صاروخان على شمال إسرائيل·· و حزب الله ينفي مسؤوليته

سقط صاروخان على مستوطنة كريات شمونة شمال اسرائيل اطلقا من جنوب لبنان امس، وذلك لاول مرة منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان في أغسطس الماضي، وبينما نفى ''حزب الله'' مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي، أشارت اسرائيل باصابع الاتهام الى جماعة ''فتح الاسلام''· وقال متحدث عسكري اسرائيلي ''نؤكد سقوط صاروخين او قذيفتي هاون اطلقتا من جنوب لبنان على القطاع الصناعي لكريات شمونة· وسجل وقوع اصابات مادية من دون وقوع اصابات في الارواح''· من جهتها قالت الاذاعة الاسرائيلية ان مسؤولين في وزارة الدفاع يعتبرون ان تنظيما فلسطينيا في لبنان اطلق هذين الصاروخين· ونقلت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان الصاروخين من عيار 122 ملم يبلغ مداهما نحو عشرين كيلومترا· وقد انفجر أحد الصاروخين في القطاع الصناعي لكريات شمونة في شمال المدينة والثاني في أحد احيائها السكنية المجاورة· واعلنت فرق الاغاثة حالة الطوارائ في شمال اسرائيل حتى الحصول على تعليمات جديدة من وزارة الدفاع حول ملابسات ما حصل· وأعلن مصدر امني لبناني ان الجيش اللبناني يبحث عن سيارة مدنية ربما تكون أقلت المسؤولين عن اطلاق الصاروخين· وافاد مصور ''فرانس برس'' في جنوب لبنان ان مطلقي الصاروخين تركوا قرب قرية العديسة في جنوب لبنان صاروخ كاتيوشا لم يستخدم يبدو أنهم لم يتمكنوا من إطلاقه· وعقب إطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه بلدة كريات شمونة في شمال اسرائيل اطلقت المدفعية الاسرائيلية الثقيلة خمس قذائف من العيار الثقيل باتجاه المنطقة المجاورة لبلدة شبعا اللبنانية حسب ما افاد مصدر امني لبناني· وهي المرة الاولى التي تقصف فيها المدفعية الاسرائيلية جنوب لبنان منذ حرب الصيف الماضي· وقال مصدر أمني لبناني آخر إن ثلاثة صواريخ أطلقت من مكان قريب من قرية الطيبة سقط اثنان منها في شمال إسرائيل· وأضاف أن الثالث سقط بالقرب من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في قرية الحولة اللبنانية· وقال شهود عيان في جنوب لبنان إن دورية للجيش اللبناني عثرت على موقع الإطلاق قرب الطيبة، حيث فشل المهاجمون على ما يبدو في إطلاق صاروخ كاتيوشا رابع· وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية والمتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع أي خسائر بشرية في كريات شمونة لكن الهجوم الحق أضرارا بسيارة وبعض الطرق· وبثت محطة تلفزيونية مشاهد تظهر سيارة وقد تحطمت مقدمتها وتهشم زجاجها الأمامي، بالإضافة إلى لافتة تخص إحدى الشركات وقد أصيبت على ما يبدو بشظايا كثيرة في منطقة صناعية محلية· وقال رجل لتلفزيون القناة الثانية الإسرائيلية ''كنا خارج المصنع عندما دوى صوت انفجار مروع فجأة·'' وأضاف ''رأينا سحابة سوداء في السماء وهرعنا لتفقد الخسائر ورأينا ذلك''، مشيرا إلى حفرة في الطريق بجوار السيارة التي لحقت بها الاضرار والتي كانت خالية على ما يبدو وقت سقوط الصاروخ· وسارعت قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان ''يونيفل'' الى ارسال فريق تابع لها الى مكان اطلاق الصواريخ بهدف اجراء تحقيق في هذا الشأن· من جانبه، أكد ''حزب الله'' ان لا علاقة له بالصاروخين ونفى في بيان ''أي علاقة له بأي عملية اطلاق صواريخ حصلت من جنوب لبنان على شمال فلسطين المحتلة''· كما نفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة أن يكون لها أي دور في إطلاق الصواريخ· وفي تطور أمني آخر تمكن الجيش اللبناني من السيطرة على مقر جماعة ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد، وذلك بعد تسوية مبنى القيادة بالأرض· وذكرت تقارير إخبارية أن الجيش أحكم سيطرته على صامد والتعاونية، وهما المعقلان الرئيسيان لعناصر ''فتح الاسلام''، ليتبقى بذلك تجمع مدارس الأونروا وهو الموقع الوحيد المتبقي لهذه العناصر، حيث يقوم الجيش بقصفه في شكل مركز تمهيدا للسيطرة عليه· وأفادت وكالة الانباء اللبنانية الرسمية أن الاشتباكات تستمر متقطعة في محيط التعاونية ومجمع ناجي العلي، فيما سيطر الجيش على 90 في المئة من معاقل عناصر ''فتح الاسلام'' واستولى على عدد من المباني· ويقوم سلاح الهندسة بتفجير بعض العبوات وبعمليات تنظيف وتمشيط، في الوقت نفسه تقوم جرافات الجيش بتوسيع بعض الطرقات تمهيدا لمرور الآليات الى الداخل· واصبحت المنطقة الشمالية للمخيم والشرقية لجهة البحر تحت سيطرة الجيش، في المقابل سجل تراجع كبير لعناصر ''فتح الإسلام'' التي بدأت تلجأ لعمليات التفجير عن بعد وقد حاول البعض منهم التسلل الى المحور الجنوبي للمخيم من ناحية بحنين، حيث دارت مواجهات عنيفة وسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر الجماعة·