الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هشاشة العظام تستهدف المسنين ولا تستثني الرجال

هشاشة العظام تستهدف المسنين ولا تستثني الرجال
22 ديسمبر 2011 19:56
كشفت دراسات حديثة عن وجود أبعاد جديدة تفسر أسباب تعرض كبار السن لمخاطر كسور العظام. وأشارت الدراسات إلى أن هناك طُرقاً كفيلةً بالتقليل من هذه المخاطر، وهو ما يقلب المقاربات التقليدية المتبعة للوقاية من هشاشة العظام وعلاجها. فمنذ عقود، ركزت البحوث على وهن العظام وتخلخلها بعد انقطاع الطمث، كما سادت اعتقادات عدة بشأن بنات حواء منها أن النساء القوقازيات هن الأكثر عُرضةً للإصابة بمرض «العظام الزجاجي» أو تشكل العظام غير التام. لكن هذه الاعتقادات وهذه البحوث تغاضت عن قطاع واسع من سكان المعمورة ليسوا بمنأى عن أمراض العظام. ويكفي أن نعرف أن الرجال يُمثلون رُبع ضحايا كسور الورك في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، وأن معدل بقائهم على قيد الحياة لمدة سنة واحدة منخفض بالمقارنة مع النساء المصابات بالكسر نفسه. يقول ستافروس مانولاجوس، أستاذ العلوم الطبية في جامعة أركنساس بمدينة ليتل روك، إن «الباحثين ركزوا في الفترة السابقة على طرق تعويض فقدان كثافة العظام بسبب التغيرات الهورمونية التي تحدث للمرأة على مستوى إفراز الإستروجين بعد انقطاع الطمث. وتناسوا أن الرجال أيضاً تنقص كثافتهم العظمية بعد تقدمهم في السن وبمعدل يُماثل نظيره لدى النساء». وحتى اختبار كثافة العظام المعدنية، الذي يعتُبر مقياساً معيارياً لتحديد حجم التعرض لمخاطر الإصابة بكسور، ثبت أنه مُحدد مركزي أقل حسماً في مدى قوة العظام، ومؤشر قياس أقل دقةً مما كان يظن الباحثون. وقد كشفت البحوث أن نصف الكسور ذات الصلة بهشاشة العظام تحدث لدى الأشخاص الذين استبعدت القراءات الاختبارية لكثافتهم العظمية احتمال إصابتهم بالمرض. إلى ذلك، يقول خبراء إنه يتعين على النساء قياس كثافتهن العظمية وتقييم مخاطر تعرضهن للكسور عند بلوغهن 65 سنةً، والرجال عند بلوغهم 70 سنةً أو قبل ذلك إذا كان تاريخهم العائلي يؤشر إلى احتمال إصابتهم بالمرض، أو إذا كانوا مدخنين أو يتبعون نظاماً غذائياً ذا جودة منخفضة، وإذا كانوا ذوي بنيات نحيلة. وإذا كان الشخص قد اتخذ بمعية طبيبه قرارات علاجية بناءً فقط على القراءات التي أفرزتها اختبارات الكتلة العظمية، فينبغي أن يعلم أنه يجدُر به إعادة تقييم حالته وإعادة تشخيصها، كما يُفضل مناقشة جميع الخيارات العلاجية المتاحة، بما فيها الأدوية الموصوفة والخطوات الأخرى التي يمكن اتخاذها لحماية عظامه من الكسور، وهي: ? الوقاية من الكسور: تكشف المقاربة التصورية الجديدة لمرض هشاشة العظام أنه لم يعد كافياً قَصْرُ التركيز على الكثافة العظمية، بل أيضاً على عوامل أخرى، والحرص على اتباع الخطوات المساعدة على التقليل من مخاطر كسر أحد العظام. ? تقوية العضلات: إن امتلاك عضلات قوية يُوفر للشخص سنداً صلباً لبدنه، ويُقلل الضغط على عظامه، ويرفع قدرة جسمه على التوازن، ويُقلل مخاطر تعرضه للسقوط. ولذلك فإن القيام بتداريب تحمُل مثل رفع الأثقال وتمارين الضغط المعروفة بـ»بوش آب/P sh ps» وإدماجها ضمن البرنامج الرياضي اليومي يجعل العضلات أقوى. ? تقليل الأدوية المُوهنة للعظام: هناك بعض الأدوية التي تُسهم في إضعاف البنية العظمية والعضلية للشخص، وهي تشمل مثبطات مضخة البروتون والعقارات التي تثبط إنتاج العصارة المعدية مثل «بريفاسيد» و»بريلوسيك»، وتشمل أيضاً حاصرات الإستروجين كعقار «ديبو-بروفيرا» الذي يُستخدم في منع الحمل، ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية المستخدمة في علاج الاكتئاب واضطرابات القلق وبعض حالات الأرق والاضطرابات الشخصية مثل عقاري «بروزاك» و»باكسيل». وإذا كانت مخاطر إصابتك بالكسور عالية، فيُفضل أن تتحدث مع طبيبك حول البدائل المتاحة، مع الحرص على مراجعة مدى حاجتك إلى الاستمرار في تناول الأدوية بشكل منتظم اتقاءً لأعراضها الجانبية. ? تقليل مخاطر السقوط : أكثر من ثُلُث الأميركيين الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنةً يتعرضون لحوادث سقوط سنوياً، وهذه الحوادث هي السبب الرئيس وراء إصابتهم بالكسور المؤدية للوفاة. وعلى الرغم من أن حادثة السقوط قد لا تكون بحد ذاتها سبباً مباشراً للوفاة، فإن المضاعفات الصحية التي تنتج عن الحادثة قد تؤدي في النهاية إلى الوفاة. ومن بين الطرق المثبت فعاليتها لتقليل مخاطر السقوط ممارسة التمارين الرياضية. فالمواظبة على المشي والقيام بأنشطة خفيفة مثل التاي تشي والآيروبيك وتداريب توازن الجسم تُسهم في تقوية العظام وتمكين الشخص من الوقوف والحركة مع ضمان توازن جسمه، وهذه أمور في غاية الأهمية والإفادة بالنسبة لصحته في هذه المرحلة العمرية (الشيخوخة). ويُنصح كل من تجاوز 65 من عمره أن يُراجع الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة التي يتناولها مع طبيبه الخاص لمعرفة ما إذا كان أحد هذه الأدوية يُسبب له الدوار أو الدوخة أو يؤثر سلباً على توازن جسمه حتى يستغني عن تناوُل تلك التي لها أضرار أكثر من منافع. كما يتعين عليه إخضاع عينيه للفحص والتحقق مما إذا كان ببيته أرضيات وسجادات غير زلقة وبساطات تثبيت في المرحاض وحوض الاستحمام والدرج والمطبخ، وذلك للتقليل من مخاطر الانزلاق والسقوط قدر الإمكان. ? علاج الأمراض الأخرى: تؤثر بعض الأمراض لأسباب متعددة على صحة العظام، خاصةً منها السكري والتهاب المفاصل الرثياني وأمراض القلب. فالأشخاص الذين سبق لهم أن تعرضوا لجلطة قلبية على سبيل المثال يكونون أكثر عُرضةً للإصابة بكسور في عظامهم من أولئك الذين لم يسبق لهم الإصابة بأي من أمراض القلب، بحسب دراسة تحليلية شملت بيانات مرضى تراكمت على مدار 30 سنةً. ? تناول الأدوية عند الحاجة: ربطت دراسة حديثة بين تناوُل أدوية بناء العظام المصطلح عليها «الفوسفانات الثنائية» وزيادة مخاطر الإصابة بكسور على مستوى عظم الفخذ. وهو ما ثبط العديد من المستخدمين المحتملين عن تناولها. لكن يبدو أن هذا العرض الجانبي ما زال مقصوراً على النساء اللاتي يتناولْن هذا الدواء لأكثر من خمس سنوات، غير أنه يبقى نادر الحدوث نسبياً حتى في صفوف هذه الفئة. هشام أحناش عن «واشنطن بوست» خمس وصايا لعظام أقوى للتمتع بعظام أقوى وأكثر صلابةً، ينصح الخبراء باتباع الوصايا الآتية: 1- الحفاظ على وزن صحي. فلا السمنة ولا النحافة تُفيد العظام، والجسم النحيل أكثر عُرضةً للإصابة بالهشاشة وكسور العظام. 2- الرياضة؛ فالمواظبة على ممارسة تمارين بدنية وتداريب رياضية مثل المشي أو التنزه أو التنس، أو حتى استخدام بساط الجري المتحرك أو ماكينة المشي السريع الإهليليجية من الممارسات التي تعود بالنفع على صحة العظام. 3- عدم التدخين؛ فالمواد الكيماوية التي تحتوي عليها السجائر مضرة بالخلايا العظمية وتُصَعب على الجسم تكوين عظام جديدة. 4- استهلاك ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين «دي»؛ إذ يُنصح بتناوُل 1,000 ميليجرام من الكالسيوم و600 وحدة دولية من فيتامين «دي» بالنسبة للنساء البالغات 50 سنةً أو أقل والرجال البالغين 71 سنةً أو أقل، و1,200 ميليجرام من الكالسيوم و800 وحدة دولية من «فيتامين دي» بالنسبة للأكبر سناً بشكل يومي. 5- الابتعاد عن شُرب الكحول والكافيين والبروتين والصوديوم؛ فعند استهلاك هذه المواد بكثرة، تتراجع قدرة الجسم على الاحتفاظ بالكالسيوم وتكوين خلايا عظمية جديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©