القدس-ا·ف·ب: توج شيمون بيريز آخر من تبقى من مؤسسي دولة إسرائيل، حياته السياسية الاستثنائية في سن الثالثة والثمانين بفوزه أخيراً بمنصب رئاسة دولة إسرائيل· وضمن بيريز فوزه بانسحاب منافسيه في الدورة الثانية من الانتخابات· وفاز بيريز بـ86 صوتاً مقابل 23 في الدورة الثانية حيث دعي النواب للتصويت مع أو ضد انتخابه· وشارك 119 نائباً من أصل 120 في الكنيست في عملية التصويت وقدمت ثماني بطاقات بيضاء وبطاقتان لاغيتان· وكان بيريز حصل في الدورة الأولى على 58 صوتاً، مقابل 37 صوتاً للنائب الشعبي عن الليكود (يمين) روفن ريفلين و21 صوتا للنائبة العمالية كوليت افيتال· وأعلنت رئيسة الكنيست داليا ايتسك التي تتولى مهام الرئاسة بالوكالة منذ تعليق مسؤوليات الرئيس المنتهية ولايته موشيه كاتساف للاشتباه بضلوعه في قضية اغتصاب ومضايقات جنسية·
وتعهد الرئيس الإسرائيلي الجديد السياسي بلعب دور جامع للإسرائيليين خلال الحفل المقتضب الذي تلى انتخابه بغالبية ساحقة في البرلمان· وصرح السياسي المخضرم بتأثر بالغ وهو يودع المجلس الذي جلس على مقاعده على مدى 48 عاماً دون انقطاع ''اعتباراً من هذه اللحظة، إنني أعتزم لعب دور الممثل للأمة بكاملها وسأضع نفسي كلياً في خدمتها''· وأضاف ''أن دور الرئيس يقضي بتجسيد وحدة الشعب''· وأدلى بيريز تاسع رئيس لدولة إسرائيل بتصريحاته أمام حشد من الشخصيات والنواب المتجمعين في إحدى قاعات المجلس فحصد تصفيقاً حاراً· من جهته صرح رئيس الوزراء ايهود أولمرت ''أن الأمة تمنت انتخاب شيمون بيريز في منصب الرئيس لدولة إسرائيل· وأرادت بذلك التعبير عن تقديرها العميق للمسار الاستثنائي لرجل كان حاضراً عند كل المنعطفات المهمة التي رسمت تاريخ بلادنا''·
ويدرك بيريز الذي حافظ على نشاطه رغم تقدمه في السن، أنه ربما يقدم إسهامه الأخير إلى بلاده من خلال تولي هذا الموقع الرمزي الذي يتمتع بسلطة معنوية جامعة للشعب الإسرائيلي· وبيريز من الشخصيات التاريخية في حزب العمل، الحزب المؤسس لدولة إسرائيل، غير أنه لم يتردد في التخلي عن هذا الحزب للانضمام إلى حزب كاديما الذي أسسه ارييل شارون، أحد السياسيين المخضرمين، موضحاً أن الحزب الجديد الوسطي يهدف إلى تشجيع السلام وهو هدف حياته على ما يؤكد· وشيمون بيريز وارييل شارون هما الممثلان الأخيران لجيل من القياديين بدأوا نشاطهم مع قيام إسرائيل عام ،1948 وسبق لبيريز المسؤول الثاني حالياً في حكومة ايهود اولمرت، أن تولى جميع الحقائب الوزارية تقريباً خلال حياة سياسية مذهلة، من الخارجية والدفاع والمالية والإعلام والمواصلات والاندماج وغيرها، كما عين مرتين رئيساً للوزراء·
ولم يحالفه الحظ في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2000 حين هزم أمام موشيه كاتساف· ولعب بيريز دوراً حاسما في إبرام اتفاقات أوسلو مع الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات عام ،1993 فيما كان اسحق رابين رئيس الوزراء آنذاك يشكك بقوة في العملية· وتكريما لدوره هذا، منح بيريز الذي دعا لفترة طويلة إلى شرق أوسط جديد يعمه السلام والأزدهار، جائزة نوبل للسلام عام 1994 بالاشتراك مع رابين وعرفات· واثبت بيريز خلال حياته عن تعنت شديد وقد سجل رقما قياسياً في الهزائم في الانتخابات التشريعية في 1977 و1981 و1984 و1988 و،1996 ما جعله ينعت بالخاسر الابدي· وأسس بيريز لإسرائيل شركاتها الكبرى للأسلحة والطائرات، كما يعتبره الخبراء الأجانب مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي·
عدد اليوم
