الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءة المظاهر المتعددة للماء داخل الرواية

قراءة المظاهر المتعددة للماء داخل الرواية
31 مارس 2009 03:40
انطلقت مساء أمس الأول بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا فعاليات الدورة الثانية من ملتقى ''شاهنده'' للإبداع الروائي الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بعجمان على مدى يومين تحت عنوان ''سرديات الماء شرقا وغربا''· وشهد فعاليات اليوم الأول للملتقى معالي الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي رئيس الديوان الأميري بعجمان وإبراهيم سعيد الظاهري مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بعجمان ونخبة من الروائيين والأدباء والنقاد والمثقفين من داخل الدولة وخارجها· بدأت الفعاليات بافتتاح معرض الفن التشكيلي المصاحب للملتقى بعنوان ''الرقراق في آفاق الفن التشكيلي'' نظم بالتعاون مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وضم في قسمين 18 لوحة من أعمال فنانين إماراتيين وعرب وطلبة من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، تناولت في إجمالها موضوع الماء في الفن التشكيلي الذي كان محورا أساسيا خلال اليوم الأول تناوله الفنان طلال معلا مدير مركز الفنون بالشارقة ثم بدأ جلسات الملتقى التي توزعت على العديد من المحاور هي: المحور الفكري، وتم في الجلسة الأولى من الملتقى، حيث قدمت بحوث عن''المظهر الظلامي للماء: سميائيات الغرق والموت'' للدكتور سعيد بنكراد، فيما قدم إسلام أبوشكير بحثاً بعنوان ''الماء شاهد على قدرة الإنسان''، وقدم الفنان طلال معلا ورقة معززة بالصور عن ''محور الماء في الفن التشكيلي'' وفي الجلسة الثانية التي خصصت للمحور الأدبي قدم الدكتور الراشد بوشعير بحثاً عن ''الماء في السرديات الخليجية'' والدكتور حسن حنفي عن ''الماء في السرديات التوحيدية'' والدكتور عبدالواحد لؤلؤة حول ''الماء في السرديات التوحيدية·· القرآن الكريم''· أدار الجلستين عبدالفتاح صبري، والدكتور صالح هويدي· وأشار الدكتور سعيد بنكراد وهو أول المتحدثين إلى ذاكرة الماء ولا وعي السرد، بالقول ''إن الماء عنصر سردي مركزي لا يمكن استبداله بأي عنصر آخر، فالإشباع السردي لا يتحقق إلا من خلال هذا السائل بالذات، ومن خلال بعض حالاته الرمزية، أو كلها، فالماء كالسرد خالق للأشكال وحاضن لها''· وقد اختار بنكردار في دراسته ثلاث روايات هي ''أولاد حارتنا، لنجيب محفوظ'' و''الشراع والعاصفة'' لحنا مينا، و''موسم الهجرة إلى الشمال'' للطيب صالح، مؤكداً أن الروايات الثلاث تستعمل كلها الماء أداة للتطهر من طبائع مختلفة: اجتماعية سياسية دينية حضارية، كما أن الرواية لا تستعير من الحكايات القديمة سوى النفس السردي· أما إسلام أبوشكير فقد اختار رواية ''الشراع والعاصفة'' لحنا مينا، حيث لاحظ أن هذه الرواية تقوم على أسلوب السرد الخطي الذي يحض على ملاحقة الأحداث أولاً بأول، وتقديم الشخصية الرئيسة ''شخصية الطروسي'' على نحو أقرب ما يكون إلى الدقة والواقعية إضافة إلى العناية الفائقة بالتفصيلات والجزئيات في الوصف والسرد· وفي موضوع ''البحر'' أو الماء فإنه كان حاضراً في الرواية على الدوام، ولعب أدواراً متعددة منها البحر فضاء للصراع، والبحر موضوعاً للصراع، والبحر طرفاً في الصراع· وتطرق الفنان التشكيلي طلال معلا إلى''الماء والتشكيل الإماراتي'' قائلاً ''إن الماء واحد من المواضيع التي شغلت الفنانين في الإمارات منذ تأسيس المحترف الإماراتي بشكل جدي، ومحاولة الفنانين الإماراتيين الانفعال بالمرئيات التي يشكل البحر أهم سماتها نظراً لاعتباره الجهة الأهم في كسب الرزق، قبل ظهور النفط''· وتعرض معلا في ورقته للتطورات الفنية في مجتمع الإمارات بالاستناد إلى قراءة أعمال فنانين من مختلف المراحل ممن لامسوا في طروحاتهم السردية البصرية للماء، ومنهم عبدالقادر الريس وحسن شريف ونجاة مكي وعبدالرحمن زينل وصفية خلفان ومحمد القصاب وعبدالرحيم سالم وسواهم من المبدعين من كافة الاتجاهات المعاصرة· وفي الجلسة الثانية تحدث الدكتور الرشيد بوشعير عن الماء في السرديات الخليجية واختار راشد عبدالله في روايته ''شاهندة'' وعلي أبو الريش في روايتيه ''السيف والزهرة'' و''ثلاثية الحب والماء والتراب'' وعبدالله خليفة في روايته ''القرصان والمدينة''· وقد خلص إلى القول ''إن الماء في السرديات الخليجية يشكل حضوراً متميزاً، وخاصة في الرواية التي اتخذ فيها الماء دلالات مختلفة تتراءى في الدلالة الوجودية والدلالة الأيديولوجية والدلالة الأسطورية، وهو ما يؤنس إلى أن فضاء الماء ما يزال هاجساً فاعلاً في الذاكرة الجماعية الخليجية، سواء في ذلك البحر الذي كان مصدر رزق وتحد وبطولة، أم ماء السماء الذي كان وما يزال مصدر حياة ونماء وقلق''· ثم تحدث الدكتور حسن حنفي عن الماء في السرديات الدينية التوحيدية، مشيراً إلى أن ''الماء في السرد الكوني للتوراة صورة قوة الحياة، وهو في السرد الروحي للإنجيل صورة تطهير الروح، وفي السرد الطبيعي الإنساني في القرآن ينزل الماء من السماء ليحيي الأرض ويخرج الثمرات''، وخلص إلى القول إن ''هناك تواصلا في الديانات الروحية الثلاث في سرديات الماء من السرد الكوني إلى السرد الروحي إلى السرد الطبيعي الإنساني، وذلك بسبب كون البيئة الجغرافية والبيئة الصحراوية واحدة، والذوق الأدبي واحد وهو العقلية البدوية''· أما الدكتور عبدالواحد لؤلؤة فقد تركز بحثه على سردية الماء في القرآن الكريم، حيث ذكر أن الماء ذكر في القرآن بصور شتى، حيث ذكر أكثر من مئتي مرة، فهو مصدر كل شيء حي، ورزق وإطعام، ووسيلة للتخلص من بشر أو إبعاده، وأشار إلى أن الجنات التي تجري من تحتها الأنهار وردت أربعين مرة في سياق تسع وأربعين سورة
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©