الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بدء استخراج الكتب والخرائط النادرة من «دارة الدكتور سلطان القاسمي» تمهيداً لإرسالها إلى مصر

بدء استخراج الكتب والخرائط النادرة من «دارة الدكتور سلطان القاسمي» تمهيداً لإرسالها إلى مصر
22 ديسمبر 2011 00:27
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدأت دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية باستخراج الكتب والخرائط التي أمر سموه بإرسالها إلى جمهورية مصر العربية وهي الكتب والمخطوطات الأصلية التي طالها حريق المجمع العلمي المصري في الأحداث المؤسفة الأخيرة ومنها كتاب (وصف مصر) والمجلة الدورية التي ظهرت عام 1860 والطبعات الفرنسية لبعض الكتب وخرائط الأمير يوسف كمال النادرة. وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد أبدى أسفه الشديد على حريق المجمع العلمي بجمهورية مصر العربية أحد الثروات العالمية التراثية المهمة ليس فقط لمصر وإنما للأمة العربية ، متعهداً سموه بترميم المجمع العلمي على نفقته الخاصة حبا وعرفانا لهذا البلد الشقيق الذي طالما قام بدور حيوي في التعليم والتنوير لأشقائه العرب ولم يبخل بما لديه من إمكانيات تعليمية حتى في الفترات الصعبة. كما تكفل سموه بإعادة ترميم وبناء المجمع العلمي المصري كاملا وأعلن سموه عن تبرعه بنسخ نادرة من المخطوطات لدار الوثائق المصرية ، مؤكداً سموه على “ان هذا المبنى وغيره من مباني المصريين ذات التراث وذات القيمة العلمية لابد من المحافظة عليها”. ويعد المجمع العلمي في مصر واحدا من أهم الصروح العلمية والثقافية على مستوى العالم حيث يضم العديد من المخطوطات والكتب والخرائط النادرة التي تعد خرائط الأمير يوسف كمال الذي ولد عام 1882 ميلادية واحدة من أهمها حيث كان الأمير يوسف كمال حفيد محمد علي وهو أمير من الأسرة العلوية رحالة جغرافي مصري وكان مغرما بأحداث التاريخ وجغرافية البلاد فقدم الكثير من أجل الثقافة خاصة مجموعة المقتنيات التي ساهم بها للمتحف الإسلامي وهي عبارة عن آثار وقفية من الثريات ومنابر المساجد والسيوف والمشغولات الذهبية والمصاحف والدروع التي قدمها تباعا من أوائل القرن الماضي وحتى عام 1927 م . وقد حرص الأمير يوسف كمال على تسجيل كل قطعة مع وصف تفصيلي لكل منها وذكر منشأها وتاريخ صنعها حيث تم الاحتفاظ بتلك المخطوطات في المجمع العلمي بمصر وأهمها الأطلس الذي دونه بذاته ويضم خرائط قديمة نادرة لقارة إفريقيا عامة ومصر خاصة وغيرها من بلاد العالم مع التعليق عليها. وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد أكد على أن هذه الوثائق والكتب الموجودة في مكتبته الخاصة هي هدية للمجمع ، وقال سموه “ الدوريات موجودة ولله الحمد والنسخ التي احترقت من الطبعات الفرنسية معظمها موجودة لدي ويمكن إكمالها ومن أهمها كتاب وصف مصر” . ويعد هذا الكتاب من النسخ الأصلية القليلة والنادرة وأحد المعالم العظيمة القابعة في مخازن المجمع العلمي بالقاهرة ربما لأكثر من مائتي عام وقد تم تأليفه حين أمر نابليون بونابرت علماء حملته بالتجول في مصر من أقصاها إلى أقصاها وتدوين كل ما يرونه في مؤلف كبير هو “وصف مصر”. وأطلق نابليون العنان لعلمائه كي يكتبوا عن مصر وكان منهم علماء الطب والهندسة والبناء والآثار والجغرافيا والاجتماع واللغة والتاريخ والتصوير وحتى الشعر والموسيقى واللغات وساعدهم ما عثروا عليه في دور القاهرة وغيرها من المدن المصرية من وثائق وبرديات نجحوا في فك طلاسمها ففتحت أمامهم مزيدا من