أجرى الحوار - عصام سالم:
ربما كانت المرة الأولى في تاريخ حواراتي مع سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الشرف العيناوي، نائب رئيس نادي العين التي أشعر فيها بالحيرة لتحديد من أين أبدأ الحوار الذي خصنا به سموه، في مرحلة من أصعب المراحل التي تمر بها القلعة العيناوية وأكثرها تعقيداً·
ووجدت نفسي بين خيارات عدة، هل أبدأ الحوار من رغبة ملحة للتفتيش في أوراق موسم مضى، كان قاسياً على كل العيناويين؟
أم أبدأه من محاولة الإجابة على سؤال يلح على ذهن كل من له علاقة بالقلعة العيناوية، والسؤال رغم كلماته البسيطة إلا أن الإجابة عليه قد تكشف أسراراً تخفى على الكثيرين، والسؤال يقول: العين ··2007 ضحية من؟
أم نتوقف عند مقولة إن موازين القوى الكروية في الإمارات انتقلت من العاصمة الى أندية دبي في موسم اكتفت فيه أندية أبوظبي بفوز الظفرة ببطولة الدرجة الثانية، وفوز الجزيرة ببطولة كأس الاتحاد وفوز بني ياس ببطولة كأس الكرة الطائرة·
أم نتجاوز ''السنة الكبيسة'' بكل ما فيها من إخفاقات وإحباطات لنستشرف آفاق المستقبل؟
وقبل أن نحسم أمرنا ونرتب أولوياتنا كان لابد من التوقف عند محطات مهمة لا يمكن إغفالها·
- أولاً: إن سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان صاحب المقولة الشهيرة بأن ''ظاهرة القطب الأوحد لا تخدم كرة الإمارات''، وكان سموه يشير بذلك الى الأفضلية شبه المطلقة لنادي العين محلياً وآسيوياً في ''سنوات الحصاد'' التي أعقبت انطلاق مسيرة مجلس الشرف العيناوي، قبل أن يأتي موسم 2006/2007 ليسجل تراجعاً مخيفاً لفريق كان ملء سمع وبصر كل آسيا·
- ثانياً: المقولة الشهيرة بأن ''العين بمن حضر'' أين كان موقعها من الإعراب في موسم 2006 - 2007 الذي أنهاه العين دون أن يلامس أي بطولة·
- ثالثاً: ''العين يمرض·· ولا يموت'' مثله في ذلك مثل كل الفرق الكبيرة·· هل المستقبل يحمل بين طياته ترجمة حقيقية لتلك المقولة؟
ولأن الملفات شائـكة ومتداخـــلة فقد حرصـــنا على أن يكون الحـوار مع سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان أشبه بـ ''تشخيص حالة'' لشؤون وشجون نادي العين لاسيما أنه أول حوار مع سموه منذ ما يقارب العامين·
؟ الاتحاد الرياضي : اسمح لي أن أطرق الحديد وهو ساخن وأسأل·· ماذا أصاب العين ،2007 وأين ذهب النادي الذي لا تغيب عنه شمس البطولات والألقاب؟
؟؟ هزاع بن زايد: من حقك وحق كل الساحة الرياضية أن تطرح مثل هذا السؤال، فالعين نادي بطولات، بل هو النادي الذي لو فاز ببطولة أو أكثر ما استحق أن نتوقف عنده، أما لو حدث العكس فإن السؤال يصبح منطقياً، عكس أندية كثيرة لا يتوقف عند تراجعها أحد لأنها لم ترتبط كل عام بالبطولات، حتى نسأل ونستفسر عن أسباب إخفاقها لو أنهت الموسم بلا بطولة، وعموماً فإن البطولات لم تغب عن العين في آخر تسع سنوات إلا في الموسم المنصرم ومع ذلك تفاعلت الساحة مع غياب العين عن البطولات واعتبرته حدثاً استثنائياً يستحق التفسير والتحليل، بينما غابت أندية أخرى ما يقارب 20 عاماً عن البطولات دون أن يتوقف أحد عند إخفاقها، وهذا هو قدر العين الذي يشغل الجميع سواء كان فائزاً ببطولة أو خاسراً لها·
