أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن ما يمر به وطننا العربي من ظروف، حتم وجود مسؤولية وأمانة تاريخية أكبر في الاهتمام بالوثائق، كونها الحجر الذي ستتكئ عليه الأجيال القادمة في حفظ هويتهم، ودحض أي تزوير أو سرقة لماضيهم وحاضرهم.
جاء ذلك، في كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة التي ألقاها بالنيابة عن سموه، عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بمناسبة الاحتفاء بسموه ضمن احتفالات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بيوم الوثيقة العربية، وذلك لكون سموه من أبرز وأهم الشخصيات التي تعتني وتهتم بالوثيقة العربية.
وقد أقيم الحفل بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، وسط حضور رفيع المستوى من قادة الرأي وأصحاب القرار ممثلي الدول الأعضاء بالجامعة، وجمع من ممثلي وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية بالتوثيق والوثائق.
وعبر صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته عن شكره على هذا التكريم “لأنه يأتي في أحد المجالات التي شكلت مبكراً جداً هاجساً شخصياً لي”.
وأضاف سموه: “هناك مسؤولية وأمانة تاريخية أكبر في الاهتمام بالوثائق التي أصبحت لها أهمية قصوى في ظل تلك الظروف الدقيقة التي يمر بها وطننا العربي، واختلاط الحقائق وظهورها بأوجه مختلفة، وما نشهده من تحولات ومواءمات، وما يحاك حولنا من مؤامرات”.
وأكد سموه أن الوثيقة هي الحجر الذي ستتكئ عليه الأجيال القادمة في حفظ هويتها، ودحض أي محاولات لتشويه وتزوير حاضرها أو سرقة ماضيها من قبل أي منتفع أو مغرض.
وأضاف: “الماضي والحاضر والمستقبل أمانة بين أيديكم، وعبر الوثائق والتوثيق تتواصل الأجيال وتتقدم الحضارة الإنسانية وتتطور رسالتها، وباختفاء الوثائق والتوثيق يصبح العالم بكل قوته وآلاته لا يملك شيئاً من ماضيه”.
وعبر سموه في ختام كلمته عن شكره لكل الجهود المخلصة في هذا المجال، قائلاً: “أنتهز هذه المناسبة لتكون دعوة لاتباع الطرق العلمية الحديثة في حفظ وحماية الوثائق والتحول إلى نظام الحفظ الرقمي لضمان حفظها إلى ما شاء الله، وأشكر هذا الاحتفاء الذي يشير إلى الــوعـي بأهمية التوثيق وتقدير دوره وأهميته ماضياً وحاضراً ومستقبــلاً، مؤكداً دعـم الشارقة الدائم في هذا المجال الذي ما غاب يـوماً عن تـوجهاتنا”.
وكان الحفل قد استهل بكلمة لمعالي الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، أكد فيها أن الاحتفال بيوم الوثيقة العربية يأتي تقديراً لما تحمله الوثيقة من أهمية في حفظ الوقائع والشهادات الحضارية والإسهامات العربية في مجال العلوم والآداب والمعرفة الإنسانية، وفي الحفاظ على الهوية العربية وذاكرة الشعوب وتاريخها، وللتعبير عن اعتزاز بما برع فيه علماؤنا في مجال التوثيق والبحث العلمي، وحفظ ونقل التراث العالمي عبر الأجيال.
وتوجه الدكتور العربي أثناء كلمته بالشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لما يقوم به سموه من جهود مقدرة لرفع شأن الثقافة العربية، ودوره الفعال في تشجيع التفاعل والحوار الثقافي على الساحتين العربية والدولية، ولما لسموه من مبادرات مهمة لدعم دور الوثائق والمكتبات، خاصة دعمه للمجمع العلمي المصري الذي تعرضت مقتنيات من وثائق ومخطوطات تاريخية نادرة للحرق والتخريب.
من جانبه، دعا معالي الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري للتحول إلى الحفظ الرقمي للوثائق العربية، مبيناً مدى فاعلية مثل هذه الخطوة لتجنب المخاطر التي تحيط بالوثائق، سواء منها المتعمدة أو غير المتعمدة، ما يجعلها في مأمن من أيادي المخربين، مشيداً بالدور الذي تقوم به إمارة الشارقة كعاصمة دائمة للثقافة العربية وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، مؤكداً أن صاحب السمو حاكم الشارقة، يبذل الغالي والنفيس للحفاظ على التراث والوثائق العربية. وصاحب الاحتفال بيوم الوثيقة العربية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، افتتاح معرض “العالم العربي في الوثائق المصرية”، اشتمل على العديد من المراسلات والخطابات لأمراء وحكام عرب، وتسجل هذه الوثائق طبيعة الترابط بين الشعوب العربية، وهي عبارة عن مختارات من مقتنيات دار الوثائق القومية.
عدد اليوم
