الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوحيد والإخلاص في الدين طريق مستقيم إلى جنات النعيم

التوحيد والإخلاص في الدين طريق مستقيم إلى جنات النعيم
22 ديسمبر 2011 19:58
من أعظم الأصول المهمة في الإسلام الإخلاص لله تعالى في جميع العبادات، والإخلاص هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام، والنفس المخلصة لدينها لا يكون غير الله شاهدا على عملها. وقال الدكتور عبدالفتاح عاشور أستاذ التفسير بجامعة الأزهر إنه من الإخلاص في العبادة قول الله تعالى«وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة» البينة 5. (القاهرة) - أوضح الدكتور عبدالفتاح عاشور أن الناس ما أمروا في سائر الشرائع إلا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله وطلب الزلفى لديه معرضين عن سائر العقائد المخالفة لدين التوحيد وخص الله تعالى الصلاة والزكاة بالذكر لفضلهما وشرفهما وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين وذلك التوحيد والإخلاص في الدين هو دين القيمة أي المستقيم الموصل إلى جنات النعيم وما سواه يوصل إلى الجحيم. والعبادات التي يؤديها المسلم بلا إخلاص لا يتقبلها الله عز وجل فالصلاة مع الرياء تصبح جريمة بعدما فقدت روح الإخلاص وأصبحت صورة ميتة لا خير فيها والزكاة متى صدرت عن قلب يحب الله قبلت وإلا فهي عمل باطل كما قال تعالى: «لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا» البقرة 264، ولذلك قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أخلص دينك يكفك العمل القليل». وأمر الله تعالى بالإخلاص والإسلام قال تعالى: «قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين. وأمرت لأن أكون أول المسلمين. قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله أعبد مخلصا له ديني. فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين» الزمر الآيات 11-15، يخاطب الله الرسول، صلى الله عليه وسلم، بأن يقول للناس إنه أمر أن يعبد الله مخلصا له الدين وإنه أول المسلمين لأنه، صلى الله عليه وسلم، الداعي الهادي للخلق إلى ربهم عز وجل فلابد من الإسلام في الأعمال الظاهرة والإخلاص في الأعمال الظاهرة والباطنة. العمل الصالح والإخلاص في النفس الإنسانية المؤمنة شرط لقبول العمل الصالح لأن العمل لا يقبل إلا بشرطين أحدهما أن يكون العمل موافقا لما شرعه الله عز وجل فى كتابه العزيز أو بينه رسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم- فعن عائشة- رضي الله عنها، أن النبي، صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». والشرط الثاني أن يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى فعن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» ومصداق ذلك قوله تعالى: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا» الكهف 110. فقدان الإخلاص ففقدان الإخلاص سبب رئيسي لرد العمل كما جاء في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه: رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها قال: فما عملت فيها قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار» ولما بلغ هذا الحديث معاوية بكى بكاء شديدا وردد قوله تعالى: «من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. أولئك الذين ليس لهم في الأخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون» هود الآيتان 15-16. المنفعة العامة ومن أفضل انواع النفس المخلصة التي تتعلق بالعلم لأنه أشرف ما ميز به الله الصالحين من خلقه ولذا فقد أوجب الإسلام على العالم أن يتجرد للعلم وأن يبتغي من وراء علمه مرضاة الله والمنفعة العامة قال رسول الله- صلى الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» أي لم يجد ريحها. وقد كره الإسلام أن يطلب الإنسان العلم حتى إذا نبغ فيه استكبر على الناس كما جاء في الحديث النبوي:» لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء فمن فعل ذلك فالنار النار». والنفس المخلصة تظهر أكثر في الشدائد والمحن لأن الإنسان عندما ينسلخ من أهوائه الشخصية ويتبرأ من أخطائه ويقف بين يدي الله تائبا يرجو رحمته ويخاف عذابه فهو بذلك يضرب مثلا رائعا في الإخلاص لله تعالى وقد صور القرآن الكريم خوف الإنسان عند الحيرة وانقطاعه إلى ربه يستنجد به ليخرجه من مأزق وقع فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©