حمد الكعبي:
أثبتت التحاليل التي أجرتها هيئة الصحة في أبوظبي على مستحضرات عشبية متداولة في بعض المحال، أنها مغشوشة بمواد دوائية كيميائية لإعطائها مزيداً من الفعالية و إيهام المرضى أنها ذات تأثير علاجي لأمراضهم، وتبين أن أحد هذه المستحضرات هي أقراص لعلاج آلام المفاصل مغشوش بمواد دوائية لها تأثير فعَّال في تسكين الألم، ولكنها شديدة الخطورة لأنها تجمع بين ثلاث مواد دوائية من مضادات الالتهاب، و يمكن أن تسبب تأثيرات جانبية ضارة على الجهاز الهضمي·
وقال زيد السكسك، مدير قطاع التنظيم الصحي، إن هيئة الصحة قامت بإخطار الجهات المختصة لضبط المحل المخالف واتخاذ الإجراءات الضرورية في هذا الشأن·
وأكدت هيئة الصحة في أبوظبي أنها ستواصل جهودها في سبيل القضاء على ظاهرة الغش التجاري في مجال الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والعشبية، وأنها تنسق حالياً مع الجهات المعنية في الدولة في هذا الخصوص·
وكانت التحاليل التي أجرتها هيئة الصحة في المختبرات التابعة لمجمع زايد لبحوث الأعشاب والطب التقليدي في أبوظبي على مستحضرات عشبية، اشتراها مريض من أحد محلات العسل في إحدى مدن الدولة، قد أثبتت أنها مغشوشة بمواد دوائية كيمائية لإعطائها مزيداً من الفعالية وإيهام المرضى أنها ذات تأثير علاجي لأمراضهم·
أوضحت التحاليل أن المستحضر الأول عبارة عن أقراص لعلاج آلام المفاصل مغشوش بمواد دوائية (الفنيل بوتازون، الإيبوبروفين والإندوميتاسين)، بالإضافة إلى وجود بعض المواد العشبية، حيث أوضح الدكتور محمد أبوالخير مدير إدارة الأدوية والمنتجات الطبية بالوكالة في هيئة الصحة أن هذا الخليط من المواد يكون له حتماً تأثير فعال في تسكين الألم ولكنه شديد الخطورة أيضاً؛ لأنه يجمع بين ثلاث مواد دوائية من نفس الزمرة الدوائية المعروفة باسم مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية، والتي يمكن أن تسبب بعض التأثيرات الجانبية الضارة على الجهاز الهضمي، بما في ذلك الغثيان والإسهال والقرحة الهضمية و النزف من جراء انثقاب المعدة، كما أنها مضادة استطباب لمرض الربو، حيث يمكن أن تسب تفاقم الحالة الربوية لديهم، كما أنها تسبب بعض التأثيرات الضارة الكلوية· والفنيل بوتازون قد يسبب آثارا جانبية خطيرة، لاسيما لدى المرضى في عمر أكثر من 40 سنة وهو من مسكنات الألم الشائعة الاستخدام في الطب البيطري لدى الخيول· أما المستحضر الثاني الذي أحضره أحد المرضى إلى الهيئة من ذات المحل، فهو عبارة عن مستحضر عشبي يزعم أن له تأثير خافض لسكر الدم، وقد تبين بنتيجة التحليل أنه مغشوش بأدوية كيمائية خافضة لسكر الدم هي غليبنكلاميد وميتوفورمين، بالإضافة إلى الحديد· وقد أوضح الدكتور أبوالخير أن هاتين المادتين الخافضتين لسكر الدم تجعل من المستحضر تقليداً لمستحضر دوائي معروف باسم غلوكوفانس Glucovance. وأن عدم دراية مريض السكر الذي يتعاطى المستحضر العشبي بأنه يحتوي على هاتين المادتين تجعله عرضة لخطر عدم السيطرة على سكر الدم، إذا ما تناول هذا المستحضر العشبي المغشوش مع الدواء الخافض لسكر الدم الذي قد يصفه له الطبيب، مما يعني أنه يتناول دواءين خافضين لسكر الدم في وقت واحد دون علم منه أو من الطبيب المعالج·
أسلوب كشف الغش
وقال السكسك في رده على سؤال لـ ''الاتحاد'' حول الأسلوب المتبع في الكشف عن الأدوية المغشوشة أو المهربة أو الغير مسجلة لدى الجهات المختصة، إن هناك ثلاث وسائل أساسية يتم الاعتماد عليها، وهي: أولا أن فرق التفتيش التابعة للهيئة والتي تقوم بعمليات تفتيش فجائية وروتينية أو بناء على بلاغ من أحد أفراد الجمهور، مشيدا في هذا الصدد بالتعاون والوعي اللذين يتحلى بهما الناس، خاصة فيما يخص الأدوية والتي تمس جميع أفراد العائلة·
وثانيا تقوم من خلال وسائل الإعلام التوعية بهذا الامر سواء من خلال مصادر معلوماتها أو من خلال الشكاوى أو الاستفسارات التي تصلها من الجمهور· وثالثا: من خلال مركز معلومات الأدوية والسموم التابع للهيئة، والذي يتلقى اتصالات واستفسارات مكتوبة من أشخاص يستخدمون او يرغبون في استخدام أدوية معينة، كما يجيب المركز أيضا على استفسارات العاملين في الحقل الطبي والصيدلاني بشأن الأدوية·
عدد اليوم
