السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ابن القنصل» لأحمد السقا يتصدر الإيرادات بالكوميديا

«ابن القنصل» لأحمد السقا يتصدر الإيرادات بالكوميديا
2 فبراير 2011 19:36
الألغاز تكسب... استعاد أحمد السقا تألقه ومكانته في شباك التذاكر ليتصدر بفيلمه الجديد “ابن القنصل” قائمة الإيرادات. والفيلم قصة وسيناريو ايمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة ويشاركه البطولة غادة عادل وخالد صالح وخالد سرحان وسوسن بدر وهناء عبدالفتاح ومحمد متولي ومصطفى هريدي ومجدي كامل. واختار السقا منطقة جديدة بالنسبة له هي الكوميديا وابتعد عن مشاهد الأكشن والصورة النمطية التي كادت تحاصره ليقدم تجربة مختلفة من خلال كوميديا جديدة تحترم ذكاء المتفرج وتقدم المتعة البصرية والتوليفة الفنية المتكاملة وقصة تشبه الألغاز المشوقة لا تخلو من المفارقات الساخرة والأقنعة الخادعة. ماجدة محيي الدين تبدأ الأحداث بمشهد الإفراج عن “عادل” أو “القنصل” خالد صالح احد المساجين بعد ان قضى عقوبة طويلة وأطلق عليه هذا اللقب بسبب مهاراته في تزوير جوازات السفر والتأشيرات وبدلا من الفرحة وتلقي التهاني نجد زملاء السجن يودعونه بالبكاء ويصيح احدهم “سليمان عيد”: “هذا ظلم.. ظلم” وعلى هذا المنوال يفجر السيناريو الكثير من الضحك النابع من المفارقة طوال أحداث الفيلم وفور خروجه يلتقي “القنصل” بشاب ملتح يرتدي الجلباب “أحمد السقا” يقدم له نفسه على انه ابنه “عصام” من علاقة عابرة بإحدى السيدات ويوهمه انه علم بذلك من والدته قبل وفاتها ورغم انه لا يصدق تلك الرواية فإنه يقبل استضافة ذلك الشاب له بدلا من ان ينام على الرصيف. ويكتشف ان “عصام” ينتمي الى إحدى الجماعات المتطرفة ويؤدي الصلاة ويعقد اجتماعات في منزله ويتواصل مع أعضاء الجماعة عن طريق الانترنت. ويصر “عادل” على ان يتعلم الأنترنت وتستهويه مشاهدة المواقع الإباحية والتعرف على فتيات عبر “الشات” ويتواعد مع إحدى الفتيات “بوسي” غادة عادل في المنزل ويتحايل على “عصام” ويرسله الى أسرة احد زملائه بالسجن ومعه مبلغ من المال لمساعدة الأسرة. ويبدو الابن “عصام” شديد البر بوالده كما يبدو شديد السذاجة. وتمضي الأحداث في إطار من الكوميديا والمفارقات وبينما يستعد “القنصل” للانفراد بالغانية الجميلة يصل الابن المتدين “عصام” ويضطر “القنصل” إلى ان يقدمها له على انها ابنة شقيقته وسوف تقضي معهم عدة أيام ولانها تعمل بالساعة فهي تصر على الحصول على أجر مقابل ذلك الوقت حتى تتمكن من تجميع مبلغ كبير يسمح لها بالحصول على تأشيرة السفر الى إيطاليا حيث العمل هناك باليورو. ويعدها “القنصل” بأن يمنحها التأشيرة وعندما يحاول العودة لممارسة عمله يكتشف ان يديه إصابتهما الرعشة ولم يعد قادرا على مزاولة نشاطه القديم بنفس الكفاءة ويكتشف “القنصل” مصادفة ان “عصام” ورث عنه البراعة في الرسم وخاصة رسم العملات الورقية ويضع خطة لإقناع ابنه بمواصلة مشواره في التزوير وتساعده “بوسي” وبعد إلحاح يبدأ “عصام” تعلم فنون التزوير وبينما يتردد عليه زملاؤه في الجماعة الإرهابية تحاول “بوسي” الوقيعة بينه وبين زعيم الجماعة “خالد سرحان” الذي يحاول الاعتداء عليها وتحدث مشاجرة