بدأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أمس توزيع حصيلة المساعدات على اللاجئين السوريين في دول الجوار، من خلال توفير كافة احتياجاتهم من السوق المحلية لضمان سرعة التنفيذ مع مراعاة طبيعة الاحتياجات. فيما تواصل الهيئة استقبال التبرعات المالية والعينية في إطار حملة “قلوبنا مع أهل الشام” لإغاثة ومساعدة اللاجئين السوريين.
ويتوجه اليوم وفد إغاثي برئاسة الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وعدد من كبار شخصيات الدولة ورجال الأعمال وعدد من المسؤولين الإعلاميين إلى الأردن، للإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية على مخيمات اللاجئين السوريين وتوفير ما يلزم من احتياجات ضرورية تساعد اللاجئين السوريين، على مواجهة موجة الشتاء القارس والصقيع والأمطار التي أغرقت مخيماتهم خلال الفترة الماضية، وأثرت على الوضع الصحي والمعيشي للكثيرين منهم وخاصة الأطفال وكبار السن.
وأوضحت الهيئة أن هذا التحرك السريع من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي يأتي في أعقاب الحملة التي نظمتها الهيئة لإغاثة اللاجئين السوريين، تحت عنوان “قلوبنا مع أهل الشام” والتي جمعت أكثر من 120 مليون درهم، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وهي الحملة التي وجدت تفاعلاً واسعاً واستجابة سريعة من كافة شرائح المجتمع في دولة الإمارات.
وكان وفد قد توجه قبل بضعة أيام إلى الأردن للوقوف على وضع اللاجئين الميداني وتقدير احتياجاتهم، حيث قام بشراء مواد الإيواء والأغذية والملابس الشتوية من السوق المحلية وبدأ بتوزيعها على اللاجئين منذ يوم السبت الماضي.
200 موقع
ومع انتهاء الحملة الإعلامية والبث التلفزيوني لحملة “قلوبنا مع أهل الشام”، التي تقام بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تحت رعاية هيئة الهلال الأحمر بالتعاون مع المجلس الوطني للإعلام أمس الأول، إلا أن مواقع الحملة المنتشرة في المراكز التجارية استمرت أمس بتلقي التبرعات من المواطنين والمقيمين لصالح الحملة، في مساهمة منهم للحد من الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون في دول الشتات، في ظل الأوضاع الجوية التي تمر بهم مع وجود توقعات بأن تضرب عاصفة ثلجية أخرى منطقة بلاد الشام اليوم، والتخوف من تفاقم أزمة اللاجئين في دول الجوار السوري.
وأكدت الهيئة أن باب التبرع للحملة سيبقى مفتوحاً عبر فروعها المنتشرة على مستوى الدولة، إلى جانب التبرعات من خلال مراكز التسوق التجارية وعبر الرسائل النصية من خلال شبكات الاتصال الخليوية، حيث استحدثت هيئة الهلال الأحمر مراكز جديدة خاصة بتلقي التبرعات للحملة، حيث وصل عدد مواقع التبرعات إلى 200 موقع على مستوى الدولة منها 50 موقعاً في أبوظبي وحدها.
وتواصل الهيئة استقبال التبرعات العينية في مراكزها، ومنها البطانيات والألبسة الشتوية وغيرها من التبرعات، التي تسهم في رفع معاناة اللاجئين في ظل الظروف الجوية القاسية.
ويأتي تقديم هيئة الهلال الأحمر للمساعدات للاجئين السوريين تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بالدولة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، لتوفير الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين بدول الجوار، ولتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني والإغاثي للأسر النازحة، والعمل على تلبية احتياجاتها، في ظل الظروف الإنسانية التي تعانيها هذه الأسر.
وتضطلع هيئة الهلال الأحمر بدور إنساني محوري تجاه اللاجئين السوريين في دول الجوار السورية، وتواجدت الهيئة بقوة وسط اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان منذ بداية الأزمة، من خلال مساعداتها الإغاثية وبرامجها الصحية والإيوائية.
وتجاوز عدد الأسر السورية التي استفادت من العمليات الإغاثية التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر في كل من الأردن ولبنان 48 ألفاً و605 أسر نازحة، وقدمت الهيئة دعمها الإنساني والإغاثي للنازحين السوريين في المخيمات الواقعة بعدد من المدن والقرى القريبة من الجوار السوري.
برامج التوزيع
وبلغت التكلفة الإجمالية لبرنامج توزيع الاحتياجات العاجلة للأسر نحو 54 مليوناً و945 ألفاً و462 درهماً حتى الآن، إلى جانب الخدمات التي قدمها المستشفى الإماراتي المتحرك.
وقدمت الهيئة منذ يناير 2012 وحتى منتصف الشهر الجاري مساعدات وإغاثات مختلفة للاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية بقيمة 80 مليوناً و848 ألفاً و949 درهماً، كما سيرت 4 طائرات إلى الأردن نقلت 230 طناً من مواد الإغاثة وأرسلت 101 شاحنة حملت أكثر من ألفين و525 طناً من مواد الإيواء، ووفرت الهيئة 270 طناً من المواد الغذائية تم شراؤها من السوق المحلي بالأردن.
كما قدمت الهيئة 116 ألف طرد غذائي وصحي ووزعت 167 ألفاً و370 قطعة من الملابس والأحذية والبطانيات، إضافة إلى الخدمات الصحية التي تقدمها الهيئة عبر المستشفى الميداني في مدينة المفرق الأردنية، حيث استفاد من خدمات المستشفى الطبي حوالي 97 ألف مريض، بالإضافة لدعم وتجهيز ثلاثة مستشفيات استقبلت 189 حالة ولادة.
وأوضح أن أهم الاحتياجات الملحة حاليا تتمثل في التدفئة والكساء والعلاج والكرافانات للأسر التي تضررت خيامها بفعل العوامل الجوية وغيرها من الاحتياجات التي سيتم إيصالها بشكل آني، تزامناً مع توقعات عاصفة جديدة، ستضرب المنطقة خلال اليومين القادمين.
وحول اللاجئين السوريين في لبنان، هنالك نحو 800 ألف لاجئ سوري في لبنان ويوجد مكتب للهلال الأحمر يقدم المساعدات للاجئين، بالتعاون مع سفارة الإمارات في لبنان والصليب الأحمر اللبناني.
عدد اليوم
