السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سامية جمال «فراشة السينما» البائسة و «الراقصة الحافية»

سامية جمال «فراشة السينما» البائسة و «الراقصة الحافية»
22 ديسمبر 2011 20:02
مرت الذكرى السابعة عشرة لرحيل صاحبة أجمل ابتسامة عرفتها السينما ‏المصرية سامية جمال في هدوء شديد لا يتناسب وشهرتها الكبيرة التي ‏حققتها ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع، حيث قدمت حفلات كثيرة ‏في الولايات المتحدة وأوروبا واشتهرت بالجمال الأسمر الهادئ ‏والأناقة سواء من خلال ملابسها العادية أو بدل الرقص التي كانت ‏تظهر بها في استعراضاتها.‏ (‏القاهرة) - طورت الراحلة التي لقبت بـ «فراشة السينما» الرقص الشرقي، ‏واستطاعت بمهارة فائقة أن تمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، وقدمت حالة من الابهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى ‏والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات من خلفها. ولدت زينب خليل إبراهيم محفوظ التي اشتهرت لاحقاً باسم سامية جمال ‏في 22 فبراير 1924 في محافظة بني سويف بصعيد مصر «‏‏130 كيلو مترا» جنوب القاهرة لوالد كان يعمل ترزياً، ‏وأم تنحدر من أصل مغربي، وعاشت طفولة بائسة في كنف زوجة الأب ‏التي كانت تعاملها بقسوة بعد وفاة والدتها وهي في الثامنة من عمرها، ‏وفي الثالثة عشرة توفى والدها أيضاً، وأقامت في بيت أختها التي كانت ‏تعيش في حي الأزهر بالقاهرة، وتعلمت الخياطة لتساعد في مصروف ‏البيت، ثم عاملة في مصنع للطباعة، ثم ممرضة في أحد المستشفيات، ‏وخلال هذه الفترة تعرفت على جارة لها مفتونة بالسينما ولفتت نظرها الى ‏ذلك العالم الجديد الذي يشبه الأحلام.‏ «الراقصة الحافية» ولعبت الصدفة دوراً كبيراً معها حين شاركت ككومبارس عام 1939 في ‏فيلمي «المعلم بحبح» و»العزيمة» ومن بعدهما «انتصار الشباب» و»‏ممنوع الحب» و»خفايا المدينة»، وأثناء تواجدها ذات مرة في كافتيريا ‏‏»الجمال» التي كانت تتردد عليها تصادف وجود ابن صاحب الكافتيريا ‏وسمع حديثها عن بديعة مصابني ورغبتها في أن تصبح راقصة فأبدى ‏استعداده لتقديمها اليها، واحتضنتها بديعة وقدمتها في فرقتها وجعلت لها ‏مرتباً شهرياً قدره ستة جنيهات. غير أنها فشلت في أول رقصة فردية، ‏واستقبلها الجمهور بعبارات الاستهزاء والاستهجان، وعادت الى قواعدها ‏في الصفوف الخلفية بين الكومبارس.‏ وأدركت وقتها أن الرقص علم ينبغي عليها أن تدرسه بقواعده ‏وأصوله، فطلبت من مدرب الرقص في الفرقة إيزاك ديكسون أن يدربها، ‏فدربها على رقصتين غربيتين وفيما بعد درست الرقص الغربي ‏الحديث فالتحقت بمدرسة للرقص تعلمت فيها رقصات مثل «السامبا» و»‏الرومبا» و»الروك أندرول» و»التانجو» و»الفالس» وغيرها كما درست ‏الباليه على يد مدربة أجنبية، وأصبحت متمكنة من الرقص البلدي ‏والفرعوني والهندي، وضاعفت بديعة مرتبها الى 12 جنيهاً ثم تعاقدت ‏على الرقص في ملهى بمدينة السويس بـ 20 جنيهاً ثم في كباريه ‏‏»الكيت كات» وبعده ملهى «الدولز» بـ 40 جنيهاً واشتهرت في هذا ‏الملهى بلقب «الراقصة الحافية» حيث كانت ترقص بحذاء فضي، وأثناء ‏الرقص تمزقت فردة الحذاء فألقت بها بعيداً ثم خلعت الثانية، وأكملت ‏الرقصة بين تصفيق الجمهور.