إعداد - عدنان عضيمة:
تجمع تقارير أصدرها مؤخراً عدد من الخبراء على أن النهر المتدفق من البضائع الآسيوية إلى الموانىء الأميركية يمكن أن يؤدي قريباً إلى تجاوز طاقة المناولة ليسدّ بذلك قنوات تبادل السلع بين أميركا والعالم، وأشار تقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز إلى أن عمليات المناولة في مختلف الموانىء الأميركية يمكن تشهد تباطؤاً خطيراً بدءاً من عام 2010 ما لم تعمد السلطات الأميركية إلى اتخاذ إجراء حاسم لزيادة طاقة كل من المونىء وشبكات السكك الحديدية المخصصة للنقل التجاري· وحذرت التقارير أيضاً من أن هذا القصور في طاقة الموانىء الأميركية يمكن أن يسبب اضطراباً في النظام التجاري الدولي برمته·
ويقول رون ويدوز المدير التنفيذي لشركة ءذج السنغافورية للشحن البحري أن الجهود الهادفة لحل هذه المشكلة يجب أن تتركز على توسيع الموانىء المتخصصة بمناولة الحاويات في كافة الموانىء الأميركية· وتشهد الآن الموانىء الأميركية الصغيرة عمليات توسيع شاملة تهدف إلى إقناع أصحاب شركات الشحن البحري باستخدامها كبدائل للموانىء الثلاثة التي تعاني من الاختناق في لوس أنجلوس ولونج بيتش والميناء المشترك بين ولايتي نيويورك ونيوجيرسي·
ويعتقد ويدوز أن هذا الإجراء لا يمثل حلاً كافياً لهذه المشكلة؛ وركّز على ضرورة التطوير الشامل لكافة الموانىء من دون استثناء· ثم إن هذه الجهود يجب أن تتزامن مع زيادة ممائلة في طاقة النقل التجاري بواسطة السكك الحديدية حتى لا تغرق الموانىء ذاتها بالحاويات التي يتأخر إجلاؤها من ساحات التخزين· وأشار ويدوز إلى أن هذه المشكلة قائمة أيضاً في أوروبا وحيث يعاني هناك نظام النقل بالسكك الحديدية من القدم وبطء الأداء؛ وتعمل المملكة المتحدة الآن على تنفيذ مجموعة من المشاريع الهادفة إلى إعادة بثّ الروح في هذا النظام·
وفي أقصى شمال ألمانيا، يجري العمل الآن بتوسيع ميناء هامبورج الذي يعد ثاني أكثر ميناء في العالم من حيث النشاط؛ إلا أن الانسداد النسبي في قناة المناولة الذي يسود الموانىء الأميركية هو الذي يهدد بإبطاء الحركة العالمية لتبادل السلع والبضائع، ويقول ويدوز في هذا الصدد: أعتقد أن أوروبا بشكل عام معرضة أكثر من غيرها للتأثر بالظواهر السلبية التي تسجل في المرافىء العالمية الأخرى· وفي الولايات المتحدة، تكمن المشكلة الكبرى في طاقة النقل الضعيفة لقطارات الخطوط الطويلة· وتلعب السكك الحديدية دوراً حيوياً في نقل الحاويات المتراكمة من الموانىء الغربية الرئيسية إلى الشرق، إلا أن العديد من شركات النقل بالسكك الحديدية بدت غير مهتمة بالاستثمار في زيادة الطاقة الناقلة لخطوطها، ولهذا السبب، دعا ويدوز إلى دعم الجهود الهادفة لتشجيع المستثمرين على الاهتمام بتطوير هذا القطاع عن طريق اعتماد الحكومة لجملة من الحوافز المغرية· ويقول تقرير الفاينانشيال تايمز أن مشكلة النقص في طاقة المناولة عبر العالم نتجت عن التبنّي غير المدروس بدقة كافية لمبدأ العولمة التجارية من قبل الحكومات وإدارات الموانئ·
ولقد أدى النمو المفاجىء والسريع للتبادل التجاري بين آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية إلى نوع من الارتباك الذي يكاد يغلق الكثير من قنوات التبادل الحر والسريع للسلع والخدمات؛ ويأتي هذا النشاط المحموم نتيجة لموجة الرخاء التي تسود العالم منذ نحو عشر سنوات·
عدد اليوم
