السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوحدي··· طفل في شرنقة!

التوحدي··· طفل في شرنقة!
17 يونيو 2007 08:34
إيذاء الذات، الانفصال الاجتماعي، نوبات الغضب السريعة، التصرفات السلوكية المشينة، وفقدان الإبداع والخيال، هذه مجموعة مختلفة من أنماط السلوك غير المستحبة، والتي تسبب الحرج للآباء والأمهات حين يقوم بها أبناؤهم خاصة أمام الآخرين، لأنهم لا يدركون ماهية هذه السلوكيات وكيفية الحد منها أو علاجها، وربما لم يسمعوا بكلمة ''التوحد'' أو سمعوا بها من دون أن يعرفوا تفاصيلها أو أسبابها أو العناية الخاصة التي يحتاجها الطفل المتوحد، هنا محاولة للتعريف بطبيعة التوحد وأسبابه وأعراضه للحيلولة دون تفاقم هذه المشكلة التي يكتوي بنارها الآباء والأمهات· خوله علي: حيّر هذا المرض العلماء والمختصين منذ أكثر من خمسين سنة مضت، ففي عام 1934 جاء أول اكتشاف لمرض التوحد، ولكن إلى الآن لم يعرف السبب الرئيسي له وإن دارت جميع التكهنات حول العوامل الجينية· ما هو التوحد؟ يقول الأستاذ روحي عبدات اختصاصي نفسي تربوي: التوحد (ٍَّىُِّّء) أو الاجترار أو الذاتية هي مصطلحات تستخدم في وصف حالة إعاقة من إعاقات النمو الشاملة· والتوحد نوع من الإعاقات التطورية سببها خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي (المخ) يتمثل في توقف أو قصور في نمو الإدراك الحسي واللغوي، وبالتالي القدرة على التواصل والتخاطب والتعلم والتفاعل الاجتماعي· ويصاحب هذه الأعراض نزعة إنطوائية تعزل الطفل الذي يعاني منها عن وسطه المحيط بحيث يعيش منغلقا على نفسه لا يكاد يحس بما حوله وما يحيط به من أفراد أو أحداث أو ظواهر· ويصاحبه أيضا اندماج في حركات نمطية أو ثورات غضب كرد فعل لأي تغير في الروتين· ويمكن أن يحدث التوحد في مرحلة النمو بدءاً من تكوين الجنين في رحم الأم· وتبدأ ملامحه في الظهور في الثلاثين شهراً الأولى من عمر الطفل، وعادة ما يصيب الذكور أكثر من الإناث بنسبة (4-1)· خصائص وأعراض وحول سماته وأعراضه يؤكد عبدات أنه ليس من الضروري أن تجتمع هذه الخصائص كلها في فرد واحد، فقد يلاحظ ظهور بعضها في فرد معين وغيابها عن آخرين، كما نجد اختلافاً في الدرجة والشدة بين حالة وأخرى· وفي ما يلي بعض خصائص وأعراض إعاقة التوحد التي يمكن من خلالها الاستدلال على هذا النوع من الإعاقة: ·1 القصور الحسي وهو غياب مظاهر الإدراك والاستجابة للمثيرات الحسية· ·2 العزلة العاطفية والبرود الانفعالي وبالتالي غياب القدرات الاجتماعية· ·3 الاندماج الطــــــويل في تصـــــــرفات نمطية متكررة واهتمامات غريبة بأشياء تافهة· ·4 نوبات غضب والعدوان على النفس والغير، ضحك، بكاء، وصراخ بدون سبب واضح· ·5 قصور أو توقف النمو اللغوي وتعذر أو غياب كلي للتواصل اللفظي وغير اللفظي تعبيرا وفهما، وبالتالي غياب القدرة على التعلم والنمو المعرفي· ·6 التفكير المنصب على الذات· ·7 قصور في السلوك التوافقي للطفل التوحدي قياساً بالطفل السوي المساوي له في العمر، وغـــــاب التقــــــــــليد واللعب الإيهامي والمشـــــــــاركة مع الأقران في اللعب والأنشطة· ·8 رفض أي تغير في السلوك الــــــــــــــــروتــــــــــيـــــــني ومقاومة التغيير في أنماط الحياة اليومية· ويوضح عبدات أن عملية تشخيص إعاقـــــــــــة التوحـــــد وغيرهــــــــــــــــــــــا من اضطرابات النمو الشاملة من أكثر العمليات صعوبة وتعقيدا، وتتطلب تعاون فريــــــــــــق من الأطــــــــــــــــــــــــــــباء والاختصــــــــاصيين النفســــــــــــــــــــــــــــــــــيين والاجتــــــــــــــــــماعيين واختصـــــــــــــــاصيي التخــــــــــــــــــــــــــــــــــاطب والتحاليل الطبية وغيرهم، وكلــــــــــما تمت عملــــــــــــــــــــــــية التشــــــــخيص في وقت مبكر أمكن بالتالي البدء في التدخل والعلاج في وقت مبكر أيضـــــــاً قبل أن تؤثر الإعـــــاقة على نمو الطفل· أسباب التوحد يشير عبدات إلى أنه ليس هناك أسباب محددة للتوحد بسبب كثرة أنواع الإصابات التي تؤثر على المخ والجهاز العصبي، فقد تحدث نتيجة تلوث كيميائي (مثل الرصاص والمعادن الثقيلة) أو التلوث الإشعاعي الطبيعي أو الصناعي أو نتيجة للتدخين أو إدمان المخدرات والكحوليات أو التعرض للمبيدات الحشرية أو نتيجة الإصابة بالأمراض التناسلية والأمراض البكتيرية أو الفيروسية كالحصبة والحصبة الألمانية والحمى الشوكية أو نتيجة التهاب الغدد الصماء (الغدة الدرقية) أو التصلب الدرني أو سرطان المخ أو الدم، وغير ذلك من عشرات الأمراض المسببة لإصابة المخ أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة· علاج التوحد كما هو الحال بالنسبة لصعوبة التشخيص والتعرف إلى الأسباب كذلك هو العلاج، ويوضح عبدات أن هناك اتجاهات وطرقاً علاجـــــــــــية كثيرة للـــــــــتوحد، أظهر بعضـــــــــــــــــــها تحسناً ملموساً في القدرات اللغوية والاجتماعية والحركية عند بعض الأطفال، فيما لم تحرز الطرق العلاجية ذاتها تقدماً عند أطفـــــــــــــال آخرين، وهي كما يلي: ؟ العــــــــــــــــــــــــلاج البيولوجي (أدوية، هرمونات، فيتامينات)· ؟ العـــــــــــــــــــــــلاج بالحمية الغذائية· ؟ العـــــــــــــــــــــــلاج بالتكامل السمعي (التدريب السمعي شةء)· ؟ التعلــــــــــــــــــــــيم المنـــــظم ويشــــــــمل: العلاج بتعديل السلوك، العلاج بالتكامل الحسي، العلاج باللعب، العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاج بالموســـــــــــــــــــــــــيقى، والعلاج بالرسم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©