بيروت - الاتحاد: يوماً بعد يوم تتكشف المعلومات الخطيرة جداً حول مؤامرة جماعة ''فتح الإسلام'' على لبنان التي أحبطت قبل شهر واحد من تنفيذها على الأرض والرامية إلى إعلان ''إمارة إسلامية'' في شمال لبنان·
وبينت التحقيقات المستمرة مع الموقوفين من ''فتح الاسلام'' أن الجماعة تمتلك فكراً متطرفاً خطط لعمليات انتحارية ضخمة كانت ستنفذ في شمال لبنان· وفي القراءة الاولية لنتائج التحقيقات الجارية بسرية تامة تبين وفق مصادر ان المخطط الذي وضعته هذه الجماعة طموح جداً الى درجة يصعب معها تصور نتائجه وارتداداته· ونسبت جريدة ''الديار'' اللبنانية الى المصادر قولها ''إن القوى الأمنية من جيش وأمن داخلي لو كانت تأخرت شهراً واحداً عن البدء بتفكيك واستئصال فتح الاسلام، لكانت الجماعة بدأت بتنفيذ خطتها الدموية التفجيرية، ولكان أمر محاربتها بعد قيامها بتوجيه الضربة الأولى أصعب بكثير''، وأشارت إلى أن التحقيقات دلت على أن عناصر ''فتح الاسلام'' الذين نفذوا جرائم قتل بحق عناصر الجيش صبيحة مداهمة أوكارهم في طرابلس لم يقوموا بهذا العمل بدافع الانتقام فقط بل كان هجومهم جزءاً من عملية معدة مسبقاً حملت الرمز ''العملية ''755 وهي تقضي فور أخذ الأوامر من القيادة بأن يقوم العناصر بقتل عناصر الجيش وقوى الأمن بأكثر الطرق وحشية بهدف ترويعها وشلها، وبالتالي ضمان التنفيذ السريع لإقامة ''الإمارة الإسلامية''·
وأكدت التحقيقات أن ''فتح الإسلام'' اضطرت بعد مداهمة عدد من مراكزها السرية داخل طرابلس لاسيما في شارع المئتين الى وضع ''العملية ''755 موضع التنفيذ لأنها أخذت على حين غرة، وقررت بالتالي البدء بضربتها الإرهابية لإرهاب الجيش والقوى الأمنية، وقد ابلغت القيادة التي كانت محاصرة في طرابلس قيادة مخيم نهر البارد بالتحرك فوراً لتنفيذ المخطط المرسوم بواسطة الهاتف المحمول ومن ضمنه تفجير أنفاق وفنادق واحتلال سراي طرابلس·
ولفتت المصادر الى ان المواد اللوجستية التي كانت ''فتح الاسلام'' تعدها لإتمام خطتها كبيرة جداً، وقد صادرت القوى الأمنية كميات ضخمة جداً من المتفجرات التي كانت معدة لتفخيخ شاحنات يقودها انتحاريون لتفجيرها في أكثر المناطق اللبنانية ازدحاماً خصوصاً الفنادق الضخمة والساحات العامة والمؤسسات الحكومية والمصرفية·
ووفق المعلومات فإن عناصر الجماعة كانوا ينوون احتلال بلدة العبدة والمنطقة الفاصلة بين مدينة زغرتا وطرابلس والاستيلاء على مصارف شمال لبنان كافة ونهب الأموال الموجودة فيها، وكشفت أن ''فتح الإسلام'' كانت جهزت 80 انتحارياً لتنفيذ العمليات الارهابية الضخمة·
واعتبرت المصادر الامنية أن توقيت مداهمة معاقل زعماء هذه الجماعة في الشقق السكنية في طرابلس كان قاتلاً بالنسبة لها؛ لأنه حرمها من عنصر المفاجأة وقطع عليها الطريق وحال دون تمكينها من تنفيذ خطتها الارهابية بامتياز، وخلصت المصادر الى القول ''ان الذين خططوا لإقامة إمارة إسلامية في الشمال ارادوا احداث فتنة طائفية بوضع هذه الامارة في وجه مسيحيي الشمال اولاً وبتوجيهها للاحتكاك بالشيعة ومحاربتهم ولإقامة قاعدة لاستهداف قوات ''يونيفل''، وهذا يعني تفجير لبنان بأكمله''·
عدد اليوم
