الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تجدد التظاهرات في الخرطوم وتوقيف 47

تجدد التظاهرات في الخرطوم وتوقيف 47
11 ديسمبر 2012
سناء شاهين (وكالات الخرطوم) - ? استخدمت قوات الأمن أمس الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق تظاهرات لليوم الثالث في العاصمة السودانية، بعد وفاة أربعة طلاب في جامعة إقليمية الأسبوع الماضي. واحتشد نحو 600 طالب في جامعة النيلين في وسط الخرطوم، مرددين «مقتل طالب مقتل أمة»، و»ثورة ثورة حتى النصر»، في أكبر احتجاج منذ العثور على جثث الطلبة في قناة. وحاول المحتجون التحرك إلى محطة للحافلات في وسط الخرطوم لكن قوات الأمن استخدمت الهراوات لتفريقهم، وألقت القبض على أشخاص عدة. ولم تعلق الشرطة على الفور. وطوقت قوات الأمن أيضاً جامعة الخرطوم التي شهدت احتجاجات أمس الأول، وكانت مركزاً لتظاهرات سابقة مناهضة للحكومة. وكانت تظاهرات واسعة عمت أمس الأول العاصمة السودانية ومعظم أحيائها وشوارعها العامة احتجاجا على مقتل 4 طلاب في جامعة “الجزيرة” (مقرها مدينة مدني نحو 180 كيلومترا جنوب الخرطوم) ، فيما لوحظ انتشار كثيف أمس لرجال الشرطة والأمن وسط الخرطوم، واصطفت عدد من سيارات الشرطة بالقرب من استاد الخرطوم، وهي المنطقة التي شهدت أكبر تظاهرات الأحد. وأكدت الشرطة السودانية أنها أوقفت 47 شخصا شاركوا أمس الأول في التظاهرات الاحتجاجية، وأشارت في أنها استخدمت الحد الأدنى من القوة المدنية لتفريق المتظاهرين، مؤكدة عدم وقوع إصابات وسط المتظاهرين. وكان مئات الطلاب من جامعات “الخرطوم” و”النيلين” و”الأهلية” و”السودان”، قد نظموا تظاهرات وسط العاصمة، وفي عدد من الأحياء الرئيسية، شارك فيها العشرات من جماهير الشعب. وأشار بيان الشرطة إلى أن الموقوفين “يواجهون تهم التسبب في عرقلة الحركة وإثارة الفوضى والشغب واتلاف سيارات نقل عام وخاص”. وفي سياق ذي صلة شرعت لجنة قانونية برئاسة المستشار التجاني محمد أحمد في التحري حول أحداث جامعة الجزيرة التي أسفرت عن مقتل 4 طلاب وإلقائهم في ترعة تغذي مزرعة بالجامعة. وحصلت اللجنة، التي تكونت بقرار من وزير العدل السوداني، على “ الصلاحيات كافة للكشف ملابسات الحادث، واتخاذ الإجراءات القانونية كافة التي تعلي ميزان العدالة”. ومنح قرار الوزير اللجنة سلطات النيابة الجنائية الواردة في قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991م، ويجوز لها الاستعانة بمن تراه مناسبا في أداء عملها، وحدد القرار مقر اللجنة برئاسة الإدارة القانونية بولاية الجزيرة، على أن ترفع اللجنة تقارير دورية لوزير العدل. من ناحيته قلَّل حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم من دعوة أحزاب المعارضة واستنفارها جماهيرها لتنفيذ احتجاجات واعتصامات لإسقاط النظام، واستبعد مقدرتها على الذهاب للمشاركة في تظاهرات بالجزيرة. وقال الحزب في تصريحات على لسان أمين القطاع السياسي حسبو محمد عبد الرحمن، عقب اجتماع للقطاع مساء أمس الأول، إن “المعارضة تمتلك عناصر فنائها بداخلها وتعيش متنازعة فيما بينها وغير متفقة”، وأكَّد “أن أبواب الحوار حول الثوابت الوطنية مُشرَعة أمام كل القوى السياسية، مع الترحيب بكل مجهودات القوى السياسيَّة التي تصبّ في هذا الاتجاه”. وشدَّد الحزب الذي يتزعمه رئيس البلاد عمر البشير، على ضرورة “فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون فيما يتعلَّق بالأحداث التي شهدتها جامعة الجزيرة، والأحداث التي وقعت بولاية شمال دارفور”. وقال حسبو إن القطاع وجَّه بالالتزام بما نصَّت عليه الاتفاقات بخصوص إعفاء طلاب دارفور على أن يكون ذلك وفقًا للأسس والمعايير والشروط المنصوص عليها. ودعا لوقف الاعتداءات والعنف داخل الجامعات، كونها تؤثر على وظيفتها الأساسية باعتبارها مكانًا للعلم والتحصيل الأكاديمي. وفي السياق نفسه حمَّل الاتحاد العام للطلاب السودانيين الموالي للحكومة، التنظمات السياسية “مغبّة تحويل قضية مقتل أربعة من طلاب جامعة الجزيرة لتحقيق مآرب وأهداف سياسية”. وأقرَّ “بأن الأحداث بجامعة الجزيرة كانت لها آثار بالجامعات السودانية، خاصة جامعة الخرطوم” ، متهماً التنظيمات السياسية “باستغلال الأحداث بإثارة