الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زلزال تشيلي... ضربة للاقتصاد والبنى التحتية

زلزال تشيلي... ضربة للاقتصاد والبنى التحتية
1 مارس 2010 20:32
بنيامين ويتي - سانتياجو (تشيلي) سارا ميلر ليانا - مكسيكو سيتيكان الزلزال الذي ضرب تشيلي بقوة 8.8 درجة على مقياس "ريختر" أقوى بكثير من ذلك الذي ضرب هايتي في يناير الماضي والذي لم تزد قوته عن 7 درجات. ومع ذلك تشير التقارير إلى أن الضرر الذي نتج عن الزلزال الأخير كان محصورا، كما أن عدد الضحايا من البشر، وقد بلغ 214 شخصا حسب التقديرات الأولية، ويتوقع أن يتزايد، أقل بألف مرة على الأقل من مثيله في هايتي. بسبب تاريخها الطويل مع الزلازل، والذي أدى إلى خلق نوع من "الوعي الزلزالي" في تشيلي، وبفضل بنية تحتية مبنية وفقا لمواصفات أعلى بكثير من مواصفات هايتي، يتوقع كثيرون أن تتمكن تشيلي من تجنب الدمار الواسع النطاق الذي حل بهايتي، وهي تكافح من أجل مواجهة تداعيات الزلزال الذي يعتبر أسوأ كارثة طبيعية تواجهها البلاد على مدار عقود، وتحديدا منذ الزلزال الذي ضربها عام 1960 وبلغت قوته 9.5 درجة بمقياس ريختر. هز الزلزال منطقة وسط تشيلي، وتحديدا على مسافة 200 ميل جنوب العاصمة سانتياجو، ودمر البيوت والجسور، وأطلق أمواج المد العالي (تسونامي) عبر المحيط الهادئ، مما أدى إلى رفع حالة الإنذار في عدد من الدول المطلة عليه. ومن العوامل التي ساعدت كذلك على تقليل حجم الخسائر المادية والبشرية الناتجة عن زلزال تشيلي، أن مركز الزلزال كان على مسافة عميقة في باطن الأرض (22 ميلا تحت سطح الأرض) وبعيدا عن المدن الكبرى التي يقطنها عدد كبير من السكان، في حين أن مركز زلزال هايتي لم يكن يبعد سوى أميال قليلة عن عاصمتها "بورت أوبرنس". ورغم ذلك، فإن الزلزال أحدث دمارا كبيرا، و"وجه ضربة عنيفة للبنية التحتية للبلاد"، على حد وصف الرئيس "سباستيان بينيرا" المقرر أن يتولى مهام منصبه في الحادي عشر من مارس الجاري. وقد نجا 600 مسافر عبر مطار سانتياجو من الموت عندما تهاوت أجزاء كبيرة من السقف، وتحطمت ألواح الزجاج، وتدفقت المياه عبر صالات السفر، ما أجبر المسافرين على الركض في فزع والاحتماء بمحلات الهدايا، وكاونترات الوزن، بينما كان العديد من مرافق المطار المجدد حديثا تتهاوى من حولهم. وقالت السلطات إنه قد تم تطهير مدارج الطائرات حتى يتسنى استئناف عمليات الإقلاع والهبوط، غير أن مبنى المطار نفسه قد أغلق بسبب ما حل به من دمار. وبالإضافة لذلك، فر مئات السجناء من معتقل في مدينة" تشيلان" الواقعة على مسافة 230 ميلا جنوب العاصمة سانتياجو، وذلك عندما أدى الزلزال إلى سقوط أسوار السجن وخلق حالة من الهلع والفوضى استغلها السجناء في الهرب بعد معركة دامية مع حراس السجن أسفرت عن مصرع 3 أشخاص. وحكى الناجون من الزلزال عن التجربة القاسية التي مروا بها وهم يتخبطون في الظلام والأرض تهتز من تحت أقدامهم، عندما بدأ الزلزال في الساعة 3،34 صباحا. ومن هؤلاء "إليوت يامين" الذي كان قد وصل من قبل إلى التصفية النهائية في مسابقة "معبود الجماهير الأميركي"، والذي يقول إنه كان يتواصل مع بعض أصدقائه عبر موقع "تويتر" من غرفته في أحد الفنادق المطلة على المحيط في مدينة "فينا دل مار" التي تقع على بعد 90 ميلا عن مركز الزلزال، عندما بدأ مبنى الفندق يهتز بعنف. يقول يامين لمندوب "سي. إن. إن"، عندما بدأ المبنى يتراقص، وقفت مفزوعا واتجهت نحو الباب وفتحته وأنا أصرخ بأعلى صوتي محذراً المقيمين في الغرف المجاورة: زلزال! زلزال!". وبعد ذلك اندفع يامين وغيره عبر الممر في حين كان المبنى يهتز بعنف وكان المشهد كله يبدو كما لو أنه أحد مشاهد الأفلام السينمائية الهوليوودية التي تصور الزلازل"! في كلمة متلفزة موجزة، عرض الرئيس الأميركي أوباما تقديم المساعدة لتشيلي، واستغل الفرصة لينصح الأميركيين المقيمين على الساحل الغربي للبلاد المطل على المحيط الهادئ بالانتباه للتحذيرات التي تقدمها الأجهزة المختصة بخصوص موجات المد العالي "تسونامي". ويشار إلى أنه قد تم وضع إرشادات بخصوص كيفية الوقاية من الـ"تسونامي"، وهي مرحلة أقل درجة من مرحلة الإنذار في العديد من المدن الأميركية والكندية الواقعة في الساحل الغربي وفي المناطق الساحلية من ولاية ألاسكا، لتنبيه السكان إلى تلك التيارات البحرية الخطرة. وفي غضون ذلك أعلنت السلطات التشيلية أن الأمر يحتاج إلى 72 ساعة على الأقل حتى يمكن إدراك الحجم الحقيقي للخسائر المادية والبشرية التي وقعت بسبب الزلزال. لكنها أكدت مع ذلك أن الزلزال قد وجه ضربة للاقتصاد، خصوصا من ناحية الأضرار التي ألحقها بصناعة النحاس التشيلية التي تعد الأكبر في العالم. وتقول باولا سايز مسؤولة الإغاثة في منظمة "وورلد فيجن" في تشيلي، إن الفترة القادمة "سوف تكون أصعب فترة طوارئ تواجهها تشيلي منذ زمن طويل". وأضافت: "لقد ترك الزلزال كثيرين من السكان في هذا البلد في حالة من الصدمة. ورغم أننا "التشيليون" ندرك أننا دولة معرضة لخطر الزلازل، فإنه لا يمكننا أن نظل في حالة استعداد لمواجهة ذلك على الدوام". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©