الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طرح ماجستير الدراسات الوقفية للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي

طرح ماجستير الدراسات الوقفية للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي
22 ديسمبر 2011 19:55
برنامج الماجستير في تخصص «الدراسات الوقفية»، الذي يطرحه معهد دراسات العالم الإسلامي بجامعة زايد، يدرس للمرة الأولى في تاريخ الدراسات الإسلامية، ولقي ترحيباً كبيراً بين أوساط العلماء وإشادة بتحول الدراسات الوقفية إلى بؤرة الاهتمام العلمي بهذه الطريقة الحديثة. ويعد ذلك تطوراً نوعياً بهذا المجال، وفق منهج حديث في دراسة العلوم الإسلامية، يقوم على الربط بين قواعد هذه العلوم وأصولها والعلوم الإنسانية الحديثة والاحتياجات الحالية للمسلمين، عبر طرق دراسية تأخذ في اعتبارها تطلعات الأمة الإسلامية اليوم لصناعة نهضتها بالأدوات نفسها التي أبدعتها الحضارة الإسلامية، وأخذ بها العالم فتقدم، وتخلينا عنها فتراجعنا، وفي مقدمتها، العلم والوقف. محمد يونس (أبوظبي) - الوقف هو المؤسسة الأم التي مَوَّلَتْ صناعة أمتنا لهذه الحضارة الإسلامية، وفي عصور التراجع الحضاري، تراجع أيضاً الوقف في مجتمعاتنا الإسلامية، بينما اعتمدت عليه كبرى الجامعات والمراكز البحثية في الغرب، فأثمر نهضة. ومن أرض الإمارات التي تقدم نموذجاً حضارياً للاعتدال الفكري والوسطية والتسامح وتنسج نهضتها عبر معادلة تجمع بين التراث والمعاصرة، يستعيد الوقف دوره الحضاري في النهضة على أرض الواقع، ونظرياً داخل أروقة الجامعة، فقد بدأت منذ مطلع مايو عام 2009 الحملات التي نظمتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، لحث أفراد المجتمع للتبرع ووقف أموالهم على وجوه الخير المختلفة، تحت عنوان «مفحص القطاة»، وتمكنت من جمع أكثر من 575 مليون درهم في العام الماضي، كما بادرت بإصدار كوبونات جديدة للمصارف الوقفية بشكل جديد وحلة متطورة. وفي الجامعة التي حملت اسم القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، افتتح خلال الأيام القليلة الماضية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد، برنامج الدراسات الوقفية، ضمن أربعة برامج ماجستير جديدة طرحها معهد دراسات العالم الإسلامي بالجامعة، تضمنت أيضاً الدراسات الإسلامية المعاصرة، والاقتصاد الإسلامي وإدارة الثروات، ودراسات العالم الإسلامي. تمكين أبناء الوطن وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في كلمته بهذه المناسبة، أن اهتمام جامعة زايد بالدراسات الإسلامية، وبدراسات اللغة العربية إنما يعكس التزاماً قوياً في الدولة بأهمية هذه الدراسات في تأكيد اعتزازها بالدين الحنيف، وبأصالة وعراقة هذه الأمة الخالدة، مشيراً إلى أن طرح الجامعة لبرامج الماجستير الأربعة، يأتي في إطار رؤية واضحة لدور التعليم في تمكين أبناء الوطن من الإسهام الفاعل في مسيرة العصر، مؤهلين بمهارات عالية ومسلحين بمرجعية دينية تجعلهم قادرين على التفسير والابتكار في مجتمعهم، بل وقادرين أيضاً على التفاعل الناجح والمبدع مع السياقات الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بهم. واستقبل هذا الحدث بترحيب كبير داخل أوساط علماء المسلمين، فقد ثمن فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية، الذي شهد حفل الافتتاح، طرح معهد دراسات العالم الإسلامي بجامعة زايد لبرامج الماجستير الأربعة، موضحاً أن برنامج الدراسات الوقفية، يعد الأول من نوعه على مستوى جامعات العالم، وقال إنه للمرة الأولى تحول الدراسات الوقفية إلى بؤرة الاهتمام العلمي بهذه الطريقة الحديثة والشاملة من خلال دراسة منتظمة، كونها تركز على دراسة الشريعة والتاريخ والتجارب الواقعية في مختلف بقاع الأرض فيما يتعلق بالوقف وكيفية