الإضرابات بجامعتي الخرطوم والنيلين”. وكانت الشرطة السودانية قد أطلقت قنابل مسيلة للدموع والهراوات لتفريق طلبة محتجين كانوا يرشقونها بالحجارة أمس الأول في العاصمة الخرطوم، وسط تصاعد التوتر عقب مقتل أربعة طلاب بعد احتجاج على الرسوم الدراسية. وتدخلت الشرطة بعد أن قام أكثر من 400 طالب بمسيرة من جامعة الخرطوم عبر وسط العاصمة، وهم يهتفون “الشعب يريد إسقاط النظام”، و “مقتل طالب مقتل أمة”. ورشق الطلبة سيارات الشرطة بالحجارة لأكثر من ساعة. لكن الهدوء عاد الى الشوارع بعد الظهر. وبسبب ازدحام الحركة المرورية، وجدت الشرطة صعوبات في فض المحتجين الذين اشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب لساعات، وقاموا بإحراق حافلة حكومية. وأضاف شهود عيان أن المظاهرات انتقلت إلى بعض أحياء العاصمة، وشارك فيها إلى جانب الطلاب أعداد مقدرة من المواطنين الغاضبين بسبب الغلاء وشظف العيش. كما انتقلت التظاهرات إلى خارج العاصمة، وتظاهر طلاب جامعة «وادي النيل» شمال الخرطوم؛ احتجاجا على مقتل زملائهم، واشتبكوا مع أجهزة الأمن وسط مدينة «عطبرة» العمالية الشهيرة. كما خرج طلاب «جامعة كسلا» بشرق البلاد، في مظاهرة اشتبكت مع الشرطة في سوق المدينة، وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع، وظلت تطاردهم داخل الأحياء السكنية حتى وقت متأخر من عصر أمس الأول. وفي ولاية النيل الأبيض، نشرت الشرطة قواتها في محيط مباني جامعة «الإمام المهدي»، لمنع الطلاب الذين احتشدوا للخروج داخلها من التظاهر. ولم يشهد السودان احتجاجات حاشدة مثل تلك التي أطاحت زعماء تونس ومصر وليبيا العام الماضي ولكن رفع أسعار الغذاء وشكاوى أخرى أدت إلى تنظيم مظاهرات أصغر خلال العامين الماضيين. واندلعت مظاهرات محدودة في أنحاء السودان في يونيو، بعد أن أعلنت الحكومة خفض دعم الوقود وإجراءات تقشف صارمة لاحتواء أزمة اقتصادية نجمت عن انفصال جنوب السودان المنتج للنفط في العام الماضي. وتلاشت الاحتجاجات تقريباً بعد حملة أمنية وبداية شهر رمضان. فشل المحادثات الأمنية بين دولتي السودان الخرطوم (الاتحاد) - أعلن في الخرطوم أمس عن تأجيل انعقاد اجتماعات الآلية السياسية الأمنية المشتركة بين الخرطوم وجوبا التي كان من المنتظر انعقادها أمس الأول إلى 15من الشهر الحالي في أديس أبابا، بحضور اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى التي تتولى الوساطة بين البلدين برئاسة ثابو أمبيكي الرئيس الأسبق لدولة جنوب أفريقيا. وتعثر عقد الاجتماعات بسبب خلافات حول القضايا التي يجب بحثها خلال الاجتماع. وأكد مصدر مسؤول بالخرطوم لـ”الاتحاد” أن الاجتماعات سبقها لقاءات مشتركة بين وزيري الدفاع في البلدين إلا أن الجانبين أخفقا في التوصل إلى اتفاق بشان القضايا التي يجب مناقشتها في الاجتماعات ما أدى إلى تأجيل الاجتماع. وأكد المصدر أن الخرطوم وجوبا اتفقتا على أن تكون الاجتماعات المقبلة بحضور الوساطة الأفريقية في أديس أبابا. وقال المصدر إن الخرطوم تحرص على تفعيل اتفاق مسبق بين الجانبين حول الترتيبات الأمنية وإلزام الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا على إنهاء علاقتها بقطاع الشمال بالحركة في السودان، إلى جانب فك ارتباط الجيش الشعبي الجنوب سوداني بالفرقتين العسكريتين التاسعة والعاشرة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، ووقف دعم جوبا للمعارضة المسلحة، بينما تنفي جوبا تقديم الدعم لكل من قطاع الشمال بالحركة والحركات المسلحة، وتعتبر إصرار الخرطوم في الزج بهذه القضية ضمن أجندة الاجتماع يعرقل التوصل لأي اتفاق بين الجانبين. وكان وفد جنوب السودان قد وصل إلى الخرطوم قبل يومين برئاسة وزير دفاع دولة جنوب السودان الفريق جون كونق، يرافقه نائب وزير الدولة بالخارجية والتعاون الدولي قريس جاتيلو، ومجموعة من الفنيين والخبراء الأمنيين والعسكريين المختصين في الملفات ذات الصلة، فيما لوحظ غياب قيادات الجيش الشعبي مما عكس إشارات عن عدم رغبة جوبا في مناقشة الترتيبات الأمنية الخاصة بقطاع الشمال والفرقتين العسكريتين بالسودان والتابعتين للجيش الشعبي الجنوبي، حسب مراقبين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©