بكين، لندن (ا ف ب، رويترز) - أعلن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس، خلال منتدى اقتصادي في كانتون (جنوب) شارك فيه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الصين لا تنوي وليس لديها القدرة “لشراء أوروبا”. في الوقت نفسه، أنهى القطاع الخاص في “منطقة اليورو” أربعة أشهر من التراجع ليسجل نمواً خلال يناير الماضي.
وأكد رئيس الوزراء الصيني على رغبة بكين في مساعدة أوروبا على تجاوز أزمة الديون، قائلاً إن “البعض يعتقدون أن الصين تريد شراء أوروبا”، مؤكداً أن “الصين لا تنوي ولا تملك القدرة على ذلك”. وكان وين جياباو، أكد أمس الأول “ضرورة” قيام أوروبا بتسوية أزمة الديون، مشيراً إلى أن الصين تفكر في “مشاركة أكبر” في الصندوق الأوروبي للاستقرار المالي وآلية الاستقرار الأوروبية (صندوق الإنقاذ الدائم)، الذي سيخلفه وسيشكل في يوليو. وكانت المستشارة الألمانية عمدت من جهتها إلى طمأنة الصينيين حول حيوية اليورو وقدرة أوروبا على تجاوز هذه الأزمة، مؤكدة أن الإصلاحات التي بدأت تصب في الاتجاه الصحيح، داعية في الوقت نفسه إلى مواصلة الاندماج الأوروبي.
وتملك الصين أكثر من 550 مليار دولار من الديون السيادية الأوروبية، بحسب معلومات خبراء غير مؤكدة رسمياً.
إلى ذلك، أظهر مسح أن القطاع الخاص في “منطقة اليورو” أنهى أربعة أشهر من التراجع خلال يناير وسجل نمواً وإن لم يكن قوياً مما يشير إلى أن المنطقة قد تتفادى الركود. وارتفع مؤشر “ماركت”، المجمع لمديري المشتريات في “منطقة اليورو”، خلال يناير إلى 50,4 من 48,3 في ديسمبر دون تغير عن القراءة الأولية وفوق مستوى 50 الذي يشير إلى النمو للمرة الأولى منذ أغسطس. ويقيس مؤشر مديري المشتريات التغيرات في أنشطة الأعمال لآلاف من شركات الخدمات والتصنيع في أنحاء “منطقة اليورو” ولديه تاريخ جيد في التنبؤ بالنمو الاقتصادي.
وذكرت مؤسسة “ماركت”، التي تقوم بالمسح، أن هذا قد يعني أن اقتصاد “منطقة اليورو” قد يتفادى الانكماش خلال الربع الثاني وهو التعريف الفني للركود. وقال كريس وليامسون، كبير الاقتصاديين في “ماركت”: “من المشجع أن نرى مؤشرات على أن الاقتصاد الألماني عاد إلى الحياة مجدداً بل وإن معدل التراجع في دول الأطراف بدأ يهدأ كثيراً”. وبالرغم من التوقعات القوية المستمدة من أحدث مجموعة من مؤشرات مديري المشتريات، فقد حذر وليامسون من أن هناك الكثير الذي يتوقف على كيفية إدارة منطقة اليورو لأزمة الديون السيادية. وقال: “أي انتكاسات في المفاوضات الحالية قد تسبب تراجعاً في الثقة بسهولة”.
من ناحية أخرى، انخفضت مبيعات التجزئة في “منطقة اليورو” خلال ديسمبر الماضي. وقال مكتب الإحصاءات الأوروبي “يوروستات” إن حجم تجارة التجزئة في تكتل العملة الأوروبية الموحدة، انخفض بنسبة 0,4% خلال ديسمبر الماضي مقارنة بالشهر السابق، بعدما انخفض بنفس المقدار في نوفمبر.
كان محللون توقعوا ارتفاعاً بنسبة 0,3% خلال ديسمبر. وانخفضت مبيعات التجزئة بالمنطقة بنسبة 1,6% في ديسمبر الماضي مقارنة بنفس الشهر عام 2010. وفي المتوسط، انخفض مؤشر تجارة التجزئة بنسبة 0,6% عام 2011.
عدد اليوم
