حملت مجموعة المصمم اللبناني العالمي لموسمي خريف وشتاء 2013/2014 عنوان «الغابة المسحورة»، والتي عرضها في فعاليات أسبوع الموضة في باريس الأخير، حيث سيطر الإبداع الفني على تصاميم تلك المجموعة فبدت كل عارضة وكأنها لوحة مرسومة بأنامل رسّام مبدع، لتبرز أغصان الأشجار بوصفها الشكل الأكثر حضوراً في الشك والتطريز على التصاميم.
أطلق المصمم زهير مراد سلسلة من إبداعاته لموسمي خريف وشتاء 2013/2014 خلال أسبوع الموضة في باريس للهوت كوتور. وأبهر مراد الأنظار بتصاميمه الفريدة من نوعها، والمبتكرة من التول والحرير، والتي ضمنها شكاً ناعماً على شكل جذوع أشجار.
خيال مصمم
كما في كل موسم، ينقل مراد المشاهد إلى عالمٍ رائعٍ من الخيال مُشبع بالإبداع والتجدّد، ومن خلال مجموعته الشتوية لموسم 2013-2014، أحبّ المصمّم أن يُغرِق الجميع في حلم ليلية شتوية، تنقسم الأجواء فيها بين العتمة والضوء، وكأنه حلم فتاة محمولة إلى غابة جليدية، ترتدي فستانا شفافا يعكس نور القمر، وتتدلّى منه أغصان عارية، وتتمايل على قماشه الحريري ظلال بساتين وحدائق. وفي المجموعة برزت الأقمشة البرّاقة المتلألئة، والطيات المثنية، والدانتيل الموشوم على الجلد، وهي كلها نابعة من خيال مبدِع مبتكِر حسّاس.
وذهب خيال المصمّم إلى أبعد حدود الابتكار ليتأرجح جمهوره بين الواقع والخيال، حيث تطوّق الياقات العسكرية الأعناق الرشيقة، وتلتصق الأكمام الطويلة من الدانتيل الشفّاف بالأجسام، ويندمج الدانتيل شانتيي بالتول،
ويترقرق الشيفون الحريري في أسفل فساتين ضيقة من الأعلى وانسيابية من الأسفل، ويكشف الكريب الساتان الظهر. أمّا الأشجار المطّرّزة تطريزا يدويًا برؤية هندسية أو المطبوعة ككليشهات سوداء وبيضاء فتتداخل بخطوط مصّممة على طراز الآرت ديكو حاملة الكثير من الدقّة والتفنّن.
أقمشة وألوان
استعمل المصمّم قماش اللامي الملمّع من الأخضر العجمي والأزرق الكهربائي والأحمر الخمري. وضمّت المجموعة قصة الـ»بوستييه» ذات الثنيات والطيّات، التي تنسدل منها تنانير طويلة جدًا من الكريب جورجيت البليسيه. وبرزت عباءات من ريش النعام وفساتين غير متناسقة ذات أكمام محفورة بالمخمل، وبدلات سروالية (jumpsuit) مرصّعة بأزهار من الدانتيل الأسود.
وعكست أغصان الأشجار الخريفية، التي ارتسمت على جسد المرأة بأنامل المصمم اللبناني العالمي، روح ذلك الفصل وجماليته التأملية الأخاذة في تصاميم خاطفة للأنفاس وممتعة للنظر.
واختار مراد ألوانا متنوعة لتصاميم هذه المجموعة، فتباينت ما بين البيج والأخضر الزمردي والأسود والبنفسجي والأبيض، في حين تمايزت قصات الفساتين بين الطويلة والمتوسطة وتلك التي يصل الشق فيها حتى أعلى الركبة. أما القماش الشفاف فكشف عن جسد امرأة مراد بأنوثة ورقي، تحت تلك الأغصان الخريفية المميزة سواء في القسم العلوي من الجسم أو الساق التي ترتفع ستارة الفستان عنها لنراها وكأنها لوحة جميلة ناعمة.
عدد اليوم
