الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بشار خليل: هناك محاولات لاستخدام «الطاقة الشمسية» في الحصول على الماء العذب

محمد بشار خليل: هناك محاولات لاستخدام «الطاقة الشمسية» في الحصول على الماء العذب
1 مارس 2010 19:34
المهندس محمد بشار خليل، يحمل شهادة الهندسة المدنية، ومختص في تصميم وتدقيق محطات معالجة الصرف الصحي، وقد أنجز مشروع إيجاد الحلول لمشاكل التلوث الناجم عن مصبات مياه الصرف في كثير من القرى والمدن في سوريا لصالح وزارة الإسكان، وأعد دراسة خاصة لمعالجة مياه مجاري التجمعات الصغيرة بطريقة الأكسدة الطبيعية. وقد أنجز بشار دراسة جدوى اقتصادية لمشاريع البنية التحتية ودراسة الأثر البيئي وقدم مقترحات تهدف إلى معالجة مشاكل التلوث لصالح وزارة الإسكان، وقد تحدث عن أزمة المياه وتناول ما جاء في تقرير المنظمة الدولية لإدارة المياه، موضحاً أن أكثر من 40% من سكان العالم لا يتوفر لهم مصدر موثوق من المياه النظيفة، وبما أن الماء هو مصدر أولي، فإننا لا نستطيع تصنيعه أو استخدام بديل عنه كما في حالة النفط. ومن بين المصادر المائية المتوفرة في الكرة الأرضية نلاحظ أن 1% منه فقط هو ماء عذب و 2% جليد، أما 97% الباقية فهي ماء بحار. كارثة محتملة وأضاف: إن مصدر المياه العذبة ينفد لأسباب مختلفة من ضمنها ازدياد النمو السكاني وتغير المناخ وتزايد الطلب، وفي الوقت الحالي يتم استخدام 5 % فقط من المقدار الضئيل المتوفر من المياه العذبة لأغراض الشرب، بينما 5 % تستخدمه الصناعة و80 % في الزراعة، ولذا فإن انخفاض المصادر المتوفرة وتزايد الحاجة إلى المياه الصالحة للشرب يشكل كارثة محتملة تم إدراكها مؤخرا. وقال المهندس بشار إن المنظمة الدولية لإدارة المياه والمعهد الدولي لأبحاث السياسات الغذائية يقدران أن استخدام المياه سوف يزداد بمقدار 50 % على الأقل خلال الـ 20 سنة القادمة بسبب النمو السكاني وتزايد سكان المدن في الدول النامية وتطور الصناعات في أنحاء العالم، لذلك فإن هذه المؤسسات تتوقع أن تتوفر كميات أقل من المياه للسقاية، مما يؤدي إلى انخفاض 10% في إنتاج الحبوب. يكمل المهندس بشار حول ذلك قائلا: إنه خلال الـ 20 سنة القادمة، من المرجح أن ينخفض إنتاج الحبوب بمقدار ثلاثمائة وخمسين مليون طن كل عام، ولكي نوضح معنى ذلك، فإن الانخفاض الطفيف في هذه المؤونة الغذائية سوف يؤدي إلى تأثير دراماتيكي على أسعار الحبوب، ونستطيع أن نتوقع أن يرتفع سعر الأرز 40% والقمح 80% والذرة بنسبة 120%. خيار بديل بالعودة إلى الوراء، نلاحظ انجذاب استقرار الإنسان وإقامته باتجاه مصادر المياه العذبة، وأدى النمو السكاني وتفاوت الاجتهاد الإنساني وتغير المناخ إلى حدوث تفاوت كبير بين المواقع التي توفر هذا الحجم من المياه العذبة. ومن الأمثلة على هذه المعضلة وجود 5 % من سكان العالم الذين يسكنون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومع ذلك فهم يستفيدون من 1% فقط من مصادر المياه العذبة، وما يزيد المشكلة هو تزايد السكان وتزايد مستويات استهلاك المياه وتغير الحالة الطبيعية للبيئة. وأوضح بشار أن التركيز في الماضي كان يدور حول إيجاد مواضع مصادر جديدة للمياه العذبة وتحسين النواحي الاقتصادية لنقل الماء عبر مسافات طويلة وضخه من أعماق أكبر، ولذا فإن إدراك وجود مخزون من مياه البحر قد أدى إلى تركيز الاهتمام على إزالة الأملاح من مياه البحر لإنتاج ماء عذب.ويرى بشار خليل أن التطورات الحاصلة في تحسين فعالية تقنيات التبخير والتحسينات الكبيرة في مجال التقنيات من أجل زيادة الموثوقية وتخفيض الكلفة، كل ذلك أدى إلى أن تصبح عملية إزالة الملح هي خيار بديل يؤخذ بعين الاعتبار عند التفكير بتأمين مصادر مياه جديدة أو زيادة المصادر الموجودة. وفي الوقت الذي لا يزال فيه صناع السياسات يركزون على الموضوع الحيوي لجعل الماء العذب متوفرا، فإن المهندسين وعلماء البيئة يركزون على مياه المجاري، حيث إن 70 إلى 90 % من مجمل المياه العذبة المستخدمة تنتهي إلى التراب باعتبارها مياه مجاريِ وتكون مليئة بكافة أنواع الملوثات. جريان مائي آمن ومن وجهة النظر البيئية، فإننا لا نستطيع أن نسمح لمياه المجاري بأن تجري بحرية إلى الأنهار والبحيرات والبحر أو أعماق الأرض، بل يجب معالجتها لكي نزيل على الأقل العناصر التي تسبب أذى دائماً للبيئة قبل تصريفها، ومن الممكن تماما الآن تنظيف مياه المجاري هذه لجعلها مياهاً عذبة، ولذلك يبدو أن الطبيعة بحد ذاتها قد أعطت الجواب لتساؤلنا، فمياه المصادر الطبيعية بحد ذاتها لا تدوم إلى الأبد. ومما يثير الانتباه أكثر أن مياه المجاري تعود إلينا وبشكل خاص إلى المكان الذي نحتاج فيه إلى مياه عذبة أي موضع الاستهلاك، ولذلك فإن مياه المجاري هذه هي في الواقع مصدر قيم جدا، على اعتبارها مصدرا للمياه غير العذبة الموثوقة المتوفرة في موضع الطلب على المياه العذبة، وترتبط بشكل مباشر بحجم الطلب في المكان نفسه، لكن عند هذه النقطة يبدأ الخلاف بشكل عام، فبينما يرغب الجميع في الإقرار بأهمية معالجة مياه المجاري قبل تصريفها لضمان التوازن البيئي، ولكن ولأسباب مختلفة، فإن الغالبية لا ترغب في الموافقة على استخدام هذه المياه لأغراض الشرب. وهناك حقيقة تؤكد أن 95% من المياه الصالحة للشرب المستهلكة في العالم تستخدم لأغراض غير الشرب، ويبقى التركيز على استهلاك هذا المصدر القيم لحل أزمات المياه بطريقةٍ مقبولةِ، وإن تحدثنا عن الإبداع التقني الذي يدعم معالج المياه وبعد الإقرار بما سبق، فإن مياه المجاري يمكن تحويلها إلى مياه عذبة عن طريق إزالة المواد الصلبة العالقة والملوثات المنحلُة والجرثومية. وقد ظهرت تقنيات أخرى سهلة التشغيل والصيانة مع كلفة إنشاء معقولة، مثل استخدام طريقة إضافة المواد الطبيعية الخام والمعدلة جزئيا لتنقية المياه وطريقة التنقية بالنباتات المزروعة وطريقة إضافة الحديد. ويشير المهندس بشار إلى أن ذلك يؤدي إلى إنتاج جريان مائي آمن لاستخدامه في السقاية ولأغراض أخرى مثل الحماية من الحرائق أو لتحسين مواصفات المياه الموجودة سابقا أو المعالجة بيولوجيا، مع العلم أنه يوجد الآن خبرة كافية لتقييم معالجة مياه المجاري وتحديد جدواها باعتبارها اقتراحا قيما موجودا، وهو ليس سهل التنفيذ تقنيا ومساعدا للبيئة عن طريق تخفيض التأثير السلبي، بل حيوياً من الناحية المالية ومعقولاً من الناحية الاقتصادية. مياه المجاري وقد أولت إدارات المياه اهتماما أكبر بموضوع إعادة استعمال مياه المجاري، باعتباره مصدرا محتملا جديدا للمياه من أجل الزراعة، وكذلك من أجل تحسين شروط البيئة عن طريق إنقاص حمولة الملوثات العضوية الآزوتية والفوسفورية، ويؤدي تخفيض أملاح الآزوت والفوسفور في جريانات مياه المجاري إلى تركيز منخفض جداً يوازي المستوى الطبيعي ويحتاج عادة إلى تجهيزات مكلفة، ولذلك فلم تتم إقامة محطات معالجة مجهزة بأنظمة ذات درجات عالية من إزالة أملاح الأزوت والفوسفور . خلاصة الدراسة: إن البحث عن مصدر مائي يلبي الحاجة المتزايدة لمياه ذات نوعية جيدة، من أجل استخدام آمن للمياه لأغراض الاستعمال الزراعي أو الصناعي، يخفف الضغط المستمر على استهلاك مصادر مياه الشرب، ويحافظ على المصادر المائية الطبيعية الاستراتيجية، ويلبي الحالات الطارئة غير المتوقعة من نقص المياه. حاجة ماسة من الناحية البيئية يرى المهندس بشار من خلال البحوث أنه توجد عدة اتجاهات للبحث عن مصدر للمياه، والذي يكمن في معالجة مياه البحر ومعالجة مياه المجاري ومعالجة المياه المالحة «المجّة» من أجل الحصول على مياه نقية، ويجب أن يتم تطوير البحث في هذه المجالات الثلاث والبحث كذلك في استخدام الطاقة الشمسية في تنقية المياه للحصول على مياه عذبة، لأنها الأكثر ملاءمةً في بلادنا. وأبدى المهندس استعداده لتطبيق هذا النظام عند الطلب؛ لأن معالجة المياه بحد ذاتها وإعادة استخدامها ليست فقط ممارسة لتقنية عظيمة وجذابة اقتصاديا وحيوية من الناحية المالية وحاجة ماسة من الناحية البيئية فحسب، بل ضرورة حتمية لا خيار فيها، للحفاظ على حياة الإنسان.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©