الرباط، طهران (أ ف ب) - ذكرت وسائل الإعلام المغربية، أمس، أن المغرب وضع شروطاً محددة من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد إعلان الأخيرة رغبتها في استئنافها. وقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران في شهر مارس 2009 احتجاجاً على عبارات إيرانية غير مناسبة بشأن دعم الرباط لمملكة البحرين التي وصفها مسؤول إيراني كبير حينذاك بأنها «المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة». وشجبت الرباط في شهر مارس العام الماضي «نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، خاصة من طرف البعثة الدبلوماسية في الرباط، تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة المغربية والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي»، مضيفة أن «هذه الأعمال تعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للمملكة، وتعارض قواعد وأخلاقيات العمل الدبلوماسي». ورفضت إيران تلك الاتهامات وقالت إن قرار المغرب فاجأها بعدما أكدت أنها تحترم سيادة البحرين. وقالت صحيفة «الصباح» المغربية في خبر على صفحتها الأولى «إن المغرب رد على الطلب الإيراني باشتراط الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من جديد، كما أكد أن استئناف العلاقات لن يكون على حساب الأشقاء العرب، في إشارة إلى موقف المغرب الداعم لكل من البحرين والإمارات في مواجهة تحرشات الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أمس الأول، أن مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية حسين أمي عبد اللهيان، قال إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار أكدا، خلال مكالمة هاتفية بينهما مؤخراً، ضرورة إعادة العلاقات الدبلوماسية، وإن سفارتي البلدين ستفتحان أبوابهما مجدداً في الرباط وطهران قريباً.
إلا أن «الصباح» المغربية ذكرت أن مزوار عبر في المكالمة الهاتفية مع ظريف عن أسفه للطريقة غير الودية التي ردت بها إيران على المغرب بعد إعلان تضامنه مع البحرين، قال إن عودة العلاقات بين البلدين يجب أن تتم في إطار الاحترام المتبادل للمقومات الدينية والحضارية لكل منهما. إلى ذلك، قالت صحيفة «أخبار اليوم» المغربية، في خبر على صدر صفحتها الأولى، نقلاً عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى «إن خبر إعادة العلاقات صحيح، لكنه يتطلب بعض التوضيح، فهو يتعلق بمبادرة من وزير خارجية إيران الذي طلب الحديث مباشرة مع نظيره المغربي وعبر عن أسف إيران لما جرى وقبولها بشروط المغرب». وأضافت أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سيكون في حده الأدنى الذي سيكشف عن طبيعته قريباً.
كما أن ذلك لن يكون على حساب مواقف المغرب الإقليمية والدولية.
عدد اليوم
