فيينا (رويترز) - توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أمس، تراجعاً في الطلب العالمي على النفط الخام، خلال النصف الأول من العام المقبل.
وأكد معالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة، في تصريحات صحفية قبل حضوره الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك في فيينا، أن سوق النفط متوازنة على نحو جيد، وأنه لا حاجة إلى قيام أوبك بتغيير إنتاجها خلال اجتماعها اليوم.
وقال الهاملي للصحفيين في فيينا ،”مادام هناك طلب فلا حاجة إلى التغيير”، وعبر عن أمله في أن تحل أوبك مسألة اختيار الأمين العام الجديد للمنظمة خلال الاجتماع.
جاءت توقعات أوبك، مع انعقاد الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء، لبحث أوضاع السوق النفطية، واختيار أمين عام جديد للمنظمة، خلفاً للأمين العام الحالي الليبي عبد الله البدري.
وتفاعلت أسعار النفط في تعاملات أمس، مع إعلان أوبك عن تراجع الطلب، وارتفع خام برنت إلى 108,33 دولارا للبرميل.
وقالت المنظمة أمس إن إنتاجها من النفط تراجع الشهر الماضي، مقترباً من مستوياته المستهدفة، بفعل خفض الإنتاج في السعودية، وحذرت بذلك في تقريرها الشهري، من أن نمو الطلب العالمي على الخام قد يتراجع في النصف الأول من 2013 نتيجة ضعف الاقتصاد، مضيفة أن إنتاجها تراجع 210 آلاف برميل يومياً خلال شهر نوفمبر إلى 30,78 مليون برميل يومياً، وفقاً لمصادر ثانوية. وأبلغت السعودية أوبك أنها خفضت الإنتاج 230 ألف برميل يومياً إلى 9,49 مليون برميل يومياً.
ويأتي تقرير أوبك قبل يوم من اجتماع المنظمة في فيينا، ولم يتضمن تعديلات كبيرة على التوقعات، ومن المتوقع على نطاق واسع، أن تبقي المنظمة على مستوى الإنتاج المستهدف عند 30 مليون برميل يومياً في اجتماعها الوزاري اليوم الأربعاء.
وترك التقرير توقعات المنظمة لنمو الطلب العالمي في 2013 من دون تغيير عند 770 ألف برميل يومياً، وتوقع أن يبلغ متوسط الطلب على خام أوبك العام المقبل 29,7 مليون برميل يومياً من دون تغيير عن الشهر الماضي، وبانخفاض 400 ألف برميل يومياً عن 2012، إلا أن أوبك تتوقع أن يشهد النصف الأول من 2013 تراجعاً في الطلب على خامها إلى 29,25 مليون برميل يومياً في المتوسط، وهو ما يعني زيادة المخزونات نحو 1,5 مليون برميل يومياً، إذا حافظت أوبك على معدل إنتاج نوفمبر.
وقال التقرير إن ضعف الاقتصاد العالمي، يسبب قدراً كبيراً من الغموض في توقعات الطلب العالمي على النفط، وهو ما ينطوي على مخاطر نزولية، خاصة في النصف الأول من العام. وأضافت أوبك، وهي مصدر أكثر من ثلث النفط العالمي، أن تسارع النمو الاقتصادي العالمي إلى 3,2% من 3% في 2012 سينعش السوق بصفة عامة.
وقال التقرير “على الرغم من عوامل عدم التيقن الكبيرة التي تؤثر على العرض والطلب بالسوق، ومن دون التهوين من شأن التأثير المحتمل للعوامل غير الأساسية، فإن من المنتظر أن يساعد تحسن التوقعات الاقتصادية للعام المقبل في دعم استقرار سوق النفط.
ولفتت أوبك نقلاً عن مصادر ثانوية إلى خفض إنتاج الخام في إيران، حيث تراجع من 3,09 مليون برميل في اليوم خلال الربع الثاني إلى 2,73 مليون برميل في اليوم خلال الربع الثالث، مقارنة مع 3,63 مليون برميل في اليوم في العام 2011.
ويأتي هذا التراجع في سياق دخول حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الإيراني، حيز كان التنفيذ في الأول من يوليو الماضي، وبذلك لم يعد هذا البلد سوى المنتج الرابع في أوبك بعد السعودية والعراق والكويت، فيما كان حتى العام 2011 يشغل المرتبة الثانية في المنظمة النفطية.
وبحسب التقرير الشهري الجديد تتوقع أوبك أن يبلغ الطلب على الخام 88,80 مليون برميل في اليوم في 2012، وهو رقم مماثل لتوقعاتها الأخيرة في نوفمبر الماضي، وتتوقع أوبك أن يبلغ الطلب العالمي على الخام 89,57 مليون برميل في اليوم، وهو رقم مماثل للتوقعات قبل شهر، وقالت إن العام المقبل وضع تحت شارة شكوك كبيرة بالنسبة للطلب العالمي على الخام، وهذه الشكوك لا تقتصر فقط على اقتصاديات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بل تشمل أيضاً الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية مثل الصين والهند. وحذرت أوبك من أن مخاطر انخفاض توقعات الطلب على الخام كبيرة، خصوصاً خلال النصف الأول من العام.
وعلى مستوى الأسعار، ارتفع برنت في تعاملات أمس، إلى 108,33 دولارات، مدعوماً بالتوترات في الشرق الأوسط، وتراجع طفيف للدولار، لكن الأسواق، ما زالت قلقة من جمود في المحادثات المالية بالولايات المتحدة، ومخاطر سياسية في إيطاليا. وارتفع الخام الأميركي 18 سنتاً إلى 85,74 دولار، وتراجع مؤشر الدولار 0,07%، توقعاً لمزيد من التحفيز من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك الأميركي). وقال توني نونان مسؤول إدارة المخاطر في ميتسوبيشي كورب، إن هناك ميلاً للمراهنة على انخفاض الأسعار في السوق، مع اقتراب نهاية العام، وفي غياب ما يمكن أن يدعم أسعار النفط، عداً المخاطر الجيوسياسية.
عدد اليوم