؟ الاتحاد الرياضي : وكيف تُقيّمون أسباب غياب العين عن منصات البطولات هذا الموسم، بل ووصوله الى مرحلة الخطر عندما يهدده شبح الهبوط في الجولات الأخيرة للدوري؟
؟؟ هزاع بن زايد: صدقني، لقد توقعت منذ بداية الموسم أن فريق العين على موعد مع سنة صعبة، وأن الأمر سينتهي بعدم الفوز بأي بطولة، حتى أنني بعد خسارة الفريق بملعبه أمام الأهلي بالدور الأول بهدف للاشيء قلت للاعبين بالحرف الواحد إنها المرة الأولى التي أشاهد فيها جثثاً هامدة، في إشارة واضحة وصريحة الى أن الفريق يمر بحالة غير طبيعية وأنه افتقد الروح والحماس، عكس ما كان عليه الحال في المواسم الماضية·
؟ الاتحاد الرياضي : هذه الإجابة تدفعني لأن أسأل سموكم·· ولكن ماذا أصاب العين، وإذا أردتم السؤال بصيغة أخرى اسمح لي أن أقول: العين 2007 ضحية من؟
؟؟ هزاع بن زايد: من الخطأ أن نحدد أسباب إخفاق 2007 دون أن نتوقف عند مقدماته، فما حدث في السنوات الأخيرة هو أن العين حقق إنجازات رائعة وغير مسبوقة في كل الاتجاهات وعلى كل الأصعدة، تلك البطولات أثارت حماس عدد كبير من العيناويين فكثر المفتون والمتدخلون والمنظرون، وأصبح الفريق العيناوي بدون سياج يحميه من التدخلات، فالبطولات لا تتحقق إلا بالعمل، لا بالحماس وحده· وباختصار فإن العين كان ضحية محبيه، فالكل اعتقد أن التدخل في شؤون الفريق يمكن أن يقوده لتحقيق مزيد من البطولات، ولكن ما حدث هو العكس تماماً، كما يقولون فإن ''من الحب ما قتل''، فالعيناويون يرتبطون بناديهم ارتباطاً وثيقاً قد لا تجده في أي مكان آخر، ويعتقد بعضهم أن الحب يعني تدخل من له علاقة ومن ليس له علاقة في شؤون الفريق، وأثبتت التجربة أن تلك التدخلات أضرت بمصالح الفريق أكثر مما أفادته، وكانت النتيجة أن احتل الفريق المركز التاسع في الدوري وخرج - لأول مرة - من الدور الأول لدوري أبطال آسيا·
؟ الاتحاد الرياضي : طالما أننا نشخص الحالة العيناوية، اسمح لي أن أسألكم، ألم يكن ابتعادكم عن النادي لمدة 7 شهور لكثرة مشاغلكم وسفراتكم، أحد أسباب ما لحق بالفريق العيناوي؟
؟؟ هزاع بن زايد: أعترف أن كثرة مشاغلي ومسؤولياتي حالت بيني وبين متابعة أمور النادي بشكل يرضي طموحي شخصياً وطموحات كل الأسرة العيناوية، فقد ابتعدت لمدة 7 شهور، لكنني في الوقت نفسه أدرك جيداً أن هزاع بن زايد هو أحد المساهمين في الارتقاء بنادي العين وليس كل المساهمين، وفي اعتقادي أنه لو غاب هزاع بن زايد عن النادي بينما تمسك أبناء القلعة العيناوية بتصحيح المسار بشكل محسوب ما تعرض النادي لمثل تلك الإخفاقات، وما حدث هو أن التعامل مع معطيات الفريق الأول تغير 180 درجة، فالجميع تدخلوا في شؤون الفريق، لديّ قناعة كاملة بأن فريق الكرة عبارة عن مجموعة من المقاتلين يجب أن تُحكم السيطرة عليها، وأقصد بالمقاتلين هنا اللاعبين والجهازين الفني والإداري، وهؤلاء المقاتلون في أمس الحاجة الى من يرفع معنوياتهم لا الى من يُصدر لهم الإحباطات والمشاكل بالتدخل في شؤونهم، وأنصح من يحب النادي بضرورة الاحترام الكامل لآلية العمل مع الفريق الأول، فطالما أنه تم الاستقرار على مجموعة عمل في هذا القطاع الحيوي، فلابد من احترام هذه الآلية، وألا يتدخل محبو النادي في شؤون الفريق، منذ بداية الموسم وحتى نهايته، لنهيئ أفضل الأجواء لعمل الفريق، فالتدخل أثناء ''المعركة'' يُلحق أبلغ الضرر بـ''المقاتلين''!