الاستفادة منه، وهو ما وصفه بـ«انطلاق صحيح لأمل فسيح»، نحو مزيد من الاهتمام بشؤون الوقف في مجتمعاتنا الإسلامية وتفعيل دوره في نهضة الأمة على أسس علمية متطورة. الاقتصاد الإسلامي وأعرب الدكتور علي جمعة عن أمله في أن يكون تدشين برنامج «الاقتصاد الإسلامي وإدارة الثروات»، بداية لإنصاف هذا العلم، موضحاً أن الاقتصاد الإسلامي ظلم في السنوات الأخيرة، على الرغم من تناوله بالعديد من المقالات، وإبداء الرأي، لكنها لم تف الاقتصاد الإسلامي حقه، وركزت على جوانب من دون أخرى، كالتركيز على جوانب الإنتاج من دون الاستهلاك، لهذا فإن توجه الجامعة إلى طرح ماجستير في الاقتصاد الإسلامي وإدارة الثروات خطوة تحسب لها في ظل الاهتمام بتصحيح الفكر المتداول عن هذا المجال، والإحاطة به بكل أبعاده ودوره في بناء اقتصاد ناجح وفعال. وأوضح مفتي الديار المصرية أن برنامج دراسات العالم الإسلامي يلبي احتياجات فعلية لدى أمتنا الإسلامية اليوم، حيث تتنازعها هواجس شتى، تحتاج إلى تفسير علمي، من خلال منهج معرفي، يربط بين عالم الأشياء وعوالم الأفكار والأشخاص والنظم، لكي نقدم مقاربات صحيحة لوضع العالم الإسلامي اليوم، وما يعانيه من مشكلات وأسباب تشويه صورته في أذهان العالم، وغيرها من القضايا والتحديات التي تواجه أمتنا. وأكد أهمية أن يدرك الإنسان شأنه وعصره، وخصائص هذا الزمن الذي يعيشه، ومن ثم ينطلق من هذا الوعي، والعلم إلى عبادة الله، وعمارة الأرض وتزكية النفس، مؤكداً أن المسلمين في تاريخهم كانوا يقدمون العلم على العقل ويستفيدون منهما معاً. ودعا إلى أن يركز برنامج الدراسات الإسلامية المعاصرة، على طرق مبدعة، للوصل بين فهم النص والواقع، بجسر المسافة بينهما، بما يجعلنا نعيش عصرنا ونخدم بلادنا عبر الاجتهاد، الذي دعا إليه الإمام أبو حامد الغزالي، حينما قال إن الذي يفرق بين مجتهد وآخر هو الخيال المبدع. وقال الدكتور علي جمعة إن العلم هو المفتاح لدخول العصر، وإن العلم الصحيح والأمل الفسيح من أركان الدولة في الفكر الإسلامي. 95% من الطلبة مواطنون وأكد الدكتور نصر عارف المدير التنفيذي لمعهد دراسات العالم الإسلامي أنه تم الانتهاء من التجهيزات كافة لإطلاق برامج الماجستير الأربعة في منتصف يناير المقبل، ضمن أربعة برامج جديدة، موضحاً أن لدى المعهد هيئة علمية تضم 30 أستاذاً متخصصاً ومؤهلاً لتدريس الماجستير حالياً، وأن كل برنامج مطروح سيتم فيه تدريس مساقين من خلال أساتذة زائرين من دول أخرى. وأضـاف أن عـدد الطلبة المسجلين بالبرامـج الأربعة بلغ 130 طالباً وطالبـة، 95% منهم مـواطنون، منوهاً بأن الدراسة بالمعهد مفتوحــة لجميع الجنسيات، موضحــاً أن مدة البرنـامج عـام دراسي ونصف العام «ثلاثة فصول دراسية» يدرس خلالها الطالب المساقات باللغتين العربية والإنجليزية، وأن الطالب لديه خيار الدراسة بأي من اللغتين، منوها بأن اللغة الإنجليزية ليست شرطاً للالتحاق، ولكنها شرط للتخرج، بهدف استقطاب أكبر عدد من الكوادر الإماراتية في هذه البرامج. قراءة موضوعية لأهم العلوم قال الدكتور نصر عارف إن برنامج ماجستير الدراسات الإسلامية المعاصرة، يتضمن قراءة نقدية موضوعية لأهم العلوم والمعارف الإسلامية التي تشكل وعي الإنسان المعاصر، وذلك لتكوين متخصصين في الدراسات الإسلامية قادرين على التفاعل مع المتغيرات المعاصرة على نحو إيجابي، ولديهم وعي عميق للقضايا والاتجاهات المعاصرة في العالم الإسلامي وفي دولة الإمارات على وجه الخصوص. وأشار إلى أن ذلك يهدف إلى إعداد باحثين متميزين ومسؤولين مؤهلين في مؤسسات العمل ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني بصفة عامة لتلبية التوجهات الجديدة لتنمية الثروة البشرية داخل الدولة وتأهليها بالخبرات العلمية والعملية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©