الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

1% يحبون القراءة في جنوب أفريقيا

24 ديسمبر 2011 00:40
أثار الإعلان عن إغلاق مكتبة شهيرة في جوهانسبورج سخط النخبة المثقفة في جنوب أفريقيا وأظهر أنه من الصعب جدا بيع كتب في هذا البلد حيث تبقى القراءة حكرا على نخبة صغيرة. وتتأسف إليثا فان دير سانت مديرة المجلس الجنوب أفريقي لتطوير الكتاب قائلة إن “1% من السكان لا غير هم من يشترون الكتب”. ويقدم أصحاب الاختصاص والباحثون تفسيرات عدة لهذه المشكلة، منها أن البلد يعاني مشكلة أمية كبيرة موروثة بشكل خاص من نظام الفصل العنصري الذي اعتبر أن تعليم السود غير ضروري. ويضيف البعض أن ضعف النظام التعليمي الحالي لم يساهم في تحسين الوضع. أما بالنسبة إلى البيض، فمعظمهم من عائلات عادية لم تكن تقرأ إلا الكتاب المقدس. وتقول صاحبة إحدى المكتبات “ليس المفكرون هم من غادروا أوروبا!”. وأضاف زميلها أن الطقس الجميل يدفع الناس إلى ممارسة الرياضة في الطبيعة بدلا من القبوع في المنزل لقراءة الكتب. ولا بد أيضا من وضع ارتفاع أسعار الكتب في الحسبان، فأبسط كتاب جيب يكلف 120 راندا (11 يورو) على الأقل وهو مبلغ كبير في بلد يجني فيه الأجير غير المؤهل ما بين 2000 و3000 راند. وأشارت بيث لو رو من جامعة بريتوريا إلى الضريبة على القيمة المضافة التي تبلغ 14%، وتكاليف النقل المرتفعة للكتب المستوردة. وقالت إن “بعض الكتب تحقق مبيعات جيدة فيما لا تباع إلا ألف نسخة من أغلبية الكتب الأخرى. وهذا يعني أن دور النشر تصدر عدداً محدودا من الطبعات، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف (والأسعار)”. وتضيف “يكفي أن تباع ألف نسخة من كتاب معين هنا كي يصبح من الكتب الأكثر مبيعا!”. وتقدر رقم أعمال هذا القطاع ب 3,5 مليار راند (320 مليون يورو) يعود ثلثاها إلى كتب مدرسية وجامعية. وتباع الكتب الدينية أكثر من الكتب الباقية بنسبة 20% فيما لا تلقى المصنفات الأدبية إقبالا في هذا البلد الكبير الذي يضم 50 مليون نسمة. وفي القرى، لا نجد في غالب الأحيان سوى مكتبات صغيرة تبيع بعض الكتب البسيطة مثل الروايات الخيالية والرومانسية والبوليسية بالإضافة إلى متاجر مخصصة للكتب الدينية. أما المدن الكبيرة فهي تضم مكتبات حقيقية غالبا ما تكون فرعا من سلسلة “اكسكلوسيف بوكس” الرئيسية في البلاد. وفي هذا الزمن الذي يتوجه فيه محبو القراءة أكثر فأكثر نحو الإنترنت، تشكل مكتبة “بوكهويس” (بيت الكتب) استثناءً. فهذه المكتبة الصغيرة الواقعة على مرمى حجر من جامعات جوهانسبورج الرئيسية تعرض مجموعة من المصنفات المختارة في أربع غرف من بناء قديم يجاوره مقهى وحديقة. وتقول مديرة المكتبة كورينا فان دير سبول “إنها أشبه بمنزل.. لا يأتي الناس إلى هنا ليشتروا الكتب فحسب بل أيضا ليمضوا وقتا ممتعا ويتسامروا”. ومع أن هذه المكتبة تعتبر مستقلة إلا أنها في واقع الأمر تتبع أكبر مجموعة إعلامية في البلاد “ميديا24” التي قررت التوقف عن الاستثمار في المكتبة لأنها لم تحقق لها يوماً ما أرباحاً، منذ افتتاحها سنة 2000. ورفع بعض الأشخاص عريضة لدفع “ميديا 24” إلى الرجوع عن قرارها لكنها لم تجد نفعا. وتشرح المجموعة أنه “ تم النظر في احتمالات عدة مثل البحث عن شار لكن بلا جدوى. ولم نجد أي جهة مهتمة في شرائها”. وعلى بعد كيلومترات من المكتبة، قامت “اكسكلوسيف بوكس” التي تنتمي إلى مجموعة إعلامية منافسة بتصغير مساحة متجرها الأكبر حجما.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©