‏ سقوط وبطولة ولفتت خلال تلك الفترة أنظار السينمائيين، خصوصاً وأنها كانت لا تزال ‏تقوم بأدوار الكومبارس، ووقعت عقداً للقيام بدور البطولة في فيلم «من ‏فات قديمه» عام 1943، وسقط الفيلم سقوطاً مدوياً، وعادت مرة أخرى ‏الى الصفوف الخلفية في أدوار الكومبارس الى أن أعاد الموسيقار محمد ‏عبدالوهاب اكتشافها من جديد، بعد أن قدمها في رقصة على موسيقاه ‏في فيلم من إنتاجه بعنوان «الحب الأول» وأثناء العرض الخاص للفيلم ‏وقعت عقدين لفيلمي» البني آدم» من إنتاج وبطولة عزيزة أمير ومحمود ‏ذوالفقار الذي أخرج الفيلم، و»تاكسي حنطور» من إنتاج محمد ‏عبدالوهاب وبطولتها أمام محمد عبد المطلب.‏ وفي عام 1946 اتجه فريد الأطرش الى الإنتاج السينمائي، وبدأ يبحث عن ‏راقصة تشاركه بطولة باكورة إنتاجه «حبيب العمر» فلم يجد أفضل من تلك الفتاة التي وقفت خلفه كومبارس في فيلمه الأول «انتصار الشباب» ‏خصوصاً وأنها أصبحت مرموقة في عالم الرقص، وكان الفيلم بداية ‏لسلسلة من الأفلام جمعت بينهما كثنائي ناجح في الغناء والرقص، وهي ‏أفلام « أحبك انت» و»عفريتة هانم» و»آخر كدبة» و»تعال سلم» و»‏ماتقولش لحد» وقدّمت على أغنياته أشهر وأحلى رقصاتها التعبيرية مثل «‏الأسيرة» و»زمردة» و»كهرمانة» و»الجواري» و»توتة» و»سوق ‏العبيد» و»النيل» و»الطبول» و»قمر الزمان» و»بساط الريح» كما ‏رقصت على موسيقى أغنياته «حبيب العمر» و»يا زهرة في خيالي» و»‏قوليلي إيه أقولك»‏. الشاشة العالمية وأصبحت في تلك الفترة ملكة من ملكات الإغراء على الشاشة ونجمة من ‏نجمات الرقص الشرقي، وقدمت خلال مشوارها الفني الذي بلغ 32 عاماً ‏‏50 فيلماً منها «أمير الانتقام» و»ست الحسن» و «الصقر» و»نشالة ‏هانم» و»انتقام الحبيب» و»رقصة الوداع» و»غرام المليونير» و»أحمر ‏شفايف» و»الجنس اللطيف» و»شهرزاد» و»حبيبي الأسمر» و»الرجل ‏الثاني» و»موعد مع المجهول» و»سكر هانم» و»النغم الحزين» و»عاد ‏الحب» و»طريق الشيطان» و»الشيطان والخريف» و»ساعة الصفر»، ‏وكونت ثنائياً ناجحاً في الأفلام الاستعراضية مع كثير من نجوم الغناء ‏ومنهم عبدالمطلب وفريد وعبدالعزيز محمود ومحمد فوزي ‏وماهر العطار، كما وقفت أمام كبار النجوم ومنهم أنور وجدي وحسين ‏صدقي وكمال الشناوي ورشدي أباظة وفريد شوقي وعمر الشريف وشكري سرحان وأحمد مظهر. بالاضافة الى نجيب الريحاني الذي لعبت امامه بطولة فيلم «أحمر شفايف».‏ وحصرها المنتجون في شخصية الراقصة الغانية التي لا تعبر فيها الممثلة ‏عن نفسها بتعبيرات الوجه ولكن بتعبيرات الجسد كله وحركاته الراقصة، ‏وكان يمكن أن تغزو الشاشة العالمية، ويلمع نجمها فيها، بعد أن اشتركت ‏برقصة وهي حافية القدمين على رمال صحراء الهرم لمدة ثلاث دقائق في ‏الفيلم الأميركي «وادي الملوك» أمام روبرت تايلور واليانور باركر، كما مثلت دور ‏البطولة في الفيلم الفرنسي «علي بابا والأربعين حرامي» وجسدت فيه ‏شخصية «مرجانة» أمام النجم الكوميدي فرناندل، ولكن ارتباطاتها في ‏مصر بعقود أفلام سينمائية حالت دون اكمال مشوارها.‏ زواج ورحيل تزوجت سامية جمال في عام 1951 من شاب أميركي يعمل متعهد حفلات ويدعى «‏شبرد كينج» وبعد إشهار إسلامه سمى نفسه «عبدالله كينج»، وفي أواخر ‏الخمسينيات تزوجت رشدي أباظة وانفصلت عنه في أواخر حياته، ‏وفي أوائل السبعينيات اعتزلت الفن وعاشت وحيدة، ثم عادت مرة أخرى ‏للرقص في منتصف الثمانينيات لظروفها المادية، ولكنها سرعان ماعاودت ‏الاعتزال حتى وفاتها في الأول من ديسمبر 1994 بعد غيبوبة دامت ‏ستة أيام في مستشفى مصر الدولي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©