الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات طيران تخطط لإعادة تصميم أجنحة الطائرات

شركات طيران تخطط لإعادة تصميم أجنحة الطائرات
22 ديسمبر 2013 21:59
تعكف شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية، على اختبار آخر اختراعات تصاميم الطائرات، الشيء الذي ربما يلفت انتباه المسافرين على متن طائراتها. وبموجب هذا الاختراع الذي أطلق عليه اسم “السيف المعكوف”، يتم ثني مقدمة الجناح سواء إلى أعلى أو إلى أدنى. ولا تقصد الشركة بالتصميم الجديد فوزها بأي جائزة، لكن لتسهيل حركة الطائرة في الجو بانسيابية وكفاءة أكثر بغرض خفض استهلاك الوقود. وفي حالة سير الأمور كما هو مخطط لها، تقدر الشركة مساعدة التصميم الجديد على توفير نحو 200 مليون دولار سنوياً، فور العمل به في أحدث موديلاتها من طراز بوينج 737- 800 و737– 900. ومن المنتظر إدخال هذا التصميم حيز التنفيذ بداية العام المقبل، حيث أعلنت الشركة عن عمل النظام على تحسين كفاءة استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 2%، مقارنة بالتصميم الحالي للأجنحة المستخدم في معظم طائراتها. ولم يطرأ الكثير من التغيير على التصميم الأساسي للطائرات، منذ انطلاق طائرة بوينج 707 في الأجواء في خمسينات القرن الماضي. لكن، عززت المواد الجديدة وتحسن القوة الحسابية، من مقدرات مهندسي الطيران ليطوروا الملامح الرئيسية لطائرات الركاب الكبيرة بما في ذلك الأجنحة. وتقلل هذه التقنية من جر الطائرة عند مقدمة الأجنحة وتحسن كذلك أداء الوقود بنحو 5% في كل رحلة. وبحساب ذلك على آلاف الرحلات، من الممكن أن يتجاوز الادخار مليون دولار للطائرة الواحدة سنوياً. وقال كابتن جويل بوث، المدير الإداري لتخطيط العمليات وكفاءة استهلاك الوقود في شركة يونايتد :”تساعد هذه الأجنحة على نعومة انسيابية الطائرة في الجو وسهولة الارتقاء والتي تُعد من أجهزة الكفاءة”. وبرزت ضرورة البحث عن وسائل لتطوير كفاءة الطائرات بصرف النظر عن صغر حجمها، بعد ارتفاع أسعار الوقود الذي يشكل نحو ثلث تكاليف شركات الطيران في الوقت الراهن. وتبلغ تكلفة وقود الطائرات نحو 3 دولارات للجالون الواحد أو 80 سنتاً للتر حالياً، بارتفاع عن ما كان عليه عند 85 سنتاً للجالون في عام 2000. ولتعويض هذا الارتفاع، انتهجت شركات الطيران عدداً من الاستراتيجيات التي تضمن لها خفض استهلاك الوقود، مثل السير على المدرج بتشغيل أحد المحركين وإغلاق الطاقة الكهربائية المساعدة عند الوقوف على البوابة أو استخدام مسارات مباشرة عند الهبوط وغيرها. وأجرت هذه الشركات اختبارات كذلك باستخدام بعض أنواع الوقود “الأخضر”، رغم زيادة تكلفته في الوقت الراهن. وذهبت شركة دلتا للطيران أبعد من ذلك، بشرائها مصفى لتكرير النفط في العام الماضي. كما اتخذت شركات الطيران خطوات أخرى مثل، تزويد القبطان بكمبيوترات لوحية، بدلاً من دليل الطيران الكبير الحجم أو استخدام ورق خفيف لمجلاتها الخاصة ومقاعد مصنوعة من مواد أقل وزناً، بهدف خفض وزن الكابينة. وفي حين تسهم كل هذه التقنيات في خفض التكاليف، إلا أن الفرق الكبير في اقتصاديات الطيران، يأتي من محركات الطائرات التي تتميز بالمزيد من كفاءة استهلاك الوقود. ومن المتوقع أن توفر طائرة بوينج 787 التي بدأت الطيران قبل عامين وطائرة إيرباص 350 التي ما زالت في مرحلتها التجريبية، نحو 20% من استهلاك الوقود، وذلك بفضل استخدامهما لمواد أخف وزناً مثل الكربون، رغم أن 787 لم تخلو من المشاكل مع كل التقنيات الحديثة التي تتميز بها. كما تم أيضاً، تطوير محركات جديدة تتسم بكفاءة أعلى بالمقارنة مع الجيل الحالي. لكن ترغب شركات الطيران في تحسين كفاءة أساطيلها القائمة أيضاً. ومن هنا نبعت أهمية خفض حجم الأجنحة وثنيها، منذ أن القيام بذلك ممكناً في الموديلات العاملة حالياً. والنتائج التي تخلفها هذه الأجنحة معلومة منذ ستينات القرن الماضي، عندما أجرت ناسا بعض البحوث عليها. وتم استخدامها أول مرة في ثمانينات القرن الماضي في إحدى طائرات الإيجار التجارية وبعد ذلك في طراز بوينج 747 وطائرة أم دي 11، التي تحسن أداؤها من 1,5% إلى 3,5%. وجعل الارتفاع الراهن في أسعار الوقود، استخدام هذا النوع من الأجنحة شبه إلزامي لكافة أنواع الطائرات التجارية. وتختلف تصاميم الأجنحة باختلاف أنواع الطائرات، حيث تتميز بعض الطائرات بمقدمة أجنحة حلزونية، بينما تكون شبيهة بالقوس في طائرات أيرباص أيه 380 ذات الطابقين وتميل بزاوية 60 درجة في طراز أيه 330. وتشير تقديرات الشركة المصنعة لتصميم “السيف المعكوف” وهي شراكة بين بوينج وأفييشن بارتنرز، إلى تحسن في كفاءة الوقود يتراوح بين 30 إلى 40%، بالمقارنة مع الأجنحة الأساسية. ويوفر ذلك، نحو 45 ألف جالون من وقود الطائرات سنوياً لشركة يونايتد، في حين يساعد على خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 476 طن سنوياً. وتتراوح تكلفة هذا النوع من الأجنحة بين 500 ألف دولار لطراز 737، إلى أكثر من مليوني دولار للطائرات الكبيرة. لكن من الممكن تعويض هذه التكلفة. وتشير تقديرات شركة ساوث ويست للطيران، إلى توفير نحو 54 مليون جالون من الوقود سنوياً، بفضل استخدام 93% من أسطول طائراتها فئة 737 لهذه الأجنحة. ومع أن الجيل الحالي من طائرات بوينج 787 وإيرباص أيه 350، غير مزود بالأجنحة المعكوفة، إلا أن أجنحة هذه الطائرات مصممة بطريقة جديدة قريبة منها توفر مميزات مشابهة. ودفع حماس التوفير الناتج عن هذه الأجنحة، إلى فتح صعيد جديد في ساحة المنافسة التجارية بين بوينج وأيرباص، التي ابتدعت مؤخراً تصميماً خاصاً بها أطلقت عليه اسم “شاركلتس”. وبذيوع سمعة هذه الأجنحة، قامت كل من بوينج وأيرباص بتركيبها في عمليات إعادة التصميم التي أجرتها على طائراتها الصغيرة الأكثر مبيعاً من طراز أيه 320 وبيونج 737 ماكس. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©