الفلق

تختلف تسمية الأشياء التي يمكن أن تقسم إلى جزأين أو أجزاء بين الفلْقِ وَالشّقِّ والْقَطْع وَالْفصْلِ، وقد تشترك في أمور غير أن لكل منها معناه الخاص، وتفترق فيما بينها في أمور أخرى. الفَرْق بَيْـنَ الفلْقِ وَالشّقِّ أن الفلق؛ على ما جاء في التفسير؛ هو أن الشق على أمر كبير، ولهذا قال تعالى: (فَالِقُ الإِصْبَاحِ) ويقال: فلق الحبة عن السنبلة، وفلق النواة عن النخلة، ولا يقولون في ذلك: شق، لأن في الفلق المعنى الذي ذكرناه، ومن ثَم سُمِّيت الداهية: فِلْقاً وفَلِيقَةً.. أما الفَرْق بَيْـنَ الْقَطْع وَالْفصْلِ فهو أن الفصل هو القطع الظاهر، ولهذا يقال: فصَّلَ الثوب، والقطع يكون ظاهراً وخافياً كالقطع في الشيء الملزق المموه، ولا يقال لذلك: فصل؛ حتى يبين أحد المفصولين عن الآخر، ومن ثم يقال: فَصَلَ بين الخصمين، إذا ظهر الحق على أحدهما فزال تعلق أحدهما بصاحبه فتباينا، ولا يقال في ذلك: قطع، ويقال: قطعه في المناظرة لأنه قد يكون ذلك من غير أن يظهر ومن غير أن يقطع شغبه وخصومته. الفَلْق: الشق، والفَلْق مصدر فَلَقَه يَفْلِقُه فَلْقاً شقه، واحدتها فِلْقَةٌ، وقد يقال لها فِلْقٌ، بطرح الهاء.. وفي رجله فُلُوق أي شقوق.والفِلْقةُ الكِسْرةُ من الجَفْنة أو من الخبز. ويقال:أعطني فِلْقةَ الجفنة أي نصفها. والفَلْق الشق. وفي الحديث: يا فَالِقَ الحَبّ والنَّوَى أي الذي يَشُقّ حَبة الطعام ونوى التمر للإنبات.. وفَلَقَ الله الحَبَّ بالنبات: شقه، والفَلْقُ الخلق، وفي التنزيل: «إن الله فالِقُ الحب والنوى». وقال بعضهم: وفالِق في معنى خالق، وكذلك فَلَقَ الأرضَ بالنبات والسحاب بالمطر، وإذا تأملت الخَلْق تبين لك أن أكثره عن انِفلاق، فالفَلَقُ جميع المخلوقات، وفَلَقُ الصبح من ذلك.. وانْفَلَقَ المكان به: انشق، وفَلَقَ الله الفجر: أبداه وأَوضحه.. وقوله تعالى: فالِقُ الأصْباح؛ قيل جائز أن يكون معناه خالق الأَصْباح وجائز أن يكون معناه شاق الأَصباح، وهو راجع إلى معنى خالق. والفَلَق، بالتحريك: ما انفَلَقَ من عمود الصبح، وقيل: هو الصبح بعينه، وقيل: هو الفجر، وكلٌّ راجع إلى معنى الشق. قال الله تعالى: «قل أعوذ برب الفَلَق»؛ الفَلَق الصبح. ويقال الفَلَقُ الخَلْق كله، والفَلَق بيان الحق بعد إشكال. والفَلَقُ جهنم، وقيل: الفَلَقُ وادٍ في جهنم. ويقال: فَلَقَ الصبحَ فالِقُه؛ والفَلَق والفالِقُ: الشق في الجبل والشِّعب المطمئِنُّ من الأرض بين رَبوَتَين. قيس بن الملوح: فمــــا هـــو إلا أن أراهـــا فجـــــاءة فَأُبْهَـــــتُ لاَ عُــرْفٌ لَـدَيَّ وَلاَ نكْـرُ فلو أن ما بي بالحصــا فلــق الحصــا وبالصخرة الصمـاء لانصـدع الصخـر ولــو أن مـا بـي بالبحــار لمـا جـــرى بِأمْوَاجِهَـــــــا بَحْــرٌ إذا زَخـــَر الْبَحْرُ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae