بيروت- الاتحاد ووكالات الأنباء: تواصلت الاشتباكات بين الجيش اللبناني وجماعة ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد شمال لبنان لليوم الـ26 على التوالي، وقال مصدر عسكري: إن الجيش تمكن من السيطرة على مجمع القدس ومحيطه، واصبح يطوق موقعي صامد والتعاونية المعقلين الرئيسيين للمتشددين بشكل كامل· واضاف ان قناصة المتشددين المتحصنين في المخيم استهدفوا مواقع الجيش الذي رد برشقات من الرشاشات الثقيلة·
وأكدت قيادة الجيش اللبناني في بيانٍ ضبط مخزن كبير للمتفجرات في مخيم نهر البارد، مما يدل على أهداف هذه العصابة الإرهابية ومآربها الهدامة، وأعلنت أن وحدات الجيش واصلت في مخيم نهر البارد توسيع نطاق سيطرتها وتضييق الخناق بشدة على ما تبقى من العصابة الإرهابية المجرمة وانتزاع مواقعها وتنظيفها من الافخاخ والالغام·
واكد مصدر امني ان الجيش تسلم امس الفلسطيني عمر ابو مرسي طبيب الجماعة الذي كان في المخيم لكن من دون ان يعطي تفاصيل اضافية·
وكان مصدر فلسطيني اعلن في وقت سابق ان حركة ''فتح'' ستسلم الجيش اللبناني طبيب جماعة ''فتح الإسلام'' عمر ابو مرسي الذي سلم نفسه الاربعاء الى عناصرها داخل المخيم، واضاف ان الجيش اللبناني اصر على تسلمه بسرعة لمعرفة تفاصيل عن زعيم الجماعة شاكر العبسي وعن الرجل الثاني ''ابو هريرة'' الذين ترددت معلومات عن اصابتهما، وافاد المصدر ان قوة مشتركة من الفصائل الفلسطينية ستقوم بفصل المدنيين المتبقين في المخيم عن اماكن تواجد عناصر ''فتح الاسلام'' بهدف محاصرة الجماعة، مشيرا الى ان الجيش اللبناني وافق على دور هذه القوة التي يتوقع اعدادها خلال يومين اوثلاثة ايام· وافادت مصادر امنية عن استمرار الاشتباكات على المحورين الشمالي والشرقي من المخيم ابتداءاً من موقع ''صامد'' شمالاً الى المحور الشرقي في محيط جامع القدس- ناجي العلي-التعاونية حيث استخدمت المدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات· واضافت ان الجيش تمكن من رصد بعض القناصين لعناصر ''فتح الاسلام'' في احد المباني وحقق اصابات مباشرة في صفوفهم بعد قصفهم·
اما من الناحية الشمالية في اتجاه البحر، فقد واصل الجيش احكام سيطرته على المواقع التي استولى عليها في موقع خالد الوحش واستراحة النورس ومحيط مدارس اونروا، كما استطاع التقدم في اتجاه ملعب كرة القدم الذي يبعد خمسين متراً عن موقع ''صامد'' واكمل تمشيط المباني وتفكيك العبوات في داخلها·
واوضحت المصادر أن عناصر ''فتح الاسلام'' اصبحوا في حلقة ضيقة جداً، وقد تم اكتشاف دهاليز ومخابئ وذخيرة في موقع خالد الوحش· وافاد شهود عيان خرجوا من المخيم أن الكثير من سلاح عناصر ''فتح الاسلام'' شوهد مرمياً على الطرق داخل المخيم وهي عبارة عن مجموعة من المدافع والرشاشات الثقيلة والمتوسطة ومنها ما هو غير صالح للاستعمال·
وكان ضابط لبناني قال ان ليلة الاربعاء كانت الاهدأ منذ بدء المعارك، واضاف ''انخفضت قوة نيران عناصر فتح الاسلام بشكل كبير بعد التقدم الذي حققه الجيش في اليومين الاخيرين على المحور الشمالي الساحلي على حدود المخيم القديم''· وما زال في المخيم اقل من ثلاثة آلاف فلسطيني ممن لم يتمكنوا او لم يرغبوا في النزوح وهم متجمعون في الناحية الجنوبية اي داخل المخيم القديم·
الى ذلك، قال رئيس جبهة العمل الاسلامي فتحي يكن إن جماعات متشددة ربما تحمل السلاح مرة أخرى ضد الدولة إذا وجدت أن ''فتح الإسلام'' في ضائقة الآن ويمكن أن تلقى مصيرها ويمكن أن تتعاون معها ويمكن حتى أن تدعمها خوفا من أن يأتي دورها''، واضاف ''الوضع يزيد خطورة··إن فتح الإسلام التي تهدف إلى محاربة الولايات المتحدة واسرائيل ونشر رؤيتها للإسلام لا تضم قاعدة عريضة من اللبنانيين إنما قد يكون لها بعض الامتدادات معنويا وشعوريا خاصة في شمال لبنان''·
عدد اليوم