؟ الاتحاد الرياضي : وكيف يمكن لأحد محبي النادي أن يدلي برأيه في وضع معين يخص الفريق؟
؟؟ هزاع بن زايد: لدينا القنوات الشرعية التي يمكن من خلالها إبداء تلك الآراء دون أن تشكل تدخلاً أو ضغطاً على الفريق، فمجلس الشرف العيناوي يجتمع مرتين سنوياً، مرة في وسط الموسم وأخرى في نهايته، ويمكن لأي عضو أن يعبر عن رأيه بكل وضوح وشفافية، ونحن نتعامل في مجلس الشرف بالأرقام بعيداً عن العواطف· وإذا كان البعض يرى أن الأرقام وحدها لا تكفي فإن من حقه أن يبدي وجهة نظره ولكن في المكان والتوقيت المناسبين، فنحن نجتمع ونتناقش ونختلف ثم نخرج ونحن جميعاً حبايب طالما أننا جميعاً نسعى لتحقيق هدف واحد وهو مصلحة القلعة العيناوية التي نعتز جميعاً بالانتماء إليها·
؟ الاتحاد الرياضي : قبل أن نتجاوز هذا المحور، اسمح لي أن أسألكم، ولماذا لم يتدخل سمو الشيخ هزاع في الوقت المناسب لتصحيح المسار، قبل أن تصل الأمور إلى هذا الوضع العيناوي الصعب؟
؟؟ هزاع بن زايد: هذه الحالة حدثت كثيراً في نادي العين، وكنا نتدخل بالفعل لوضع حدٍ لها، لكن هذه المرة أردت الانتظار لحين معرفة كل النتائج وردود الأفعال لهذه الظاهرة السلبية، وبعد انتهاء الموسم كان من الطبيعي أن نضع استراتيجية جديدة يلتزم بها الجميع وأساسها أن يقوم كل محب لنادي العين بدوره في موقعه، دون أي تداخل في المهام والأدوار، حتى يعود العين أكثر قوة في المستقبل القريب·
؟ الاتحاد الرياضي : ما هو شعوركم إزاء غياب الفريق العيناوي عن دوري آسيا - لأول مرة - الموسم المقبل، وهل ساوركم أدنى شعور بالقلق خشية هبوط الفريق لدوري الدرجة الثانية؟
؟؟ هزاع بن زايد: كل إخفاقات العين في 2007 لم تفاجئني، فالمقدمات لابد أن تؤدي الى النتائج التي توازيها، وبالعكس فقد ''فوجئت'' بصعود الفريق لنهائي الكأس، ولكن زال شعوري بالمفاجأة عندما خسر الفريق أمام الوصل في النهائي بالأربعة، لأن عكس ذلك كان هو ''اللامنطق'' بعينه· وفيما يتعلق بالموقف الصعب والترتيب المتأخر للفريق في جدول الدوري، فإنني - وللأمانة - لم يساورني أدنى شك في أن الفريق سيبقى بالدرجة الأولى، وان العين مهما واجه من مشاكل وأزمات لا يمكن - بأي حال من الأحوال - أن يهبط للدرجة الثانية·
؟ الاتحاد الرياضي : هل تشخيص الحالة وتحديد سبل تجاوز الأزمة، يعني أن سمو الشيخ هزاع بن زايد سيعود بكل قوة لقيادة نادي العين مرة أخرى؟
؟؟ هزاع بن زايد: هزاع بن زايد جزء لا يتجزأ من نادي العين، ويشرفني دائماً أن أخدمه بكل ما أوتيت من قوة، وستشهد المرحلة المقبلة عودتي لقيادة هذه القلعة الرياضية العملاقة، بكل فاعلية، حتى ينطلق النادي من جديد لتحقيق طموحاته إدارياً وفنياً·
؟ الاتحاد الرياضي : هل ستواصل اللجنة التي تم انتخابها للتعاقد مع اللاعبين الأجانب والمحليين مهمتها؟
؟؟ هزاع بن زايد: لقد أنجزت اللجنة مهمتها بالتعاقد مع الأجانب الثلاثة، واللاعبين المحليين وبذلك تكون مهمتها قد انتهت، علماً بأن التعاقد تم مع مهاجمين اثنين هما السنغالي فال والنيجيري أوديتا ومن خلفهما المالي كوليبالي كلاعب وسط، فضلاً عن ثلاثي الفجيرة حيث سيدعم هلال سعيد خط الدفاع بينما سيكون أحمد معضد قوة جديدة في الوسط العيناوي وسيضيف أحمد خميس مزيداً من الحيوية للهجوم العيناوي، وأتمنى أن يوفق هؤلاء اللاعبون مع زملائهم الآخرين في تحقيق طموحات جماهير العين في الموسم المقبل·
؟ الاتحاد الرياضي : فاز العين هذا الموسم بلقبين جائزة الآيزو·· ولقب الفريق المثالي، هل تعتقد أن هذين اللقبين يمكن أن يرضيا الطموح العيناوي؟
؟؟ هزاع بن زايد: لا أخفي عليك مدى سعادتي الشخصية بالفوز بجائزة ''الآيزو'' لأنها تؤكد سلامة نهجنا الإداري وأننا نسير في الطريق الصحيح، وإذا كانت البطولات قد غابت عن العين هذا الموسم، فإن جائزة ''الآيزو'' تعني باختصار شديد أن لدينا ''فن انتزاع البطولات'' وهذا هو الأهم· وفيما يتعلق بجائزة الفريق المثالي فإنني أرى أن اتحاد الكرة - مشكوراً - أراد أن يسترضي بعض الأندية فمنحنا لقب الفريق المثالي·
؟ الاتحاد الرياضي : ما عاناه الجمهور العيناوي طوال ''السنة الكبيسة'' ألا يستحق اعتذاراً من الإدارة العيناوية وعلى رأسها سمو الشيخ هزاع؟
؟؟ هزاع بن زايد: أقدر تماماً مشاعر جماهير العين التي لم ولن تتخلى عن فريقها في كل المواقف، وأدرك جيداً أن الاعتذار لتلك الجماهير الوفية، التي عانت طوال موسم كامل، لا يكون بالكلمات، ولكن باستعادة البطولات وأعد تلك الجماهير بأن العين 2008 سيختلف شكلاً ومضموناً عن العين ،2007 فالقادم أفضل وأحلى بكل المقاييس·
عدد اليوم
