الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العين يعزف لحن الانتصار في ليلة «سطوع هلال» وإبداعات «جيان»

العين يعزف لحن الانتصار في ليلة «سطوع هلال» وإبداعات «جيان»
24 ديسمبر 2011 12:45
محمد سيد أحمد ومصطفى الديب (أبوظبي) ـ لم يكن المشهد في قمة الجزيرة والعين التي جرت مساء أمس الأول في الجولة الثامنة بدوري المحترفين لكرة القدم، في ضيافة ملعب محمد بن زايد عادياً على الإطلاق، من حيث المستوى والأداء، وحتى الحضور الجماهيري، والأحداث التي تخللت اللقاء، وكان أبرزها الإصابة التي تعرض لها وليد سالم حارس العين في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع وشجاعته في إكمال المباراة، بعد أن استنفذ فريقه تغييراته الثلاث رغم الآلام التي شعر بها. والمشهد الأجمل في المباراة القمة كان الحضور اللافت للجمهور، والذي اقترب من 22 ألف متفرج، والذي رسم لوحة جميلة، ازدانت بها مدرجات ملعب محمد بن زايد، وجعلت للمباراة طعما ونكهة مفقودة في مباريات دورينا، وهنا يجب تحية إدارة نادي الجزيرة، ليس على رفع نسبة حضور جمهور العين إلى 35% فقط، بل على اجتهادها الدائم في استقطاب الجمهور للمباريات على ملعب النادي، ومبادراتها المتنوعة والمتكررة من فترة طويلة. أيضاً استحق جمهور “الزعيم” الإشادة على حضوره الكثيف، والفعال خلف فريقه، وهو يلعب خارج ملعبه، وعلى أسلوبه الحضاري ومبادراته الجميلة في كل مناسبة، وهو ما يجعل جماهير بقية الأندية أمام تحدٍ في حب أنديتها للاقتراب من ما يفعله جمهور العين. أما المباراة من الناحية الفنية فقد كانت جيدة، حيث نجح العين بالتنظيم الجيد، والانتشار السليم والكفاءة في أداء الأدوار للاعبيه داخل الملعب، بالإضافة إلى الروح القتالية العالية التي أدوا بها في تسيير المباراة والنتيجة لمصلحتهم، ولعب خط الوسط بقيادة هلال سعيد ورادوي دوراً مهماً في ضبط إيقاع الفريق، والحفاظ على توازنه طيلة زمن المباراة، وساعدت اللياقة البدنية والذهنية العالية للاعبين الفريق كثيراً على الظهور بشكل متميز، بالإضافة للمهاجم الغاني أسامواه جيان الذي يصنع فرص التسجيل من “العدم” ويملك عقلية كبيرة في اللعب بالكرة ودونها. وفي المقابل فإن العيوب التي لازمت الجزيرة من بداية الموسم في وسط الملعب بالذات والمتمثلة في انخفاض مستوى عدد من اللاعبين مثل دلجادو ودياكيه، بجانب التوظيف الخاطئ لسبيت خاطر ظهرت بصورة واضحة في المباراة التي استحق العين الفوز بها بجدارة. كما وضح التأثير الواضح لغياب البرازيلي ريكاردو أوليفييرا على “فرقة الفورمولا”، حيث كان ثبات مستواه وتألقه الدائم يساعد الفريق كثيراً في الفترة الماضية، حيث يملك السرعة والمهارة والقراءة السليمة التي تجعله قادرا على صناعة الفارق، وفشل بديله، وكذلك الفريق كمجموعة في تعويض هذا الغياب. ومن جانبه أبدى الروماني أولاريو كوزمين مدرب العين، سعادته بالفوز على الجزيرة، والحفاظ على سجل الفريق خالياً من الهزائم حتى الجولة الثامنة، لكنه طالب لاعبيه بطوي صفحة هذه المباراة، وأن لا يتملكهم الغرور، بأنهم لا يمكن أن يهزموا، وأن يعرف