الأسرار عن تاريخ هذا البلد العربي الكبير ولم يكن ثمة عنوان لما كتبوه أدق من العنوان البسيط “وصف مصر” وحتى عندما هزم نابليون في أبي قير كان حريصا على أن يحمل معه إلى فرنسا “مسودات” الكتاب الكبير . وفي باريس جمع وزير الداخلية الفرنسي آنذاك جان انطوان شبتال علماء الحملة لنشر كافة المواد العلمية والأدبية التي كتبوها ورسموها أثناء تواجدهم بمصر وشكلت لجنة من ثمانية أعضاء تولت جمع ونشر مواد الكتاب وكانت عبارة عن 10 مجلدات للوحات منها 74 لوحة بالألوان وأطلس خرائط و9 مجلدات للدراسات المكتوبة وجمعت تلك المجلدات في كتاب واحد يحمل اسم “وصف مصر”. وقد عكست مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أثراً نادراً وكبيراً بين مختلف شرائح المجتمع المصري والعربي المؤمن بأهمية الثروة الثقافية المصرية التي كان يحتويها المجمع العلمي بمصر قبل وقوع كارثة الحريق التي تعرض لها مؤخراً. كتاب «وصف مصر» سرعان ما أصبح كتاب «وصف مصر» في نسخته الفرنسية واحداً من عيون الثقافة العالمية في وقته وزاد من قيمته أن النسخ التي طبعت منه ظلت قليلة خاصة نسخ الطبعة الأولى التي ظهرت في باريس عام 1809 وكانت في عشرين جزءا ثم ظهرت طبعة ثانية عرفت باسم الطبعة الملكية وكانت في عام 1821 واضطلع كل من زهير الشايب وابنته منى زهير الشايب بترجمة الكتاب إلى العربية وهي نفس الترجمة التي لا تزال معتمدة لجميع الطبعات العربية لكتاب «وصف مصر». السفارة المصرية: المبادرة تجسد عطاءات حاكم الشارقة الحضارية والثقافية تجاه مصر أبوظبي (وام )- أكد شعيب عبد الفتاح المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية في أبوظبي أن إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن مبادرته الخاصة بتحمله التكلفة الكاملة لإعادة ترميم المجمع العلمي المصري لم يكن بغريب ولامستغرب . وقال عبدالفتاح في تصريح له بهذه المناسبة: “ إن سجل سموه حافل بالعطاءات الحضارية والثقافية الكبرى خاصة تجاه مصر التي يحمل لها حباً فريداً، ويكن لها تقديراً خاصاً ومميزاً، ولعمق هذا الحب يحرص دائماً على ذكر ذلك في مجالسه وفي أشعاره وكتاباته المتنوعة، ورغم ظروف سموه الكريم الصحية، إلا أن آلامه الخاصة لم تنسه ألم مصر وفجيعتها باحتراق هذا الصرح العلمي الكبير، وسارع على الفور بوضع يده الكريمة على قلب مصر الموجوع ليواسي وجدانها الحزين، وليخفف من وطأة الفاجعة على أفئدة أبناء شعبها باحتراق هذا المجمع الذي كان يمثل خزانة الذاكرة الوطنية والإرث العلمي والتراث الحضاري لهذا الشعب العريق“. وأضاف قائلاً: “ لم تقتصر مبادرة سموه على الترميم المادي للمجمع فقط، بل جاء إعلان سموه الكريم عن امتلاكه بعض المخطوطات الأصلية التي احترقت مثل المجلة الدورية التي تعود إلى عام عام 1860 ميلادية ونسخة أصلية من كتاب وصف مصر ليسعد كل الشعب المصري، وليؤكد أن عطاء سموه هو عطاء ثقافي وحضاري بامتياز، وأن مبادرته هي لترميم المبنى وبناء المعنى، وهكذا جاءت مبادرة سموه الكريم كالبدر الذي يفتقد دائماً في الليلة الظلماء ليبدد ظلامها وليزيل غشاوتها وليبعث الأمل في مستقبل هذه الأمة العلمي والثقافي من جديد .. الأمل في أن تسترد لواءها الحضاري بعد أن سقط من يدها في غفلة من الزمن وغفوة من التاريخ، فسموه وأمثاله من الذين يقدرون قدر الثقافة الرفيع وشأوها العالي، هم القادرون على أن يكونوا حداة قافلة الحضارة العربية يأخذون مسارها إلى حيث مرافئ الفكر ومراسي العلوم” .
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©