رشيد من قطر، وتحدث فيها بشكل رئيس الناقد المسرحي التونسي الدكتور محمود الماجري، والإذاعي الكويتي الدكتور فيصل القحطاني، بتفاعل جيد، وحرصاً على متابعة تفاصيلها من قبل العديد من المسرحيين، على الرغم من امتدادها لوقت متأخر. وقال الدكتور رشيد: «إن الإذاعة لعبت دوراً مهماً في تاريخ تطور الحركة المسرحية العربية عموماً، ومختلف الفنون عموماً»، واصفاً إياها بـ»الرفيق المشترك لشتى الفنون»، قبل أن يقلب الذاكرة ويعود لأسماء برامج عديدة اهتمت بالمسرح في ستينيات القرن الماضي، بعضها لا يزال موجوداً وقائماً حتى الآن. وتوقف رشيد عند بعض التجارب التي تعكس الاهتمام بالمسرح خصوصاً، في إذاعة قطر، قبل أن يقدم الناقد التونسي الدكتور أحمد الماجري، الذي مزج في مشواره الأكاديمي خصوصاً بين المسرح والإذاعة. وميز الماجري بين ثلاثة محاور في علاقة المسرح بالإذاعة، أولها مرتبط بالدراما الإذاعية نفسها، وثانيها متمحور حول تقديم مادة مرتبطة بالثقافة المسرحية، أما المحور الآخر فهو «إشهار» العمل المسرحي، والترويج له. وأشار الماجري إلى أن الإذاعة ساهمت في وصول الأعمال المسرحية لشرائح اجتماعية مختلفة، لكنها انحازت إلى الأعمال أو الفقرات الكوميدية، وعروض الممثل الواحد، فخلقت نوعاً من أنواع الثقافة السطحية عن المسرح، ليصبح هناك جمهور ملم بمقاطع صوتية من مسرحيات عديدة، من دون أن يخوض تجربة الاستمتاع بعمل مسرحي متكامل. ورأى الماجري أن من أهم جدليات علاقة المسرح بالإذاعة، غياب المؤشرات الدقيقة حول نسبة المشاهدة، فضلاً عن واقع البرامج الثقافية التي تقدم مادة معرفية، تكاد تكون مفتقدة للمتلقي الحقيقي، وهو ما اصطلح على تسميته بـ«المتلقي» الوهمي. من جانبه، توقف الدكتور فيصل القحطاني عند ملامح من تجربته مع الإذاعة التي امتدت إلى 19 عاماً في الإذاعة الكويتية، قدم فيها الكثير من البرامج التي احتفت بالمسرح، وفق صيغ إذاعية متعددة. وأشار القحطاني إلى خصوصية صناعة أعمال مسرحية معدة للإذاعة، في ظل حقيقة أن المسرح إبداع مرتبط بفعل «المشاهدة» بالأساس، في حين أن الإذاعة وسيط «سمعي»، وهي الحقيقة التي خلقت صعوبات كثيرة، وخصوصاً في مرحلة البدايات. وتابع: «لا تستطيع الإذاعة تلبية حاجة المسرح بانصياع تام، لذلك فإن الكثير من البرامج الثقافية تستوعب النشاط المسرحي على سبيل الشمولية، ومن أجل ألا يحسب عليها تجاهلها له». ورأى القحطاني أن الإذاعة قادرة، على الرغم من ذلك، على الذهاب في علاقتها بالمسرح أبعد من النقطة التي تقف عندها الآن، مشيراً أيضاً إلى تضاؤل ارتباط الجمهور بالأساس بالإذاعة، باستثناء حالة الإقبال على القنوات المتخصصة في الأغاني والبرامج الخفيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©