السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمل العقروبي: «أنشودة العقل» محاولة لتسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة

أمل العقروبي: «أنشودة العقل» محاولة لتسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة
21 ديسمبر 2013 23:04
دفع الشغف بعالم الصورة والفن السابع الإماراتية أمل العقروبي إلى هجر الطب والدخول في مغامرة السينما؛ فالعقروبي حاصلة على بكالوريوس في الطب الحيوي و ماجيستير في علم الأعصاب، لكنها تركت هذا المجال كرمى لعيون الفن الساحر. وكانت أوائل ثمار هذه العلاقة الجمالية أن منحتها الشاشة الذهبية جائزة الجمهور عن فيلمها “أنشودة العقل” الذي عرض ضمن “المهر الإماراتي” في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي الذي أقيم في دبي من السادس ولغاية الرابع عشر من ديسمبر الجاري. مدة الفيلم 61 دقيقة، وجرى تصويره على مدى أربعة شهور تقريباً. وكانت بداية العقروبي الأولى في السينما التسجيلية، مع فيلم “نصف إماراتي”، الذي عرض في الدورة الماضية عام 2012، واستحوذ على إعجاب النقاد. التوحد سينمائياً ويتناول فيلمها الجديد موضوع ذوي الاحتياجات الخاصة، فئة إعاقة التوحد، عبر متابعة حالة شابين (محمد 19 سنة وخليفة 6 سنوات)، وتسليط الضوء على المنظور الاجتماعي العام لهذه القضية الإنسانية، وكيفية التعامل معها على كل المستويات الاجتماعية، والصحية والاقتصادية. ترصد كاميرا المخرجة أمل العقروبي، ردود فعل أسرتي المريضين، وخصوصاً معاناة أمهما. كما تسعى المخرجة إلى رصد وسيلة معالجتهما بالموسيقى، بالتعاون مع المتخصصة بهذا النوع من العلاج الدكتورة ماريون تننت، وتسجيل مدى استجابتهما للعلاج، والنتائج التي أحرزاها من خلال النغمات الموسيقية المختارة بعناية. وعندما سألتها الاتحاد عن سبب هجر الطب، والانتقال إلى السينما، ولماذا لم تدرس الفن السابع منذ البداية، كونها ولدت وعاشت معظم حياتها مع أسرتها في أوروبا؟ قالت:”العمل في مجال السينما كان طموحي المبكر، خصوصاً أنني كنت أشارك بالمسرح المدرسي برغبة وإصرار كبيرين. ولكن عمل المرأة الإماراتية في هذا المجال لم يكن ممكناً في ذلك الوقت، لذلك أرضيت رغبة أهلي بدراسة الطب، ولكن خلال دراستي في أوروبا، كنت أشارك بدورات تدريبية قصيرة، لمعرفة هذا الفن بشكل يسمح لي الاقتراب منه بخبرة ودراية نسبية، ولدى عودتي مع أسرتي إلى الوطن، في العام 2009 ، وجدت أن الظروف تغيرت، فعاودني الحنين لحلم الطفولة، وكانت آخر دورة بهذا الخصوص، من خلال “شبكة أبوظبي ميديا”، أوائل عام 2012”. ورداً على سؤال حول مشروعها السينمائي؟ قالت العقروبي، إنها لاحظت خلال الأعوام الأربعة التي أمضتها في الإمارات، أن “هناك الكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية، التي تستحق تسليط الضوء عليها، لذلك كانت البداية، مع فيلم”نصف إماراتي” الذي يعالج قضية أبناء الإماراتيين من أمهات أجنبيات، وما يعانونه من تهميش ودونية، لا ذنب لهم فيها. وكذلك الحال مع قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي قضية إنسانية بالدرجة الأولى وتستحق منا كل الاهتمام والرعاية، لأنني أظن أن مدى اهتمامنا بهذه الفئة من المجتمع، يرتبط بمدى تحضرنا وإنسانيتنا”. مستقبل واعد وأجابت العقروبي رداً على سؤال بخصوص رؤيتها لمستقبل صناعة السينما في الإمارات، والأسباب التي جعلتها تقبل على الفن السابع ليس من باب الإخراج فقط، وإنما الإنتاج، حيث أسست “شركة العقروبي فيلمز للإنتاج” هذا العام، إنها ترى المستقبل زاهراً، لأسباب عدة، ليس أقلها إن الإمارات تتغير وتشهد تحولات ثقافية سريعة، حيث تحتضن الدولة ثلاثة مهرجانات دولية، وأن عدد المخرجين والممثلين وعموم العاملين في هذا المجال يتزايد بوتائر سريعة من عام إلى آخر. ولا تستبعد العقروبي أن تكون الأفلام الإماراتية والخليجية منافسة ليس في المهرجانات وحسب، وإنما في الأسواق المحلية والعربية على شباك التذاكر. هذا بالإضافة إلى سيادة الانترنت على الفضاء المفتوح، من خلال شبكات “يوتيوب”، و”فيميو” وغيرها. وتسند العقروبي وجهة نظرها بالتذكير بتجربة المخرجة السعودية هيفاء المنصور في فيلم “وجدة” الذي نافس الأفلام الدولية في فينيسيا، وانتزع الجوائز في مهرجان دبي السينمائي الفائت، والآن مرشح إلى الأوسكار. وعندما سألناها عن العناصر البشرية المستعدة للاحتراف، التي تسمح بإنتاج سينما تتنافس على شباك التذاكر في الإمارات والأسواق العربية؟ قالت هناك الكثيرون من التواقين للعمل في السينما، ولكنهم لا يعملون جدياً على تحسين أدائهم، لأنهم ليسوا متفرغين للعمل في المجال الفني. غير أن هذا الأمر سيتغير سريعاً، وخصوصاً عندما تتكشف التجارب الريادية عن نجاحات فنية واقتصادية حقيقية، وهذا الأمر ليس ببعيد أبداً.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©