الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حد يبا خيار!

18 يونيو 2007 01:35
ابتليت بصداقة مجموعة من المثقفين شغلهم الشاغل الحديث عن المستجدات الجديدة في العالم، تارة يناقشون العولمة وأثرها على الاقتصاد العالمي، والانعكاسات السلبية لها على دول العالم الثالث، وتارة يتطرقون إلى الخصخصة، أحدهم يرى الخصخصة ضرورية في سبيل الارتقاء بالخدمات وجودة الأداء والعمل، والثاني يعتبرها صورة من صور الرأسمالية التي تهتم بالمادة فقط، وأحياناً يتحدثون عن اخفاقات الرياضة العربية؟، ومسألة تشفير المباريات وسياسة الاحتكار والاستغلال· هكذا هي الجلسة الأسبوعية نقاش على أرقى مستوى، ينقسم فيها الحاضرون بين مؤيد ومعارض ومحايد، وبالرغم من التباين في وجهات النظر إلا أن هذه الجلسة لا تخرج عن حدود الذوق والأدب، إذ تعودنا على احترام الرأي الآخر دون تجريح· في جلسة الأسبوع الماضي وصلت متأخراً على غير العادة، وقد أحس الأصدقاء بحصول ظرف أجبرني على ذلك، أخبرتهم أن سبب تأخري يعود إلى حادث الاصطدام غير العادي الذي تسبب به كبش سائب خرج لي من حيث لا أدري، واضطررت بسببه إلى انتظار سيارة الشرطة ومالكة الكبش لأكثر من ساعة كاملة، والتي أصرت بعد حضورها أن أدفع لها 1000 درهم بالتمام والكمال على اعتبار أن كبشها المحترم من سلالة مهددة بالانقراض!، ولأني رفضت دفع هذا المبلغ قررت الشرطة تحويل القضية إلى المحكمة· هنا اقترح أحد الأصدقاء مناقشة قضية الحيوانات السائبة ومدى مسؤولية أصحابها عن الأضرار التي تتسبب فيها، لكني رفضت الحديث عن هذا الموضوع وطلبت مناقشة موضوع آخر إذ لا يمكن لمثقفين مثلنا أن يتحدثوا عن هذه المواضيع التافهة، فقرر الأصدقاء إدارة دفة الحوار وتحويلها لمناقشة الخيار العربي المطروح على المائدة العربية، كنت ساعتها مشوش الفكر يشغلني ما حصل بيني وبين مالكة الكبش· التفت نحوي عبدالباسط الذي يدير النقاش بضحكته الهستيرية الشبيهة بالسعال الديكي! وقال: هل لك أن تعطينا رأيك في الخيار العربي؟!، قلت: الخيار من الخضار الرخيصة المتوفرة بين أيدينا، وجوده ضروري في السلطة العربية والفتوش، يتميز بفوائد صحية وجمالية عديدة قد نغفل عنها·· فللخيار أثر واضح كقابض لمسام البشرة الواسعة، ولذلك فإنه يدخل في عمل العديد من أقنعة تجميل البشرة· كنت أرى علامات الابتسام والذهول حاضرة على وجوه الجالسين، أحدهم انفجر ضاحكاً، والثاني فتح فمه دون أن ينبس ببنت شفة، والثالث كان ينظر لي وعيناه تتقدان شرراً، وحده عبدالباسط راعى حالتي وقال: ما لنا وما لخيار السلطة، نحن نتحدث عن الخيار العربي المطروح على طاولة المفاوضات العربية، أي بصريح العبارة مناقشة الحل الأمثل للقضية الفلسطينية، ويبدو واضحاً أن حادثة الكبش أثرت كثيراً على اتزان عقلك، أنصحك بأخذ قسط من الراحة حتى يعود لك عقلك!· المزوحي swalif99@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©