دبي (الاتحاد) - نظم قطاع السياسات الصحية بوزارة الصحة أمس، ورشة عمل موسعة لوضع اللمسات النهائية على مشروع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية في الدولة، تضمنت مراجعة الخطوات اللازمة للتغلب على التحديات التي تعترض بناء البرامج الإقليمية والبحوث حول الأمراض غير السارية، وذلك بحضور ومشاركة خبراء المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، وذلك في فندق البستان روتانا بدبي.
وقال الدكتور محمود فكري وكيل الوزارة المساعد للسياسات الصحية خلال الورشة، إن الأمراض غير السارية تعتبر من التحديات الصحية التي استقطبت اهتماما عالميا كبيرا في السنوات الماضية نظرا لأنها تؤدي إلى مضاعفات ومخاطر صحية واجتماعية واقتصادية أصبحت تعيق جهود التنمية الوطنية وتؤثر سلبا على مستوى الحياة في المجتمع فضلا عن التكاليف المالية الباهظة التي تتحملها أنظمة الرعاية الصحية بسبب هذه الأمراض.
وقال الدكتور فكري، إنه استرشادا بتوصيات منظمة الصحة العالمية الواردة في الخطة العالمية التنفيذية لمكافحة الأمراض غير السارية والداعية إلى تشجيع جميع الدول الأعضاء على تطوير سياسات صحية وطنية تؤدي إلى تعزيز أهداف استراتيجية مكافحة الأمراض غير السارية، تم الانتهاء من صياغة المسودة الأولى للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية في الدولة، واستعراض الخطة مع خبراء منظمة الصحة العالمية بعد أن اعتمدت المنظمة المؤشرات العالمية للسيطرة على الأمراض غير السارية في نوفمبر الماضي، منوها بأن الإمارات تعتبر أول دولة في شرق المتوسط تستدعي خبراء المنظمة لمطابقة الخطة الاستراتيجية الخاصة بها مع ما جاء في خطة المنظمة بعد اعتماد المؤشرات الاستراتيجية في اللجنة الإقليمية مؤخرا.
ولفت إلى أن وزارة الصحة قامت وشركاؤها في الإمارات بتطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية على أن يتم تنفيذها وفقا للأهداف المحددة، ويتزامن ذلك مع تقييم الوضع الحالي في الدولة فيما يتعلق بقدرات الرعاية الصحية بكافة مستوياتها خاصة المستوى الأول للرعاية الصحية الأولية حتى تكون قادرة على الاستجابة لمتطلبات الخطط التنفيذية وان يشمل ذلك الطاقة الاستيعابية والقوة العاملة والخدمات الفنية المساندة والبحوث والدراسات والتدريب إلى جانب توفير المعلومات الأساسية اللازمة لبناء قاعدة معلومات وطنية للاسترشاد بها في متابعة تطوير ومراجعة الخطة التشغيلية الحالية والخطط المستقبلية لاحقا.
وأشار الدكتور فكري إلى أن أهداف الخطة التشغيلية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية تستهدف الوقاية الأولية من الأمراض غير السارية، والوقاية الثانوية من الأمراض المزمنة، والارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمصابين بالأمراض غير السارية، ومضاعفاتها ودعم وأجراء البحوث والدراسات الخاصة بالأمراض غير السارية وتمكين المصابين بها وأسرهم من المشاركة في الخدمات المقدمة ومراقبة جودتها وتفعيل الشراكة المجتمعية لمكافحة هذه الأمراض ودعم وسائل المراقبة والمتابعة والتقييم الخاصة بالأمراض غير السارية.
ونوه بأن الوزارة بدأت أمس، البحث الوطني حول وبائية داء السكري وعوامل الخطورة المرتبطة به بالتعاون مع جامعة الشارقة وشركة “سانوفي” حيث تم الانتهاء من الجوانب الإجرائية المتعلقة بذلك، لافتا إلى أن المسح يشمل الفئات العمرية المختلفة بين الجنسين في مجتمع الإمارات، موضحاً أن الإمارات تتعاون مع مختلف دول شرق المتوسط لتنشيط وتفعيل البحوث في الأمراض غير السارية.
وبحثت الوزارة خلال الورشة المبادئ التوجيهية للاستراتيجية التي شملت وضع تصور شامل للتعامل مع الأمراض ذات الأولوية وإمكانية تخفيض تكلفة العلاج عند الاكتشاف المبكر للأعراض الدالة على الإصابة بالمرض وتحديد الفئات المعرضة للخطر وسبل التعامل مع المرض بعد التشخيص من خلال الفحص الطبي.
عدد اليوم