يصاب فيها “عصام” ويقتنع بأن الجماعة غير صادقة في شعاراتها ويتخلى عن لحيته والجلباب ويرتدي ملابس عصرية وينجح في تزوير التأشيرة ولكن “القنصل” يصر على استغلال هذه التأشيرة في عدة عمليات ليجني أرباحا مضاعفة وعندما يطمئن الى ان “عصام” هو ابنه فعلا يصحبه الى مقبرة كان يخبىء فيها سبائك الذهب التي استولى عليها قبل ان يدخل السجن وذلك بعد ان غدر بأصدقائه وزملائه في عملية العمر. وبمجرد ان يخرج سبائك الذهب من مخبأها يفاجأ بهجوم من افراد الجماعة الإرهابية ويحاول “عصام” الدفاع عن والده ويفتديه بجسده ويشاهد “القنصل” افراد الجماعة وهم يجهزون على ابنه قبل ان ينتقلوا اليه ويفقدونه الوعي. وبمجرد ان يسترد وعيه يبحث عن ابنه وعن سبائك الذهب فلا يجدها ويصاب بلوثة ويكتشف انه وقع ضحية عملية خداع كبرى قام بها “عصام” أو “ناصر” ابن احد زملائه السابقين وانه متزوج من “بوسي” غادة عادل ابنة سوسن بدر المرأة التي ارتبطت بعلاقة عابرة مع “القنصل” قبل سنوات ويتوالى سقوط الاقنعة ليفاجأ القنصل بأن المؤامرة ضمت احد أصدقائه القدامى هناء عبدالفتاح الذي كان يتصور انه مشلول ولا يستطيع الكلام أو الحركة لكنه في الحقيقة شارك في الخديعة ليحصل كل واحد من ضحايا “القنصل” على نصيبه في السبائك الذهبية التي لم يكن احد يعرف مكانها. وتنتهي الاحداث بمشهد كوميدي عندما يظهر رئيس الجماعة الارهابية وهو في البحر يراقص إحدى الفتيات ورغم ذلك فإن “ناصر” أو “ابن القنصل” يبدو متعاطفا مع “القنصل” ويؤكد له ان ما سيحصل عليه من الذهب يكفيه ليعيش حياة كريمة ما بقي له من العمر. قدم السيناريست ايمن بهجت قمر قصة سينمائية فيها الحبكة الدرامية وعناصر الإثارة والجاذبية وفيها الافيهات والمفارقات الكوميدية والتشويق والغموض وجرعات عالية من الضحك بعيدا عن الابتذال معتمدا على حسه الشعبي ولعبت كاميرا مدير التصوير محسن احمد بطولة موازية من خلال اختياره لمناطق وزوايا للتصوير وتوظيفه للاضاءة بحيث جاءت الصورة السينمائية شديدة الجمال والتميز ونجح مهندس الديكور سامر الجمال في تقديم لمسات شديدة الدفء والواقعية ولا تفتقر الى الجمال رغم المستوى المتواضع للمنزل الذي جمع “القنصل” وابنه كذلك حقق المونتير معتز الكاتب الايقاع المتوازن مع السياق الدرامي. وأضاف المخرج عمرو عرفة لرصيده عملا متميزا يؤكد تمكنه من أدواته وقدرته على اختيار الممثلين وقيادتهم ليظهر كل منهم في أفضل حالاته وتسللت الموسيقى التصويرية لمحمود طلعت الى الصورة السينمائية لتحقق المزيد من الانسجام والمصداقية مع الأحداث. ويحسب لأحمد السقا انه انتقل بذكاء لنوعية جديدة من الأدوار ليؤكد قدرته على الأداء الكوميدي بأسلوبه الخاص ويحسب له انه يمنح مساحة لباقي الأبطال ليظهر كل منهم قدراته في الأداء، اما خالد صالح فقد تميز بأدائه المدهش ليؤكد انه مازال يملك الكثير وانه قادر على ان يصبح بطلا حقيقيا في كل عمل جديد حتى لو جاء اسمه في الترتيب الثالث على الشريط السينمائي وسجلت غادة عادل أحد أجمل أدوارها ليضاف الى رصيدها كممثلة لها حضور خاص مع كل شخصية وقدمت شخصية “الغانية” بلمسة كوميدية وخفة ظل تلقائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©