فريقه من هو وإلى إين قد وصل، ويتواضع اللاعبون ويضاعفون العمل في المرحلة المقبلة، لأن الفوز يمثل 3 نقاط فقط، وعليهم التركيز على اللقاء المقبل أمام فريق الإمارات. وأعتبر كوزمين أن المباراة كانت جميلة في كل شيء باستثناء حكم اللقاء عمار الجنيبي الذي وصفه، بأنه أقل من مستوى المباراة، وانتقد أداءه وطاقمه، واحتسب العديد من الحالات بطريقة عكسية، واحتساب أخطاء لمصلحة المنافس، وإهمال الأخطاء التي تكون لمصلحة العين، كما استغرب إعطاء الحكم الضوء الأخضر لمواصلة اللعب، في حين أن حارس العين وليد سالم تعرض لإصابة خطيرة، ثم تهديده لطبيب العين لحظة علاجه للاعب داخل الملعب، بالإضافة إلى أن المباراة عندما توقفت كان قد تبقى فيها 40 ثانية فقط. وأكد المدرب الروماني أن فريقه انتصر في المباراة، لذلك فإن النقد الذي يوجهه للحكم، ليس من أجل تبرير شيء، بل توضيح حقائق حدثت خلال اللقاء، مشيراً إلى أن المباراة كانت صعبة، وأعتقد أن المتعة كانت موجودة، واستحق العين الفوز، عطفاً على ما قدمه من مستوى، سواء من حيث الاحتفاظ بالكرة، وصناعة الفرص، أو اللمحات الفنية التي قدمها اللاعبون الذين يحسب هذا الانتصار لهم بالدرجة الأولى، نتيجة العطاء الذي قدموه ويستحقون عليه التهنئة. وأضاف: لقد حاولنا لعب الكرة معظم فترات المباراة، ونجحنا في الفوز على أفضل فريق في الدولة، وأعتقد أن المتعة الحقيقية للعبة كانت موجودة في هذه المباراة التي جاءت جميلة من الفريقين. وعن تأثير غياب نجم الجزيرة أوليفييرا على نتيجة المباراة، قال كوزمين: أوليفييرا لاعب جيد، لكن العين أيضاً يفقد عناصر مؤثرة مثل ياسر القحطاني وإسماعيل أحمد وعمر عبد الرحمن، وهو يعوض هذه الغيابات، بالعمل الجماعي للفريق، ورح العائلة والتوحد، والجزيرة فريق كبير، ولديه العناصر الجيدة. إصرار وتضحيات وأشاد كوزمين بالتضحيات التي قدمها بعض لاعبيه في إشارة إلى إصرار وليد سالم على إكمال المباراة وهو مصاب، بجانب مشاركة رادوي، وهو غير جاهز، وقال: هذا ما احتاجه في الفريق بالذات من اللاعبين الأجانب. وأكد كوزمين أنه لا يعلم شيئاً عن رغبة إدارة نادي العين في شراء بطاقة الغاني أسامواه جيان بشكل نهائي، من نادي ساندرلاند الإنجليزي، الذي انتقل منه في بداية الموسم على سبيل الإعارة، وقال: لقد ساعدت في اختيار اللاعب، ولكن العمل الإداري في حضور اللاعب كان الأهم وسوف أكون فرحاً إذا ما أقدم العين على هذه الخطوة، خاصة أن أسامواه جيان يحب الأجواء التي يعيش فيها مع “الزعيم” وهو لاعب يقدم الكثير، وينال الاحترام والحب من جميع “الأسرة العيناوية” وعلاقته متميزة مع باقي اللاعبين. من ناحيته أكد البلجيكي فرانكي فيركاوترن مدرب الجزيرة أن العين رغم امتلاكه الكرة، لم يشكل خطورة تذكر على مرمى “الفورمولا”، وأن الأهداف الثلاثة كانت نتيجة أخطاء فردية، وقال إن المأساة تمثلت في تسجيل الهدف المبكر للعين، وما حدث قد حدث، وكان على اللاعبين أن ينسوا هذا الهدف، ويركزوا على الكرة، وينظروا إلى الأمام، لكن ذلك لم يحدث، وفي الاستراحة بين الشوطين، تحدثت إلى اللاعبين، واستطاعوا أن