الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الذهب يفقد بريقه في 2013

الذهب يفقد بريقه في 2013
22 ديسمبر 2013 22:03
لندن (أ ف ب) - سجلت أسعار الذهب انخفاضاً في نهاية السنة الجارية للمرة الأولى منذ عام 2000، وذلك بسبب تراجع المخاوف التضخمية والأزمة في منطقة اليورو وتدني الاستهلاك الهندي.وسجل سعر الذهب تراجعاً نسبته 28% مقارنة ببداية السنة. وقد وصل في آخر جلسات الأسبوع يوم الجمعة الماضي إلى 1187?13 دولار للأوقية «الأونصة» الواحدة، لذلك يفترض أن ينهي 2013 بالتراجع بعد اثنتي عشرة سنة من الارتفاع المتواصل. وهو أدنى مستوى لسعر الذهب منذ 28 يونيو عندما بلغ 1180?50 دولار. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال ماتيو تورنر المحلل المختص بالمعادن الثمنية لدى ماكوري “ثمة عنصران مترابطان وراء تراجع سعر الذهب”. وأضاف أن العنصر “الأول هو بالتأكيد هروب المستثمرين الماليين”، فيما تخلص صندوق الاستثمار المدعوم بمخزونات الذهب مما يفوق 800 طن من الذهب في 2013، أي ما يساوي نحو ثلث ما تنتجه المناجم سنوياً من المعدن الأصفر. وأوضح تورنر أن نفور المستثمرين من الذهب “ناجم على ما يبدو عن تضافر” عوامل، منها “النهاية المنتظرة لدعم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للاقتصاد الأميركي، وهدوء الأسواق المالية والارتفاع الكبير للأسهم وتبدد الأزمة وتراجع التضخم في عدد من البلدان”. ويقول محللو ناتيكسيس في مذكرة، إن السياسة النقدية الاستيعابية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي «البنك المركزي» كانت في الواقع مع الأزمة المالية، أحد ابرز أسباب ارتفاع أسعار الذهب منذ 2008؛ لأنها “أفضت إلى نسب فائدة متدنية تدنيا غير طبيعي، حملت على التخوف من توترات تضخمية على المدى القصير وانخفاض قيمة الدولار”. وعادة يعتبر الذهب الاستثمار الآمن بامتياز، ووسيلة حماية من التضخم وتراجع أسعار العملات الصعبة. لكن ارتفاع أسعار الاستهلاك لم يتجسد حتى الآن في أكبر الاقتصادات الغربية، فيما حذر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مسبقاً السوق من أنه ينوي خفض تدابيره للمساعدة الاستثنائية. فهذا التحذير الذي أطلقه البنك المركزي الأميركي في يونيو، هو الذي أدى إلى تراجع سعر الذهب إلى 1180?50 دولار للأوقية الواحدة، وهو أكبر تراجع خلال ثلاث سنوات. وانتقال الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من الأقوال إلى الأفعال يوم الأربعاء حمل السعر على تسجيل مزيد من التراجع إلى مستوى أدنى منذ حوالى ستة اشهر. وطمأن تراجع الأزمة في منطقة اليورو وانتعاش الاقتصاد العالمي في 2013، المستثمرين وسحب منهم الذرائع التي كانت تحملهم على التعامل بالذهب على نطاق واسع. والعامل الثاني لتراجع المعدن الثمين “الذي لم يلفت الأنظار، كان ضعف العناصر الأخرى للعرض والطلب” على الذهب، كارتفاع إنتاج المناجم وتراجع مشتريات المصارف المركزية، وأيضاً التدابير الحكومية للحد من استيراد الذهب في الهند، كما قال تورنر. وسعيا منها إلى خفض العجز الخارجي الكبير للبلاد، اتخذت الحكومة الهندية في الواقع عدداً من التدابير للحد من عمليات دخول الذهب إلى البلاد، فتراجع الاستهلاك الهندي للمعدن الأصفر بنسبة 52% بين الربعين الثاني والثالث، بحسب مجلس الذهب العالمي. وأدى الارتفاع الكبير للطلب الصيني الذي يفترض أن يفوق الألف طن هذه السنة، إلى تعويض جزء من هرب المستثمرين وضعف الطلب الهندي. وبذلك انتزعت الصين من الهند لقب المستهلك العالمي الأول. وتوقع محللو كومرسبنك، إن “يكون مستوى الطلب على الذهب في الصين مماثلاً في 2014، بفضل ارتفاع الرواتب ونمو طبقة متوسطة وانعدام البديل للاستثمار”. وفي أعقاب التراجع في 2013، من المتوقع أن يستعيد سعر الذهب مستواه العام المقبل، بفضل الطلب الآسيوي والمخاطر التي ما زالت تشكلها السياسات النقدية الاستيعابية المطبقة حالياً في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، بحسب الخبراء الاقتصاديون في البنك الألماني.في المقابل، يعول محللو البنك الوطني الأسترالي على تراجع لسعر الذهب إلى 1050 دولاراً للأوقية أواخر 2014، بسبب تحسن النمو في ابرز الاقتصادات المتطورة وازدياد طلب المستثمرين على أنشطة أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©