بيروت - الاتحاد ووكالات الأنباء: قتل ستة جنود لبنانيين وأصيب أربعة آخرون أمس في انفجار مبنى فخخته جماعة ''فتح الاسلام'' عند مخيم نهر البارد· وقالت مصادر أمنية إن فريقا من المهندسين العسكريين دخل مبنى في المخيم كان تستخدمه عناصر الجماعة في السابق لتفكيك بعض الألغام، ولكن اتضح أن المبنى بالكامل كان مفخخا ووقع انفجار ضخم في المكان، ما أسفر عن مقتل الجنود· ويقوم سلاح الهندسة في الجيش اللبناني بعملية تمشيط ومسح شاملة وواسعة للأبنية التي يستولي عليها في المخيم، بعد ان يتراجع عنها عناصر ''فتح الاسلام'' تحت ضغط القصف المدفعي الذي يتعرضون له، ولاسيما في محيط مركز صامد والتعاونية واستراحة النورس·
وشهدت محاور مخيم نهر البارد امس اشتباكات متقطعة ومواجهات عنيفة لاسيما على محور مسجد القدس، استخدمت فيها كافة انواع الاسلحة وتمكن فيها الجيش اللبناني من تحقيق تقدم ملحوظ، لاسيما لجهة السيطرة على بعض الابنية المشرفة على المخيم من الناحية البحرية· وشب حريق هائل في مبنى ناجي العلي الذي تصاعدت منه النيران مصحوبة بأعمدة الدخان الاسود، وأفيد أن عسكريين للجيش اصيبا في الاشتباكات·
واعلنت قيادة الجيش ان عناصر ''فتح الاسلام'' اقدمت على التمركز في مسجد القدس وحوّلته الى مركز قتال بغية استدراج الوحدات العسكرية الى استهدافه متعمدة تفجير بعض اجزائه بهدف تأليب الرأي العام·
وأكدت قيادة الجيش انه ''على الرغم من ارتكابات هذه الزمرة الباغية، تأكد التزامها الصارم باحترام المقامات الدينية ودور العبادة· وانها ستساعد لاحقاً على اعمار ما تهدم بسواعد العسكريين وبكل القدرات المادية المتوافرة لديها، خصوصاً ما لحق او قد يلحق بمسجد القدس من اضرار مادية، لان ابناء المؤسسة العسكرية هم جزء من نسيج هذا البلد الغني بتنوع ثقافته والمشهود لابنائه باحترام المقدسات وتمسكهم بالقيم الدينية والانسانية والاخلاقية''·
من جهته، اكد قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان ''ان الجيش لن يستكين قبل توقيف القتلة المجرمين وسوقهم الى العدالة''· وفي دلالة على تقدمه، رفع الجيش الاعلام اللبنانية على مبنيين مدمرين في شرق المخيم الجديد ·
واعلن الجيش في الايام الاخيرة في بيانات تقدمه في المخيم الجديد و''انتزاع مواقع جديدة من المسلحين'' و''تنظيفها من الافخاخ والمتفجرات'' واشار الى ضبط مخزن كبير للمتفجرات· كما تسلم الجيش الخميس الفلسطيني عمر ابو مرسي طبيب مجموعة ''فتح الاسلام'' والذي كان في مخيم البارد بحسب مصدر امني· من ناحيته، ناشد علي بركة مسؤول العلاقات السياسية في حركة ''حماس'' السلطات اللبنانية ''الاسراع في الموافقة على اقامة مربع امني آمن من اجل إنهاء ظاهرة فتح الاسلام بحل سياسي''· وقال بركة ''اتفقنا مع السلطات اللبنانية على اقامة مربع امني آمن للمدنيين المتبقين في المخيم يكون في منأى عن القصف''، مشددا على ''الظروف الصعبة'' التي يعيشون فيها·
الى ذلك عززت قوات ''يونيفل'' المعززة في جنوب لبنان من اجراءاتها الامنية حول مقارها ومواقعها العسكرية، واقامت تحصينات اضافية في مختلف المناطق واوقفت جميع تحركاتها خارج نقاط تواجدها تخوفاً من اي عملية ارهابية قد تستهدفها بعد تلقي قيادة ''يونيفل'' في الناقورة الحدودية تهديدات مجهولة المصدر، فعمدت الى رفع حالة التأهب لدى قواتها الى اعلى درجات الاستنفار· وشدد الجيش اللبناني من اجراءاته العسكرية في كل مناطق الجنوب، وسيّر دوريات مكثفة واقام حواجز تفتيش أخضع خلالها السيارات والمارة لتفتيش دقيق بعد ورود معلومات عن وجود سيارات مفخخة في منطقة مرجعيون، بينها شاحنتان من نوع ''تويوتا'' محملة بكميات كبيرة من المتفجرات·
عدد اليوم
