إن غياب الحضور الثقافي والفكري للعرب في المنتديات العالمية، والخطاب الإعلامي الموجه للداخل فقط والذي لا يعرف كيف يتعامل مع الرأي العام العالمي، أسقط ورقة العرب، ذات الإرث العظيم الذي أفاد واستفاد في الماضي، إلا أن أثره أصبح جامداً باعتراف الكثيرين، رغم أن هذا التواصل هو الذي ساهم في تقدم البشرية نحو الازدهار الحضاري·
إن أماكن الإبداع مهجورة وأماكن العلم، مهملة بينما الغرب يتسابق ويخترع ويُبدع في شتى المجالات ويجري التجارب الراقــــية لفائــــدة الإنسان وتقدمه·
حتى وسائل الحضارة التي أتت إلينا بعد اجتهاد هؤلاء الناس، أسأنا استعمالها، فبينما الغرب وعلماؤه يرصدون آخر الاختراعات لأمراض القلب والاكتشافات العلمية لمرض السرطان والاكتشافات العلمية، نحن منشغلون بالمسلسلات والأغاني، وأخبار المجلات مليئة بالسخافات، أخبار الصالونات وأماكن تكبير الشفاه، وتسريحات الموضة وغيرها من الأخبار السخيفة عن الفنانة الفلانية والفنان الفلاني·
وتصدرت شاشات التليفزيون رسائل الشات الفاضحة، دون مراعاة لشعور الناس، حتى من يقدمون نشرات الأخبار·· كأنها تُبث من صالون الأناقة، وكأن الموضوع موضوع مظاهر، ونسوا أن الروح والعلم والخبرة أهم من كل هذه الأطنان من الأصباغ والرسومات التي على وجوههم·
عدد اليوم
