بالصافرة - فاروق بوظو

التحكيم ومنظومة الاحتراف.. تابعت بكثير من الاهتمام ما أثير في ندوة الاحتراف التي استضافها مجلس دبي للرياضة منتصف الأسبوع قبل الماضي، وتابعت بكل الحرص العديد من آراء أصحاب الخبرة والتجربة العربية في هذا المجال، والذين أجمعوا على أن إدارة هاوية لا يمكنها قيادة رياضة محترفة، وأن منظومة الاحتراف هي منظومة متكاملة تشمل اللاعب والإداري والمدرب والطبيب والمعالج الفيزيائي وحتى اختصاصي التغذية، بينما غاب أو تم تغييب الحكم عن هذه المنظومة التي أرى أن التحكيم المتفوق والذي تتوافر له شروط ومتطلبات الإعداد الاحترافي هو الذي يوفر لرياضة المحترفين التنافسية أسباب النجاح· لن أكون متشدداً أو حالماً بالدعوة لاحتراف الحكام العرب في يوم وليلة، أو من خلال محاضرة في ندوة أو مقالة في صحيفة، لأن الاحتراف التحكيمي الحقيقي لم تبلغه حتى الآن دول الاحتراف الكروي المتطور في كل من أوروبا وأميركا الجنوبية، والأمثلة كثيرة ومتعددة في تجارب ودعوات وندوات تمت هناك حول الاحتراف التحكيمي لم تتجاوز عملياً حدود الكلام والتنظير، لكنني كنت أتمنى لو تضمنت ندوة دبي الاحترافية محاضرة أو حديثاً أو حواراً ليس عن الاحتراف التحكيمي لحكامنا، بل عن وسائل ومتطلبات الإعداد الاحترافي للحكم العربي حتى يمكنه منافسة حكام دول الاحتراف الكروي الحقيقي في العالم، وقد كان بمقدور الأخ علي بوجسيم الذي حضر جانباً من الندوة ان يدلي بتجربته العملية والفنية في هذا المجال· لكن يبدو أن التحكيم لم يدخل ضمن الاهتمامات الجدية في معظم اتحاداتنا الوطنية العربية، وما زالت وسائل استقطاب الحكام واختباراتهم ودورات إعدادهم بدنياً وفنياً ونفسياً في بعض اتحاداتنا تعتمد الأساليب القديمة التي تجاوزها الزمن، كما أن بعضها الآخر ما زال عديم الثقة بحكامه نتيجة ضغوط الأندية الكبيرة عليه، ولهذا فقد تم شطب التحكيم من ندوة دبي الاحترافية على الرغم من قناعتي الكاملة أن مناقشة هذا الموضوع من خلال البدء بعرض شروط ووسائل الإعداد الاحترافي للحكام يمكن أن يضع حكمنا العربي ضمن منظومة الاحتراف الكروي المنشود، إعداداً وتكاملاً مع منظومة الاحتراف المطلوب أن تكون شاملة كل أفراد أسرتها كما أجمع على ذلك خبراء الاحتراف في رياضتنا العربية··!