الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المشاحنات.. ضيف ثقيل على «الخليج العربي»

المشاحنات.. ضيف ثقيل على «الخليج العربي»
23 ديسمبر 2013 09:12
أصبحت المشاحنات ظاهرة ملفتة للنظر في ملاعبنا، وتجلت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، خاصة في الجولة الـ11 من دوري الخليج العربي، وبعض هذه المشاحنات حدثت أمام الكاميرات التليفزيونية وبعضها الآخر في الطرقات المؤدية إلى الملعب، وأصبح الخوف من أن تنتشر مثل هذه الآفات التي تقتل حلاوة ومتعة كرة القدم، وما حدث في مباراة الوحدة مع الظفرة كان الأكثر خطورة هذا الأسبوع، حيث وقعت العديد من المشاحنات بين بندر الأحبابي، وعيسى سانتو، وعبدالله النقبي، وداميان دياز، إلى جانب مما حدث بين حمدان الكمالي لاعب الوحدة، وماكيت ديوب لاعب الظفرة، والتي امتدت بينهما من الملعب وحتى المنطقة المختلطة أمام بوابة الخروج من استاد آل نهيان. وسبق هذه المشاحنة أيضاً ما دار بين إسماعيل أحمد لاعب العين، ومهاجم الشارقة البرازيلي زي كارلوس في كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حيث وقعت مشادة كبيرة بين الاثنين بعد انتهاء الشوط الأول وهما في الممر أثناء طريقهما إلى غرف خلع الملابس. «الاتحاد» تفتح هذا الملف قبل أن تستفحل الظاهرة، ونناقشها مع مختصين سواء من الطب النفسي أو مع حكامنا للوصول إلى نقطة علاج تساهم في التقليل حدة المشاكل في ملاعبنا. يقول الدكتور عادل الكراني استشاري طب نفسي بمستشفى راشد بدبي: «المنافسة بين فئة الشباب دائماً ما تكون حادة وعنيفة في كثير من الأحيان، والمشاحنات الكروية ظاهرة غريبة على ملاعبنا، ولكن يجب الاعتراف بأن العالم أصبح قرية صغيرة في ظل الترابط الكبير بين أجزائه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كما يجب الوضع في الاعتبار أننا مجتمع إسلامي ولدينا عادات وتقاليد مهمة للغاية ويجب ألا نتخطى أو نتجاوز هذه الأخلاقيات التي تربينا عليها ونربي عليها أولادنا كذلك». وأضاف: «الاتجاه إلى التباغض والألفاظ والمشاحنات اساليب غير حضارية تصل في بعض النوادي إلى مرحلة العنف وشاهدنا الكثير من الأندية تنتشر بها هذه الظاهرة، وهو ما جعل بعض الأندية العالمية تنتبه إلى هذه الأزمة وقامت بتحويل مسارها إلى نواحٍ تأهيلية أخرى لعناصر اللعبة بها من لاعبين وجماهير حتى تستقيم الأمور وتعود الأخلاق والروح الرياضية إلى مسارها الطبيعي». تابع الكراني: «نلاحظ في الفترة الأخيرة هناك ضغوطا إعلامية متنوعة تتم ممارستها على لاعبينا من خلال النقد السلبي للاعبين صغار ومنهم من لم يتجاوز مثلاً سن الـ 18، واللاعبون في هذه المرحلة السنية تقع عليهم في مثل هذه الأمور ضغوط نفسية كبيرة ومتنوعة والنقد السلبي الكبير لهم يدفعهم إلى العنف في بعض الأحيان، والإعلام في الفترة الحالية لم يعد يقتصر فقط على التليفزيون والصحافة، بل هناك وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر، حيث نجد الشحن الأكثر حالياً في تويتر من خلال السب والشتائم المتبادلة في الكثير من الأحيان لدرجة تدفع بعض اللاعبين إلى الوصول إلى ذروة الانفعال في بعض المواقف ليصل إلى مرحلة الانفجار». أضاف: «نجد اللاعبين جاهزين للرد على شتائم الجماهير السابقة لهم في تويتر أو الفيس بوك فور النزول لأرض الملعب، وهي أساليب بالفعل خطيرة جداً في حال عدم الانتباه لها والوقوف عندها كثيراً من أجل العلاج السريع». وزاد الكراني: «يجب الوضع في الحسبان الحالة المزاجية للاعبين قبل المباريات، وهي نقطة مهمة للغاية في سلوك اللاعب، حيث ان اللاعب الأهدأ أعصابا تكون نسبة تركيزه ويكون عطاؤه عاليا في الملعب، وهذه الأمور يختص بها القائمون على أمور الفريق من الناحية الفنية والبدنية، ولا يمنع أنه في حال استفحال ظاهرة المشاحنات والمشاكل الأخلاقية بالفرق الكروية أن تتم الاستعانة بالإخصائيين في هذا المجال حيث يتم تثقيف عناصر اللعبة وجزء مهم جداً منهم الجماهير من خلال إقامة ندوات تثقيفية بأهمية العامل النفسي وعدم الوقوع في الأخطاء التي قد تدفع بهذا النادي مثلاً إلى أمور هدامة، ودائماً اللاعب غير الجاهز والمهيأ من الناحية النفسية يكون عرضة بشكل أكبر للانفعال والمشاحنات». وأضاف: «إحدى وسائل الشحن المختلفة النتائج والترتيب الذي يعيشه الفريق في المسابقة خاصة إذا كانت لديه قاعدة جماهيرية كبيرة، وبالتالي تكون الضغوط كبيرة على اللاعبين وهنا تبرز أهمية التعامل النفسي مع مثل هذه الأمور، وهناك الكثير من الأندية العالمية المتطورة تستخدم الطب النفسي في علاج مشاكل الرياضة والرياضيين». ووضع الدكتور عادل الكراني 3 حلول مناسبة لهذه الأزمة الطارئة في ملاعبنا قائلاً: «يجب وضع برنامج أخلاقي مقنن من الأندية خاصة عندما يشعر النادي بأن هناك انفلاتا ربما يحدث في الجانب الأخلاقي والتركيز بالطبع سيكون على اللاعبين، لأنه ثبت أنه إذا كانت أخلاق اللاعبين عالية في الملعب فإنها تنعكس على الجماهير بشكل تلقائي، وعلى العكس في حال وقوع حالة انفلات أخلاقي فلا بد أن تتخذ الأندية القرار المناسب قبل اتحاد اللعبة أو حتى الحكام». واجمل الكراني النقطة الثانية في قوله: «يجب استخدام برامج تثقيفية للجماهير للتعريف بمخاطر المشاحنات وتوجيه النصح للجماهير بعدم استخدام الألفاظ الخارجة أو الجارحة، ولابد للأندية أن تسيطر على هذه الظاهرة حتى لو استدعى الأمر القيام بمنع نوعية معينة من الجماهير من الدخول للنادي أو المباريات لأن دور الأندية ينصب على حماية نفسه من مثل هذه الأمور الخارجة». وفي النقطة الثالثة والأخيرة قال: «أصبحت المباريات منقولة عبر الفضائيات ويشاهدها الجميع، وهناك مردود مادي من هذا النقل، وبالتالي يجب على اتحاد اللعبة أن يضع ضمن بنود تعاقده لنقل هذه المباريات ضرورة وضع برامج توعوية وتثقيفية متنوعة للجماهير واللاعبين تهتم بالجانب النفسي في المقام الأول، لأنه يجب علينا حماية الرياضة من هذا التحول الأخلاقي القاتل». ويرى راشد المهيري رئيس قسم خدمة المجتمع للصحة النفسية والاجتماعية بشرطة دبي أن هُناك العديد من العوامل التي جعلت هذه الظاهرة تنتشر نسبياً، وعزا ذلك للتركيز على جانب واحد فقط، هو الرياضي دون الاهتمام بالجوانب الأخرى ومنها على سبيل المثال الثقافة والأخلاق، وقال: الاهتمام بهاتين النقطتين لا يوازي مطلقاً الاهتمام بالجانب الرياضي، حيث لم نجد مثلاً أنديتنا تعطي لجانب آخر اهتماماً وكل التركيز على الناحية الرياضية فقط، وبالتالي نجد الأمور تسير في خط غير مستقيم في مثل هذه الأحوال». أضاف: «ليس فقط بالتوجيهات العامة يمكن أن ينصلح الأمر، بل لا بد أن تكون لها قواعد وأسس تسير عليها، ومثلما نمنح التدريبات الرياضية حقها لابد أن نمنح الجانبين الأخلاقي والثقافي لدى لاعبينا حقوقها أيضاً ولابد من معاقبة اللاعبين في حال وجود سلوك لا يليق وليس فقط معاقبة اللاعبين في حال التقصير من الأداء الرياضي». وتابع: «هذا الدور بعيداً عن الأداء الرياضي مسؤولية