"حماس" تنهب مقر الرئاسة.. وتعرض غنائمها من السلطة

غزة - ''الاتحاد'' ووكالات الأنباء: فرضت ''حماس'' امس، سيطرتها المطلقة على قطاع غزة حيث توقف إطلاق النار بعدما استولت الحركة على مقرات السلطة الفلسطيينة وحركة ''فتح'' كافة ،وأعلنت اعتقال 10 من كبار القادة في الاجهزة الامنية و''فتح'' ما لبثت أن اعلنت ''العفو'' عنهم· وباستثناء بعض الطلقات النارية المتفرقة، خيم الهدوء على شوارع مدينة غزة وبدأ السكان بالخروج من منازلهم بعدما حوصروا في داخلها على مدى اسبوع بسبب المعارك العنيفة التي دارت في القطاع وحصدت 116 قتيلا و487 جريحاً خلال اسبوع واحد · ونهب مقاتلو ''حماس'' وسكان محليون، مجمع الرئاسة في غزة امس ،وعبروا عن بهجتهم بعد طرد منافسيهم من اعضاء ''فتح'' التابعة للرئيس محمود عباس· وفي مؤشر محتمل على أن زعماء ''حماس'' يريدون إظهار ضبط النفس، صدر عفو عن عشرة من قادة الأمن التابعين لـ''فتح'' اعتقلتهم حماس في غزة· وكان ''أبو عبيدة'' الناطق باسم ''كتائب القسام'' قد أعلن في بيان :''لقد تمكنت ''كتائب القسام'' من اعتقال 9 من أبرز قادة الاجهزة الامنية الصهيو-اميركية وقادة تيار الفتنة ···''· ومن بين هؤلاء اللواء جمال كايد قائد الامن الوطني والامن العام ،والعميد مصباح البحيصي قائد حرس الرئاسة، وتوفيق أبو خوصة الناطق باسم ''فتح'' والامن الوطني، وماجد أبو شمالة مسؤول ''فتح'' في القطاع · ورغم إطلاق النار في الهواء من جانب مقاتلي ''حماس'' الذين قاموا باستعراض الآليات العسكرية التابعة لحرس الرئيس التي استولوا عليها، تدفق مدنيون لنهب ما كان آخر معقل لقوات عباس في غزة، وأخذوا الاجهزة الكهربائية وأطباق استقبال الاقمار الاصطناعية وحتى الابواب· واقتحم السارقون خصوصا، منزل محمد دحلان المسؤول البارز في ''فتح'' والخصم اللدود لـ''حماس'' حيث سرقوا الاثاث والمغاسل وحتى أحواض الزهور· وبالمقابل أكد مقاتلون في حماس حمايتهم منزل عباس ومنعهم السارقين من الاقتراب منه· ووضع ناشطون أيديهم على السيارات الرسمية التي تركت في مكانها كما عمدوا الى قطر تلك المعطلة بينما حلت الأعلام الخضراء مكان الأعلام الفلسطينية· واختفت عمليا الحواجز التي انتشرت على مدى اسبوع في شوارع غزة وتنقلت السيارات بحرية· وقال متحدث باسم ''حماس'' في التلفزيون، إن المعركة ضد أولئك الذين ينفذون السياسة الاميركية· وقال مقاتل وهو يأخذ سيارة ''لقد انتزعنا السلطة''· ورفرفرت الاعلام الخضراء لـ''حماس'' فوق مجمع الرئاسة بعد أن جردوه من محتوياته بعد الاستيلاء عليه في ساعة متأخرة من مساء الخميس· وأنزلت صور عباس والرئيس الراحل ياسر عرفات الى الارض· وأشار مقاتلو ''حماس'' الى برك دماء وقالوا إن اثنين من الحرس الرئاسي في آخر معقل لـ''فتح'' أطلقا الرصاص على نفسيهما بدلا من أن يستسلما في ساعة متأخرة من مساء الخميس· وقال مسؤول من ''فتح'' إنهما قتلا· وقتل فلسطيني وأصيب اثنان بجروح في مخيم البريج، عندما أطلق مسلحون النار على متظاهرين يحتفلون بفوز ''حماس''· وفي الوقت نفسه، تسيطر ''فتح'' على الضفة الغربية · وبعد 6 ايام من الحرب الاهلية في غزة ترمز الاوضاع في الضفة والقطاع الى انقسام فلسطيني سياسي أكبر من المسافة التي تبلغ 45 كيلومترا وتفصل بين المكانين ،بعد أن أصبحت آمال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالتفاوض على دولة مشتركة أنقاضا· وذكرت مصادر طبية أن أحد نشطاء ''حماس'' قتل برصاص مسلحين مجهولين في منطقة المساكن شرق مدينة نابلس الضفة الغربية المحتلة، وقالت المصادر إن أنيس السلعوس البالغ من العمر 31 عاما وصل إلى المستشفى جثة هامدة عقب تعرضه للعديد من العيارات النارية التي اخترقت جسده· وأعلنت ''كتائب'' شهداء الأقصى'' التابعة لـ'' فتح'' أنها قتلت السلعوس بعد اختطافه في نابلس ردا على اغتيال القيادي سميح المدهون على أيدي عناصر ''حماس'' في غزة· وأضافت المصادر أن رامي الخفش وهو من المقربين لـ''حماس'' في منطقة عسكر بمدينة نابلس، أصيب إثر تعرضه لإطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين· كما اختطف مسلحون من ''فتح'' 14 ناشطا من ''حماس'' في الضفة، وتعرضت عدة مؤسسات تابعة لـ''حماس'' وأنصارها الى هجمات بالرصاص وعمليات حرق· وقال أبو خالد وهو من الجيران الذين يقيمون بالقرب من المجمع الرئاسي في غزة ''هذا انقلاب· إن ما نراه اليوم إنما هو مؤشر على المستقبل والفوضى التي ستسود''· وقال آخر يعمل مهندسا ''شعبنا فقير ولا يشعر بالخطر· هل ستتمكن حماس الآن من وقف الجريمة؟·· وهل ستتمكن من إطعامنا ؟·· وماذا إذا توقف أبو مازن (عباس) عن إرسال أموال الى غزة؟·· إنني حزين حقا· إن الوضع يشبه الصومال بالنسبة لي''· وأعلن معاوية حسنين مدير عام الاستقبال والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية امس، أن حصيلة ضحايا الاشتباكات بلغت 116 قتيلا و487 جريحا خلال الأسبوع الماضي· وأضاف حسنين أن حصيلة قتلى الفلتان الأمني في قطاع غزة منذ مطلع شهر مايو الماضي بلغت 175 فيما بلغ عدد الجرحى 843 منهم 52 لا يزالون في حال الخطر الشديد·