الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في أميركا... رهان على مرشح الحزب الثالث!

23 ديسمبر 2011 21:16
تمكنت جهود تروم تشكيل تحد حقيقي من قبل حزب ثالث في انتخابات 2012 الرئاسية في الولايات المتحدة من تسجيل مكسب أو على الأقل إزالة عقبة مهمة يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بعد أن نجحت منظمة "أميركنز إيليكت" (الأميركيون ينتخبون)، التي تنوي عقد مؤتمر افتراضي على الإنترنت لتسمية مرشح ووضع الفائز على بطاقة الاقتراع في كل الولايات الأميركية الخمسين، في الحصول على مكان في بطاقة الاقتراع بولاية كاليفورنيا. وكانت المنظمة غير الربحية قد فازت منذ بعض الوقت على مكان بورقة الاقتراع في إحدى عشرة ولاية أخرى - من بينها ولايات متأرجحة مثل فلوريدا ومشيجان ونيفادا وأوهايو وكولورادو. ويقول بعض المحللين السياسيين إن مجموعة من العوامل -التي تتراوح من ضعف الاقتصاد إلى ازدياد إحباط الناخبين من الحزبين الرئيسيين- قد تضافرت الآن، وقد تفضي إلى صعود مرشح ثالث يمكن أن يكون له تأثير كبير في الانتخابات المقبلة. وفي هذا الإطار، تقول باربرا أوكنر، مديرة معهد دراسة السياسة والإعلام في جامعة ولاية كاليفورنيا في ساكرمينتو "هناك تعبير مأثـور يقـول إن مرشحـي الحـزب الثالــث لا يعملون إلا على إفساد المشهد السياسي وإرباك الناس في وقت لا يوجد فيه أي احتمال للفوز، غير أن هذه السنة قد تكون مختلفة". والواقع أن قلق الناخبين لم يؤد إلى خلق تربة خصبة لجاذبية حزب ثالث فحسب، وإنما هناك أيضاً ارتفاع في عدد الناخبين الذين لا يتعاطفون مع أي من الحزبين الكبيرين. وتقول "أوكنر" في هذا الصدد "إن لدى الديمقراطيين والجمهوريين مهمة صعبة حقاً لأن الناخبين لديهم شعور عميق بأن الحزبين الرئيسيين لم ينجحا، وبأن الناس ضاقوا ذرعاً بذلك وباتوا مستعدين لتقبل صعود حزب ثالث". والحال أن بعض الأحزاب الثلاثة تتطور متمحورة حول شخصيات -مثل روس بيروت أو تيد روزفلت أو جون أندرسون أو جورج والاس- ومن ثم تعمل على حشد أنصار مستائين من الديمقراطيين أو الجمهوريين حول أجندة يتجاهلها كلا الحزبين الرئيسيين. هذا في حين يُعتبر آخرون، مثل الخضر والتحرريين، أكثر إيديولوجية ويستمرون من دورة انتخابات إلى أخرى. وحول هذا الموضوع يقول ماثيو كربل، المتخصص في العلوم السياسية بجامعة فيلانوفا "إن المشكلة بالنسبة لجماعة «أميركنز إيليكت» تكمن في حقيقة أنها لا تتمحور حول شخصية ما، وفي أنها ليست إيديولوجية"، مضيفاً "بل تتعلق بالعملية باستعمال شبكة الإنترنت من أجل اختيار مرشح. ولهذا الغرض، فإن الحصول على مكان على ورقة الاقتراع في ولاية كبيرة مثل كاليفورنيا يمثل إنجازاً عظيماً، ولكنه انتصار للعملية بدون قيمة من حيث إمكانية التنبؤ بالتأثير الذي يمكن أن يكون لديهم في نوفمبر المقبل". هذا إذا لم يصعد إلى الواجهة زعيم كاريزمي أو معروف من مؤتمر "أميركنز إيليكت" الخاص بالتعيين على الإنترنت. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول جاك بيتني، أستاذ الحكامة بكلية "كليرمونت ماكينا كوليدج"، "إن تأثير «أميركينز إيليكت» سيعتمد على مواصفات المرشح نفسه، وذلك على اعتبار أن مرشحاً مشهوراً يمكن أن يفوز بقدر معتبر من الأصوات الشعبية". ولكن من شبه المؤكد أن ذلك سيغير الحسابات السياسية، وعن ذلك يقول بيتني "إن حملة إعادة الانتخاب هي استفتاء على الرئيس المنتهية ولايته، وبالتالي، فإن أي شيء يقسم الأصوات المعارضة لأوباما سيصب في مصلحة الرئيس". غير أن بعض المحللين يلفتون إلى أن رالف نادر امتص ما يكفي من الأصوات من آل جور لجعل ولاية فلوريدا -وبالتالي الرئاسة- من نصيب بوش في عام 2000، قائلين إن مرشحي الحزب الثالث يضرون عادة بحظوظ من هم أقرب إليهم إيديولوجيّاً.وفي هذا السياق، تقول جيسيكا ليفينسون، مديرة الإصلاح السياسي السابقة في مركز الدراسات الحكومية: "إن أي شخص إلى اليسار سيأخذ أصواتاً من الديمقراطيين وسيضر أوباما، مثلما أن أي شخص من اليمين سيؤثر سلباً على حظوظ خصم الرئيس". بيد أن آخرين يعتقدون أن هذه الانتخابات بشكل خاص ستكون مثيرة للغاية نظراً لحجم الانقسام والاستقطاب إلى درجة أنها قد تجعل الناخبين ضد فكرة التخلي عن أصواتهم. وفي هذا الإطار، تقول لارا براون، المتخصصة في العلوم السياسية بجامعة فيلانوفا ومؤلفة كتاب "السباق إلى الرئاسة الأميركية": "كلما اعتقد كل من الديمقراطيين والجمهوريين أن الحزب الآخر ليس مخطئاً فحسب وإنما هو مصدر الشرور -مثلما يبدو أن من المرجح أن تكون عليه الرسائل السرية لاستراتيجية الحزبين في الحملة الانتخابية المقبلة- كلما كان احتمال تصويت الناخبين على مرشح حزب ثالث ضعيفاً للغاية"، مضيفة "لا أتصور أن كثيراً من الناخبين سيشعرون بأن باستطاعتهم تضييع أصواتهم عندما يأتي يوم الانتخابات". دانييل بي. وود - لوس أنجلوس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©