مشتركة بين اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية للأندية ولا بد من العمل على صقله بالشكل الذي يتناسب مع هدفنا من تطوير منظومة الرياضة بشكل عام». الجنيبي: التعاون بين الحكم والإداري والمدرب واللاعب يحل الأزمة دبي (الاتحاد) ــ البعض يحمل حكامنا جزءا من المشاحنات التي تحدث في ملاعبنا من خلال القرارات الخاطئة التي تساهم في زيادة حدة التوتر بين اللاعبين، ولكن حكام اللعبة لهم رأي أيضاً في القضية وحاولوا وضع حلول لها كونهم عنصرا مهما ومؤثرا في مسيرة اللعبة. يقول حكمنا الدولي عمار الجنيبي “إن الظاهرة سببها الرئيسي الشحن الزائد لدى اللاعبين ومثل هذه الأمور يتحملها المدربون واللاعبون والإداريون في المقام الأول، وكذلك في بعض الأوقات يكون الحكام سبباً فيها، خاصة إذا كانت القرارات غير مناسبة”. أضاف: «لابد من التعاون الكامل بين عناصر اللعبة من لاعب ومدرب وإداري وحكم وجمهور أيضاً لأنها منظومة متكاملة مع بعضها البعض، ولا يمكن أن نحمل مثل هذه الأمور إلى الحكم فقط لأن خطأ الحكم مثله مثل خطأ اللاعب والمدرب وغيره من عناصر اللعبة، ولا يوجد حكم يتعمد الخطأ وكما نقول دائماً إن الأخطاء جزء من اللعبة، وبالتالي علينا تقبلها». ومضي ليؤكد: «هناك بعض المحللين في المباريات يثيرون الشحن والضغط على عناصر اللعبة من خلال الآراء التي يدلون بها، كما أن هناك لاعبين يخوضون المباريات تحت ضغط عصبي كبير من الإدارة بضرورة الفوز وهو ما يجعل اللاعب يدخل أرض الملعب وهو مشحون أكثر من اللازم، ولكي تستقيم الأمور من وجهة نظري لابد من تعاون الجميع من إداريين ولاعبين ومدربين وحكام للحد من الظاهرة». أضاف: «خلال الموسم أدرت ما بين 6 إلى 7 مباريات وهذه هي السنة السادسة لي في الاحتراف، وبالتالي اصبحت لدينا خبرات متراكمة وأحاول دائماً تهدئة الأمور في الملعب إذا رأيت أن هناك بعض المشاحنات، ومن أكثر المباريات التي ارتفعت فيها حدة الشحن كان لقاء الشباب مع الوصل، حيث شهدت ما يقرب من 12 إنذاراً وفي مباراتي الأخيرة التي أدرتها بين الجزيرة وبني ياس وجدت تعاونا كبيرا من اللاعبين والمدربين، ولاحظت في تلك المباراة أن الإيطالي زنجا قلّت انفعالاته كثيراً عن ذي قبل وهو ما كان بمثابة مفاجأة جيدة لي». لائحة المسابقات تحدد آليات العقوبة دبي (الاتحاد) - حددت لجنة دوري المحترفين آليات عقوبة مثل هذا النوع من التصرفات، وفقاً للائحة مسابقة الدوري، حيث تنص المادة 52 على أنه “تختص لجنة الانضباط باتخاذ قرار بشأن أي لاعب أو مسؤول يتبين للحكم أو مراقب المباراة قيامة بسلوك غير منضبط أو عنيف داخل محيط الاستاد، ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، أرض الملعب وغرفة تبديل الملابس والمناطق المحيطة بالاستاد، وفقاً للوائح التالية: لوائح اتحاد الكرة، ولوائح لجنة دوري المحترفين، ولائحة الانضباط ودليل قواعد الأخلاق التابع للاتحاد”. ويتم التظلم وفقاً للائحة الانضباط والاستئناف، بحسب المادتين 58 و59، فيما تنص المادة 60 على التالي: “باستثناء النزاعات التي تنشأ بسبب اعتداءات جسدية أو تحمل طابعاً جنائياً، لا يجوز لأي نادٍ من الأندية أو ممثلي الأندية أو مسؤولي المباراة البدء في اتخاذ أي إجراءات لدى السلطات الرسمية أو المحاكم المدنية لتسوية النزاعات الناتجة عن مباريات أو أنشطة المسابقة إلا في حالة استنفاد الإجراءات كافة المنصوص عليها في لوائح الاتحاد”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©