الإنسان طاقة عظيمة وبلا حدود، وإذا ارتبط ابن آدم بمصدر الطاقة أتى بالمعجزات، فالخير نور والنور طاقة وعطاء وقدرة وفعل تغيير وإنتاج، فمتى اتصل الموهوب بالواهب فلا تسأل عن النتاج الفريد، والشيء بالشيء يذكر أفلا ترى أنواع الثمار والشجر المختلفة كلها نتاج تفاعل شعاع ضوء لا يكاد يذكر، فانظر الى آثار رحمة الله، فإذا أوصلت نفسك بمصدر القدرة والتغيير أمكنك ارتقاء وفعل ما تريد بقدر الله·
كم يغير الإيمان والشعور الداخلي بالثقة في النفوس، وكم يجعل اليقين المستحيل ممكناً، إذا لم يقابل نفساً تتثاقل الى الأرض وجل اهتمامها عرض الحياة الدنيا·
أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه، ما تزرع تحصد، فكن أيها الإنسان جميلاً ترى الوجود جميلاً، كن كريماً بشعورك تنتج للحياة والكون كماً هائلاً من الطاقة الإيجابية التي سينتج عنها تغير لا محالة، فلكل فعل رد فعل، فكن فاعلاً مريداً وليس فقط متلقياً وابدأ بنفسك الغالية عليك واجعلها فاعلة بإقناعها بجودة الوجود ومودة الواجد لخلقه الطيبين المثابرين·
لا تجزع من المحاولة ولا تخش التقدم ولا تعيقك الحسابات وتمنعك الأوهام، حاول فرب نفوس قتلها الجزع وهي مختبئة في الدروع متمترسة في الحصون·
إن جل ما يحصل أن تفشل ويا له من أستاذ مميز ذاك الذي لن تنسى أبداً درسه، فوسط الجحيم يعيش الإنسان المحب نعيم المحبة الخالصة والوصل الدائم رغم الانقطاع ''فالبعد ليس بعد الدروب لكنه بعد القلوب''، إلا أن الإنسان ترك نفسه للهوى والمتغيرات مفعولاً به لا فاعلاً·
قل لنا كيف ترى نفسك يقل لك الوجود من أنت، فأنت من يصنع حياتك، ضمن قدر الله وتقديره، فإذا أردت الطيب كان الطيب لك ولغيرك، وإن كان غير ذلك فأنت المسؤول أولاً وأخيراً، فكن فاعلاً ومقدراً إيجابياً فأنت من يملك القرار، ولا تعجب فاليقين هو طاقة التغيير وعاجلاً أم آجلاً سيوافيك ما أيقنت به·
أيتها النفس الشفيفة احلمي بما تريدين فسيكون ما تحلمين، فكل ما أمكن تخيله أمكن تحققه وكل آت قريب، احلم·· واحلم جيداً وطيباً وطويلاً·· وأيقن واعمل وابتسم بلا قيود·· فالأحلام طاقة والطاقة بلا حدود·· جد لنفسك ما تريد·· فسيكون ما تريد·
حمدة بنت غالب- أبوظبي
عدد اليوم
