رسالة إلى مسؤول

إلى وزارة التربية والتعليم تحية طيبة وبعد·· أرفع إلى حضراتكم واقعة حدثت أمامي توضح لنا ما آل إليه حال بعض المدارس الخاصة التي تركت دون رقيب باعتبارها المتميزة، حيث ذهبت الى إحدى تلك المدارس لتقديم أوراق ابنتي للعام الدراسي الجديد، فراعتني حالة من الهرج والمرج، ورأيت ممرضة ممسكة بطالب يرتدي فانلة داخلية مغطاة بالدماء إثر ضرب زميل له بآلة حادة في فترة الراحة بين الامتحانات، ولغرابة الموقف أخذني الفضول للسؤال عما حدث، وقلت هذه فرصة لأرى كيف تتصرف إدارة المدرسة، وما الإجراء الذي تتخذه مديرة المدرسة حتى أطمئن على ابنتي في هذا الصرح التعليمي· وللأسف أمرت مديرة المدرسة الممرضة باصطحاب الطالب الى المستشفى وإخفاء معالم الضرب والدماء، وفعلاً قامت الممرضة باصطحاب الطالب الى المستشفى ولم تقم بإخطار مندوب الشرطة بأنه حادث بالمدرسة· وأخفت الممرضة على الطبيب المعالج أن الطالب استخدم آلة حادة (مشرط) قطع به أذن زميله، فقام الطبيب بالعلاج العادي دون تحرير محضر بقسم شرطة المستشفى، تفادياً لتطور الأمر ضد الطالب الجاني· الغريب في الأمر ان أحد المدرسين كان واقفاً عندما سقط الطالب الضحية مغشياً عليه والجاني يركله برجله ولم يتدخل المدرس· هنا علمت أن هذا الحادث ربما هو مسلسل دائم بالمدرسة ولن يتوقف، نظراً لتستر الإدارة على بعض الطلبة الذين أهمل أهلهم في تربيتهم· إن تصرف المديرة يتطلب وقفة حازمة من وزارة التربية والتعليم لمراجعة مستوى بعض أجهزة الإدارة بالمدارس الخاصة أسوة بمدارس الحكومة، ففي المدارس الحكومية يراعى السلم الإداري والتدرج الوظيفي حتى يصل المدير أو المديرة الى هذا المنصب بعد سنوات من الخبرة والدورات التدريبية المؤهلة للمناصب العليا· إلا أن بعض المدارس الخاصة، مثل الشركات الخاصة، يعين فيها المدير بالقرابة أو الصداقة دونما اعتبار للخبرة التربوية التي تستطيع أن توصل الطالب الى مستوى خلقي يحب فيه زميله ويخشى عليه، بدلاً من إصابته وإضاعة الامتحان عليه· فهذا ناقوس خطر يدق عالياً يحذرنا من مخاطر قد تحدث نتيجة المديرين الذين يتسترون على مثل هذه الأمور مخافة المساءلة أو التأثير سلباً على سمعة المدرسة والأرباح، التي هي الغاية، دونما اهتمام بالتربية والتعليم· هذا وقد أرفقت مع الرسالة مذكرة ولي الأمر الى وزارة التربية والتعليم، ومحضر حرره ضد الجاني، والفحص الطبي بعد المحضر·