الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزارة الداخلية تدرس إعداد سجلات لمرتكبي جرائم ضد الأطفال

وزارة الداخلية تدرس إعداد سجلات لمرتكبي جرائم ضد الأطفال
12 ديسمبر 2012
(أبوظبي) - تدرس وزارة الداخلية وضع ضوابط تشريعية واحترازية، تتضمن إعداد سجلات لمرتكبي جرائم الاعتداءات على الأطفال من الزائرين والمقيمين بالدولة، لمنعهم من الوجود في الأماكن المخصصة للأطفال أو الاقتراب منها أو العمل فيها، وذلك في إطار جهود الدولة لتطوير التشريعات الخاصة بحماية الطفل. جاء ذلك على هامش جلسات مؤتمر “القوة العالمية الافتراضية 2012” الذي انطلقت فعالياته أمس في فندق فيرمونت باب البحر بأبوظبي، تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وتشارك في المؤتمر، وفود من الإمارات، والسعودية، والبحرين، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، بجانب عدد كبير من الدول، والمنظمات العالمية المتخصصة، منها المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الإنتربول”، واليوروبول. وحضر الافتتاح اللواء ناصر لخريباني النعيمي، الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ونيل غيغن الرئيس السابق للقوة العالمية الافتراضية، وآلن كويل الرئيس الحالي للقوة العالمية الافتراضية، والدكتورة نجاة مجيد معلا، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني ببيع وبغاء الأطفال واستغلالهم في الصور الإباحية، وأعضاء مجلس إدارة القوة العالمية الافتراضية؛ وعدد كبير من ضباط وزارة الداخلية، وأعضاء وفود الدول المشاركة في المؤتمر. وألقى اللواء النعيمي كلمة في افتتاح أعمال المؤتمر؛ أكد فيها أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل تقديم المساعدة والحماية للأطفال من أي خطر يهدد حياتهم، لافتاً إلى أن وزارة الداخلية؛ ممثلة في اللجنة العليا لحماية الطفل، تؤكد ضرورة تكامل الجهود لتعزيز حماية الطفل، تجسيداً لتوجيهات القيادة العليا، وانطلاقاً من اهتمام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بأن تكون الإمارات منبر إشعاع حضاري، ومثالاً وقدوة يُحتذى بها في المنطقة لتعزيز حماية وأمن الطفل. وقال: “إن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للمؤتمر باعتباره تظاهرة حضارية عالمية، تأتي انطلاقاً من أهميته في تعزيز التعاون الدولي كممكّن للحماية، كما يساهم في نقل المعرفة والاطلاع على أفضل الممارسات الدولية، والتعريف بالمبادرات والمشاريع الدولية الرائدة في هذا المجال”. وأضاف، أن وزارة الداخلية تولي أهمية كبيرة لحماية الطفل من الفراغ، وتأثير برامج التلفزيون والإنترنت عليه، وهذا يتطلب تضافر الجهود كافة؛ لحماية الصغار وعدم استغلالهم والإساءة إليهم، مشيراً إلى أن الوزارة قامت بالتعاون مع مختلف الجهات، بجهود كبيرة لتوفير الحماية للأطفال، ومن هذه الجهود “قانون وديمة”، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. سجلات لمرتكبي الجرائم وقال المقدم فيصل الشمري، مدير مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية، في تصريحات صحفية، على هامش المؤتمر: إن وزارة الداخلية تدرس وضع إجراءات جديدة تفرض إعداد سجلات لمرتكبي جرائم الاعتداء على الأطفال، والتي تشمل الاستغلال الجنسي، وذلك من خلال استعراض تجارب في دول، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا”. وأضاف، أن