الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من ذوات الحافر

من ذوات الحافر
23 ديسمبر 2011 20:20
نجحت هذا الأسبوع في تلبية أحد طلبات صديقتي، التي تكتشف أهميتي القصوى في مجال جلب الكتب «ساخنة» من كشك الثقافة العربية، المعروف بكشك حسن أبوعلي.. وهذه الطلبات تتكثف عادة في الهزيع الأخير من العام، لأن الكتب المطلوبة هي كتب الأبراج. واحد من هذه الأقاصيص الطرما وصل هذا الأسبوع، وقد استقبلت استقبال الأبطال عندما وصلت بالكتاب الى بيتهم، ودفع صديقي- زوجها المصون- ثمن الكتاب متذمراً على مضض، والمبلغ بالمناسبة يعادل سعر أربعة من مؤلفاتي، لكن، مين أنا أصلاً؟؟؟؟ وفي ذات اللقاء لتسليم الكتاب، تم التشديد على ضرورة إحضار الكتب الباقية في يوم وصولها الى الكشك، من أجل شلاطيف ماغي أو عصبان مدام كارمن أو لغاليع الست قبيسي، ومن شابههن من المتنبئات الجويات، وهن متنبئات جوّيات بالفعل، لأنهن يقترفن سواليفهن الطرماء، على اعتبار دائرة البروج «بالباء» في السماء. وعلى الرغم أن علماء الفلك يدبّون الصوت منذ عشرات السنين، بعد أن أثبتوا بأن دائرة البروج التي يستخدمها المتنبئون والمتنبئات تعود للقرن السادس قبل الميلاد، وأن مواقع البروج تغيرت، لا بل ازدادت برجاً جديداً، إلا أن المنجمين، الذين يكذبون حتى لو صدفوا، لا يـأبهون بالأسانيد العلمية، ولا بمرصد هافل أو غيره، لأن هذا الأمر قد يتعاكس مع مصالحهم المالية التي يعتاشون منها ببذخ شديد، على حساب البسطاء، الذين يفرحون لمجرد أن أحداً ما يتحدث عنهم، ويضمهم الى مجموعة كبيرة من البشر في ذات البرج، منهم المشاهير في كافة المجالات، خصوصاً في الرقص والتمثيل والغناء. وهذا يكفي ليشتروا هذا الكتاب الذي يعطيهم إحساساً مزيفاً بالانتماء.. بالمناسبة هذه هي الكتب الأكثر مبيعاً حتى الربع الأول من العام القادم. أنا الآن أشتري كل خطوة من خطواتي بوخزة ألم. في البداية شعرت أولاً بألم يشتد خلال السير في منطقة الكاحل الأيسر ثم توسعت الحالة تدريجياً، لكن بدرجة أخف لتشمل كاحلي الأيمن، فصرت أتفاحج مثل الـ .....، فذهبت فارعاً غير دارع الى الدكتور، الذي لم يحتج لأكثر من ثلاثين ثانية لأن يبشرني بأني مصاب بمرض يسمى بالعربية غير الفصحى «منقار عظم»... عظم الله أجركم!! على ذمة الدكتور فقد أصابني هذا المرض غير المحتشم «لأنه يجبرني على التفاحج» من كثرة الإرهاق والسير على الطرقات والتعب وخلافه، وهذا الكلام صحيح نسبياً، حيث إنني قضيت فترة الشباب بأكملها اشتغل بالعمل اليدوي.. عامل شبه عادي، لأني كنت ممنوعاً من السفر وممنوعاً من العمل في المؤسسات العامة. وقضيت ما تبقي منذ ما يسمى خطأ بسن الرشد حتى الآن في العمل الصحفي، والخمخمة وسط العاصمة عمان- معتلياً سرفيس 11 .. يعني أقدامي البائسة التي لم تعد تحتمل ثقلي بعد أن تنفخت وازداد وزني أكثر من عشرين كيلوجراماً خلال العقد الأخير.. والحبل على الجرار، وعمر لا حدا حوّش، بالمناسبة عندي سيارة، لكني أحب التسكع عالماشي وهذه ضريبة السير على الطرقات غير الآمنة، وأي الطرقات آمنة في عالمنا العربي المتمغط على قارتين متجاورتين في واقع جيوبولتيكي جعلنا مطمعاً لجميع دول العالم بلا استثناء!! على ذمة ذات الدكتور فالمرض هو عبارة عن تنامي مشوة للعظم في أسفل القدم فيضغط العظم على اللحم والعصب اللي تحته، ولا أعرف اذا كان النمو سوف يستمر حتى أتحول لأكون من ذوات الحافر، سيما وأنه لا علاج فعال للمرض سوى الراحة .... والماكنتوش!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©