الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطبة الجمعة.. والانطلاق في المسار الصحيح

16 يونيو 2007 01:43
السيد سلامة: حسناً فعلت هيئة الأوقاف، فقد كانت استجابتها سريعة لما ذكرناه في هذا المكان الأسبوع الماضي تحت عنوان ''خطبة الجمعة وساونا الصيف'' والذي تحدثنا فيه عن المعاناة التي يعيشها المصلون الذين لا يجدون مكاناً داخل أروقة بعض المساجد فيفترشون الأرض والأرصفة المحيطة بساحات المساجد، يحدث ذلك ونحن نعيش في شهور الصيف بحرارتها المعروفة، ويضاعف من هذه المعاناة عدم وجود مظلات أو أماكن مهيأة لاستيعاب هؤلاء المصلين، بالإضافة الي وجود كثير من الخطباء الذين يطيلون في زمن الخطبة والصلاة دونما مراعاة لإخوانهم المصلين المنتشرين خارج المساجد، وتحت أشعة الشمس الحارقة· عندما كتبنا هذه الملاحظات لم نكن نقصد منها سوى الصالح العام والتخفيف عن المصلين خاصة في موسم القيظ، كما أننا كنا نقصد من ذلك إيصال رسالة الى الاخوة المعنيين في هيئة الأوقاف والمشرفين على المساجد وإلى من يعنيهم الأمر بأن تطويل الخطبة قد يؤدي الى آثار سلبية، حيث يعزف الصبية وبعض الشباب عن الذهاب الى المسجد يوم الجمعة خشية الوقوع تحت طائلة أشعة الشمس الحارقة· وبعد نشر هذا التحليل الإخباري السبت الماضي تحركت الجهات المعنية في هيئة الأوقاف وحدث اهتمام على مستوى كبير من جانب الهيئة لمعرفة المساجد التي يطيل فيها بعض الخطباء زمن الخطبة، وعلى الرغم من أن هذه المساجد كثيرة، وأننا لم نقصد مسجداً بعينه وهي معروفة للجميع سواء داخل المدينة أو خارجها، فإن تحرك بعض الجهات في الأوقاف جاء بقرارات ''متسارعة''، حيث تم تغيير خطيب أحد المساجد وكأن العلة في هذا الخطيب، وعلى الرغم من أننا أوضحنا أننا لم نقصد خطيباً بعينه، إلا أن قرار تغيير هذا الخطيب قد تم اتخاذه، وقد أتبعت الجهات المعنية في الأوقاف هذا القرار بسلسلة اجتماعات نشكرها عليها، فقد دعت الى اجتماع يوم الأربعاء الماضي للمديرين ولجهاز التفتيش على المساجد لمناقشة الموضوع، ويوم الخميس الماضي دعت الى اجتماع موسع حضره الخطباء من مختلف المساجد لمناقشة الأمر أيضاً ولإعادة التأكيد من جانب الأوقاف على ضرورة التزام الخطيب بالزمن المحدد للخطبة بحيث لا يتجاوز20 دقيقة· في هذين الاجتماعين وغيرهما من الاجتماعات التي عقدت بشأن هذا الموضوع، تم تناول محاور كثيرة تركزت في معظمها حول زمن الخطبة، وكنا نتمنى أن يمتد النقاش أيضاً الى محاور أخرى كثيرة منها آلية إعداد الخطيب، والمهارات التي يجب أن يتحلى بها، والدورات وورش العمل التطبيقية التي يجب أن ينتظم فيها أيضاً، بحيث لا يتصدر مهنة الخطابة إلا كل من هو مؤهل لها· كما كنا نتمنى أيضاً أن يتسع الصدر لأن يسمع مسؤولو الأوقاف ملاحظات خطباء المساجد، والتي يرى فيها بعضهم أن إطالة زمن الخطبة يأتي مفروضاً عليه إذ أن بعضهم يتسلم خطباً مكتوبة تتراوح صفحاتها ما بين 5 الى 9 صفحات، وهذا يعني أن خطيب المسجد وهو يقرأ هذه الصفحات عليه أن يستغرق زمناً قد يمتد لأكثر من نصف ساعة إذا ما تم في الحسبان أخذ المعايير الخاصة بالإلقاء والخطابة ولفت انتباه المصلين و غيرها من المهارات التي يلجأ إليها خطيب المسجد في تفعيل درجة الانتباه بينه وبين المصلين، أي أن رسالة بعض الخطباء الى الجهات المعنية في الأوقاف مفادها أن التخفيف يجب أن يأتي من خلالهم ومن قمة الهرم في الأوقاف، بحيث تكون الخطبة المكتوبة محددة الكلمات واضحة المعاني، مباشرة في أهدافها وبذلك نختصر وقت الخطيب ووقت المصلي، ونتيح الفرصة لوصول الرسالة المنشودة بشكل أفضل· أما المحور الآخر الذي نرجو التأكيد عليه وهو يتعلق بضرورة وجود مساجد جديدة تلبي احتياجات هذه الأعداد المتزايدة من المصلين، إذ إن معظم المساجد القائمة لا تكاد تلبي هذه الاحتياجات، وهو ما يدفع كثيراً من المصلين الى التنافس على حجز مكان لهم داخل أروقة هذا المسجد أو ذاك، وعندما تفشل جهودهم فلا يجدون شيئاً يسد رمقهم ويمكنهم من أداء هذه الفريضة سوى الجلوس على الأرصفة وافتراش القار، وكذلك افتراش الطرقات المؤدية لمداخل البنايات والمحال التجارية، على الرغم من عدم نظافة بعض هذه الأماكن، وقد يكون هذا المنظر أو تلك الصورة خارج المسجد مقبولة في فصل الشتاء، إلا أنها بالتأكيد غير مقبولة في فصل القيظ· إن تحرك هيئة الأوقاف الذي جاء سريعاً يحسب للهيئة، ويحسب لها أيضاً سعة الصدر في تقبل هذه الملاحظات والسعي للتأكد منها ودراسة آليات علاجها، وهذا ما حدث بالفعل ونتمنى أن تكثف الهيئة من اهتمامها ببيوت الرحمن خاصة من خلال التفتيش على نظافة المساجد، وأيضاً تحديد زمن خطبة الجمعة وغيرها من العوامل التي تحفظ للمسجد دوره ووقاره كمركز أساسي من مراكز التنشئة الاجتماعية في المجتمع، فقد شعر المصلون أمس أنهم يعيشون في نفس الوادي الذي تعيش فيه الهيئة، وأن ملاحظاتهم التي نشرناها الأسبوع الماضي وجدت لها آذاناً مصغية، حيث بادرت الهيئة الى التأكيد على الخطباء بضرورة الالتزام بالزمن المحدد لخطبة الجمعة، وقد التزم هؤلاء وأدى من ورائهم المصلون صلاة الجمعة أمس في خشوع وتضرع الى الله دون أن تلهب ظهورهم شمس الصيف الحارة، فقد انتهت صلاة الجمعة قبل الساعة الواحدة ظهراً، مما جعل الجميع خاصة المصلين خارج أروقة المساجد يلتقطون أنفاسهم ويحمدون الله على أن الهيئة استجابت لمطالبهم، والله من وراء القصد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©