مؤتمر “القوة العالمية الافتراضية 2012” يركز على حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، علاوة على مناقشة جميع الجهود المبذولة عالمياً في هذا الشأن”، مضيفاً أن التعليمات الصادرة من سمو وزير الداخلية، صريحة للتعامل بشكل وقائي مع حماية الأطفال وعدم ادخار أي جهد في منع وقوع أي ما يهدد سلامة الأطفال، من خلال التنسيق والتعاون والاستفادة من التجارب العالمية في مجال حماية الطفل. وأشار إلى أن الوزارة تدرس حالياً مع وزارة الخارجية والجهات التشريعية، مشروع قانون لإنشاء سجلات لمرتكبي جرائم جنسية ضد أطفال، حيث سيتم التعامل معهم بشكل وقائي، خاصة أن الدراسات النفسية تشير إلى أن مرتكبي هذا النوع من الجرائم يعاودون تكرار الجريمة، ويزداد أعداد ضحاياهم، لافتاً إلى أن الدولة لا تنتظر حتى تقع الجريمة ولكن تعمل على منعها قبل وقوعها حتى يتم تلافي آثارها على الأسر وأطفالهم والمجتمع بأسره. ولفت إلى أن مجلس إدارة القوة العالمية الافتراضية بحث في اجتماعه جهود تطوير وتعزيز الحماية الدولية للأطفال من المخاطر؛ خصوصاً عبر الإنترنت، فضلاً عن فرص التحسين والتخطيط المستقبلي والحالي للمشاريع القائمة، والمبادرات ذات الصلة بالمشاريع الموجودة حالياً، والاستفادة من تبادل الخبرات والمعارف؛ وأفضل الممارسات بين الدول الأعضاء. تعزيز التعاون الدولي وقال المقدم الشمري: “إن المؤتمر يناقش أهم المشروعات المستقبلية التي تعمل منظمة الـ”في جي تي، على تبنيها حالياً، خاصة ما يتعلق بتعزيز التعاون الدولي بهدف التمكين لتوفير الحماية والوقاية لأطفالنا، والآليات والنظم والتشريعات، وورش العمل والندوات، وأهميتها في زيادة الوعي المجتمعي في الدول الأعضاء بالقوة العالمية الافتراضية. ولفت إلى أن الإمارات تعمل على تعزيز التعاون والشراكة مع القوة العالمية الافتراضية من جهة؛ ومع شركاء وزارة الداخلية في الإمارات، أعضاء اللجنة العليا لحماية الطفل، وهي وزارة العدل، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وهيئة الإمارات للهوية، وهيئة تنظيم الاتصالات، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والاتحاد النسائي العام، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والمجلس الأعلى للأسرة، وإدارة مراكز التنمية الأسرية في الشارقة، ودائرة الخدمات الاجتماعية – حكومة الشارقة، ومؤسسة الإمارات للاتصالات. وتعد الإمارات، الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، العضو في القوة العالمية الافتراضية الـ (في جي تي)، وهي فريق عمل دولي أُسس عام 2003، ومكون من مجموعة من وكالات إنفاذ القانون والمنظمات المعنية المختلفة لتشكل تحالفاً دولياً، يضم وكالات قانونية تنفيذية ومؤسسات في جميع أنحاء العالم، تكرّس جهدها للعمل معاً؛ من أجل حماية الأطفال من الإساءة والاستغلال عبر الإنترنت. تبادل الآراء والأفكار وألقت الدكتورة نجاة مجيد معلا، المقرر الخاص للأمم المتحدة، كلمة في الجلسة الافتتاحية؛ توجهت فيها بالشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على تنظيمها المؤتمر، الذي يمثل فرصة جيدة لعرض المشكلات وتبادل الآراء والأفكار والممارسات لحماية الأطفال، مؤكدة أن ما سيصدر عنه من توصيات وقرارات ستساهم وتساعد في توفير الحماية للطفل؛ وتقديم الدعم اللازم لهم. وقالت، إن حماية الطفل مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا، لذا