يعودوا بإدراك هدف التعادل، وحتى في الشوط الأول، ورغم أن العين سيطر على الكرة، لكنه لم يشكل خطورة حقيقية على مرمانا، باستثناء الهدف الأول. وأضاف: لا أريد أن أجعل اللاعبين مذنبين، لأنهم بشر والأخطاء دائماً واردة، وعلينا البحث عن الحلول، وتفادي الأخطاء التي حدثت في المستقبل. دفاع عيناوي محكم ورغم تأكيد فرانكي أن المنافس، لم يكن أفضل من فريقه في المباراة، إلا أنه اعترف بأن دفاع العين كان محكماً، وكذلك أن لاعبي الجزيرة لم يتمكنوا من مجاراة منافسيهم، كما يرى أيضاً أن الفارق في النقاط ليس كبيراً، والخسارة لا تعني أن الجزيرة ابتعد عن المنافسة على الاحتفاظ بلقب الدوري، لأن المشوار ما يزال طويلاً، كما أن فريقه لديه مباراة مع العين في القطارة، ومن المهم أن لا يخسر الفريق مجدداً، كما أن الواقعية مطلوبة، لأن كل الفرق تخسر. وعن تفريط الجزيرة في سجله الخالي من الخسائر لمدة تقترب من 3 أعوام قال: إن تخسر على ملعبك أو خارجه هو الشيء نفسه، ولا فرق في ذلك، ولا أعتقد أن هناك فريقا في العالم لا يخسر على أرضه، وبالنسبة لي فإنه من الصعب أن يتعرض الفريق للهزيمة، ولكن كما ذكرت سوف نعمل على علاج الأخطاء والتطلع إلى الأمام. وأوضح فرانكي أن البرازيلي أوليفييرا لاعب مهم ومؤثر في الفريق، ولكن من الخطير جداً أن تعتمد على لاعب واحد في الفريق، لأن كرة القدم تحتاج إلى العمل الجماعي. وعن عدم تأثير بدلاء الجزيرة في النتيجة قال: برغش كان جيداً في التدريبات، وكذلك علي مبخوت الذي بعد نزوله قدم مردوداً جيداً وشكل خطورة والغرض دائماً من التغييرات هو تحسين أداء الفريق إلى الأفضل، وقد حدث ذلك. وأكد أنه سوف يتحدث مع اللاعبين، ويعمل على علاج الأخطاء التي حدثت في المباراة بغرض الظهور بشكل أفضل في المرحلة المقبلة، وعدم تكرار ما حدث أمام العين. وعن إجرائه لتغييرات في التشكيلة، أو توظيف بعض اللاعبين بعد الخسارة، قال: إذا قمنا بأي تغيير، فيجب أن يكون إلى الأفضل، وكما أوضحت علينا إيجاد حلول وقبل ذلك أن لا نعتبر أن الخسارة نهاية العالم، وأن نعزز الثقة بدرجة أكبر عند اللاعبين. من جانبه أرجع إبراهيما دياكيه لاعب وسط الجزيرة السبب في خسارة فريقه أمام العين، إلى الأخطاء التي وقع فيها الفريق بشكل عام على مدار المباراة، ورفض إلقاء اللوم على لاعب أو خط بعينه، حيث أكد أن الجميع يتحمل المسؤولية، بداية من الحارس وانتهاء بالمهاجمين. ووجه دياكيه التهنئة للعين على الفوز، مؤكداً أن المنافس استغل الفرص التي أتيحت له بشكل نموذجي، وفي المقابل لم يحدث ذلك من الجزيرة، واعترف بأن فريقه افتقد لجهود أحد أهم نجومه، وهو البرازيلي أوليفييرا، وأثر غيابه بشكل ملحوظ خاصة على الأداء الهجومي للفريق، متمنياً أن يتم علاج الأخطاء في المرحلة المقبلة،ورفض دياكيه النغمة التي تخرج بعد كل مباراة يخسر فيها الجزيرة بهبوط مستواه هو شخصياً، وقال: ليس من المنطقي خروج هذه النغمة بعد الهزائم فقط، فمن الممكن أن يؤكد البعض أنه أفضل لاعب في مباراة معينة، وبالتالي عودته إلى مستواه .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©