يجب علينا جميعاً توحيد الجهود وتضافرها من أجل التصدي للتحديات الكبيرة التي تواجهنا، حيث يوجد هناك الملايين من الأطفال حول العالم يتعرضون للمخاطر والاعتداء عليهم،. جرائم استغلال الأطفال من جانبه، قال نيل غيغن الرئيس السابق للقوة العالمية الافتراضية الـ”في جي تي”، في تصريحات خاصة لـ”الاتحاد”: “إن هناك أنواعاً مختلفة من الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال عبر الإنترنت من قبل بالغين، وتشير الإحصاءات إلى أن 50 ? من هذه الجرائم تشمل الاستغلال الجنسي للأطفال من خلال تحميل صورا لهم على الإنترنت”، مضيفاً أن الجهود المبذولة حالياً تتضمن تتبع هذه الجرائم وضبط مرتكبيها، ونشر ثقافة الحفاظ على الأطفال من هذه الجرائم. وأشار إلى أن الاستغلال الجنسي عن طريق الإنترنت يأتي في أشكال، منها عرض صور للأطفال لاستغلالهم وهذه الأفعال مجرمة، ويتم تسجيل هذه الجرائم على سجلات مرتكبيها، الذين أوقعوا بالفعل ضحايا، فاق عددهم الآلاف، وفق الإحصاءات التي تم أغلبها في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وبريطانيا، لافتا إلى أن العديد من مناطق العالم تفتقر إلى الدراسات والإحصاءات اللازمة لتقييم وضع هذه الجرائم والوقوف على حجمها الحقيقي. وأكد أن الإمارات قامت بالعديد من المبادرات المهمة لحماية حقوق الطفل، وهو ما يظهر في البنية التشريعية والقوانين التي يتم تطويرها، علاوة على المبادرات التي تم اتخاذها خلال الأعوام الماضية، وآخرها المؤتمر المنعقد حالياً. وتضمنت جلسات عمل المؤتمر، أمس، تقديم الدكتورة إيثيل كويل، المحاضرة في علم النفس السريري في كلية الصحة بقسم العلوم الاجتماعية في جامعة أدنبرة، وتينك بالمر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة ماري كوينز، ورقة عمل تحت عنوان (فهم آليات استهداف الضحايا عبر الإنترنت – الاستجابات والتحديات). وقدم الدكتور روجر سولومون، الاختصاصي النفسي في دائرة السلامة العامة بشرطة جنوب كاليفورنيا، ورقة عمل حول المخاطر المرتبطة بتحقيقات الاستغلال غير الأخلاقي وآثار العمل مع الضحايا، أكد فيها أن هذه الظاهرة أصبحت لعنة تطارد أولادنا حول العالم؛ وتبدو كأنها دراما محبوكة من خلال المعتدين على الأطفال عبر الإنترنت. برامج تأهيلية لضحايا الإنترنت أبوظبي (الاتحاد) - عقد نيل غيغن الرئيس السابق للقوة العالمية الافتراضية، وآلن كويل الرئيس الحالي للقوة العالمية الافتراضية، مؤتمراً صحفياً، على هامش فعاليات المؤتمر، أكدا خلاله أن أهمية المؤتمر تكمن في نشر فعالياته على جميع المواقع؛ ووسائل الإعلام للتعريف بالمخاطر المترتبة على الإساءة للأطفال عبر شبكات الإنترنت، وأن التحدي الأكبر الذي يواجه القوة العالمية الافتراضية هو سرعة انتشار هذه الظاهرة، مما يتطلب السيطرة عليها بالقوة نفسها، من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية ووسائل الإعلام، في ظل الزيادة المطردة لاستخدام شبكات الإنترنت. وأوضح آلن كويل الرئيس الحالي للقوة العالمية الافتراضية أن المسؤولية الاجتماعية تدفعهم إلى العمل عبر كثير من البرامج، لتأهيل الضحايا من الأطفال الذين يتم استغلالهم عبر الإنترنت، لافتاً إلى أهمية دور البالغين في حماية الأطفال من خلال مواكبتهم لحركة التطور التكنولوجي؛ التي تمكننا من تعقب هذه الجرائم في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©