الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التغرودة.. زبدة المعنى

التغرودة.. زبدة المعنى
13 ديسمبر 2012
التغرودة بنت البادية، لا علاقة لها بالبحر من قريب أو بعيد. نشأت وترعرعت وعاشت بين الكثبان وعلى ظهور الإبل والخيل. في طياتها يقرأ القارئ ذاكرة البدو، وفصلاً من فصول كتابهم الشعري الذي يحتضن تاريخهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم. وفي ثناياها تبرز حكمتهم البعيدة وحنكتهم التي تعلموها من الصحراء.. كما تظهر قدرتهم البلاغية على اصطياد “ما قلّ ودلّ” من المعنى في أقل عدد ممكن من الأبيات الشعرية. شهـيرة أحـمـد يعرف الباحث الدكتور غسان الحسن، خبير التراث في أكاديمية الشعر بأبوظبي، التغرودة بأنها “لحن غنائي تراثي، ووزن شعري إماراتي. له وجود في مناطق عمان المجاورة. ويسمونها (تغرودة الهجن) و (شلة التغرودة)، وجمعها تغاريد. كما يسميها بعضهم (غرودة). ويؤديها الرجال في النهار، أثناء سفرهم وتنقلاتهم السلمية أو تلك التي تتعلق بالغزوات والحروب، كالعودة منها بالنصر أو الذهاب إليها في حالة حماسية غاضبة. ويمكن للتغرودة أن تغنى في أسمار الناس ومجالسهم، يغنونها وهم جلوس للتسلية والاستمتاع”. ويضيف الحسن: “وهي على الإجمال فن حماسي على الرغم من قوله في أغراض ومعان أخرى متعددة كالغزل والمدح والفخر والحكمة... الخ”. فن البداوة تمارس التغرودة في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل تقليدي من قبل القبائل التي عرف عنها تربية الإبل في المنطقة الغربية، مثل بني ياس، وهو اتحاد مكون من 21 قبيلة من بينها الفلاحي والفلاسي والهاملي والمرر والمزروعي والمحيربي والمهيري والقبيصي والسويدي. وقد عرف عن بعض العائلات الكبرى، مثل آل نهيان و الكندي، وجود الكثير من الشعراء البارزين، وقليل من الشاعرات. كما تشمل بعض التجمعات الأخرى بعض مربي الإبل في المناطق الجبلية من رأس الخيمة والفجيرة، وهناك سكان في القرى الزراعية الصغيرة، التي تعرف تراثياً باسم المحضر، حيث يجتمع فيها كبار السن لإلقاء الشعر على أفراد العائلة. وتعد التجمعات السكنية الجديدة التي تتكون حول أسواق الجمال في أبوظبي ودبي والشارقة وأم القيوين جزءاً من هذه الجماعات المعنية. وتشترك مع الإمارات في هذا التراث سلطنة عمان والمجتمعات البدوية في دول الخليج الأخرى.. وفي سلطنة عمان، تمارس التغرودة في أغلب المناطق الشمالية والوسطى، وتمتد حتى حدود دولة الإمارات العربية المتحدة في الشمال وحتى المناطق الصحراوية من الربع الخالي إلى الجنوب الغربي من مسقط. ومن هنا جاء التعاون بين الدولتين في إنجاز ملف “التغرودة” الذي قدم إلى اليونسكو. ولأنها ترتبط بالسفر والصحراء والحروب والغزوات فهي في الغالب فن رجولي، وحاملوها ومؤدوها من الذكور البالغين الذين اعتادوا قضاء الكثير من أوقاتهم على ظهور الإبل، ولم تمارسها إلا قلة من النساء الشاعرات اللواتي لا يتجاوزن عدد أصابع اليد الواحدة. ويحظى شعراؤها ومؤدوها بمكانة اجتماعية بارزة. ويتمتعون بقدر كبير من الاحترام الاجتماعي. ومن بين الشعراء المشهورين في فن “التغرودة” التراثي: عبيد بن معضد النعيمي (منطقة الوجن) وأحمد بن سالم بالعبدة الشامسي (العين) ومحمد بن حامد المنهالي (المنطقة الشرقية). وليس من الضروري أن يكون حملة هذا التراث شعراء، إذ إن الكثير من الأشخاص المعروفين بهذا اللون من الشعر هم في الواقع مؤدون نظراً إلى انطواء التغرودة على الإنشاد المتكرر، ذلك لأن التعبير الشعري موهبة فردية تتوارث في بعض الأحيان من خلال الأسرة، ومن خلال مصاحبة كبار السن داخل الجماعة في التجمعات الاجتماعية اليومية أو المناسبات الخاصة. وقد استخدمت بعض أشكال التغرودة في بعض الفنون الشعبية، مثل العيالة والونة، كما تحول البعض من هذه الأشعار إلى أمثال تتردد في الأحاديث اليومية وأصبحت جزءاً ومكوناً من مكونات الحكمة التي يرددها الناس. همزة وصل يدوزن البدوي تغرودته على مهل، على إيقاع لا يتجاوز سرعة خبيب الإبل أو هذيب الخيل أي أول سرعة بعد المشي. وسواء كان هدفها تسلية المسافر في لظى الصحراء، وتخفيف وحشة الركب أو مؤانستهم.. وحث المطايا على السير من خلال تطريبها واستمالتها باللحن الحماسي.. أو قيلت بغية إيصال رسالة إلى حبيب أو قريب أو صديق أو شيخ قبيلة أو غير ذلك من أغراضها الشعرية فإن التغرودة ظلت همزة وصل بين الناس، ولعبت دوراً مهماً في تمتين العرى والصلات وتوثيق أواصر الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع. وظلت لسان الشاعر الذي يلعب أدواراً مختلفة على مسرح شعري: يمدح ويهجو ويطلب ويحذر ويهدد ويفخر بالنصر ويهزج فرحاً، كل ذلك في وسيلة تعبيرية لا يتجاوز عدد أسطرها سبعة أسطر في الغالب. وللتغرودة دور آخر لا يمكن إغفاله وهو أنها لطالما لعبت دور الوسيط الدبلوماسي الذي يحل المشكلات ويوضح الغايات.. وربما نجحت في أحيان كثيرة في تجنب الخصومات وتسوية النزاعات بين الأشخاص والقبائل.. وفي بناء علاقات الجوار الجيدة مع القبائل الأخرى. واليوم، لا تزال التغرودة تمارس دوراً مشابهاً، فهي من الأنماط الشعرية المحببة للجمهور، خاصة أنها باتت تتناول على مستوى المضامين موضوعات معاصرة على تماس مع اهتمامات الناس. وبعض نماذجها تتميز بخفة الظل، خاصة تلك التي تلقى في مجالس السمر والأعراس.. ولا تزال ضيفاً مرغوباً، ومرحباً به، في المناسبات الوطنية والاجتماعية والاحتفالات العامة التي ترافق سباق الهجن. وقد تطورت التغرودة لتصبح احتفالاً شعبياً يمثل الهوية الثقافية، وعلامة على التميز لمن كان يمارسها في الماضي. ونظراً لما تحظى به التغرودة من شعبية واسعة، لا يزال هذا النوع من الشعر المغنى يحمل الكثير من الأهمية في ربطه بين كثير من القطاعات والمجموعات الاجتماعية المختلفة في المنطقة. فنيات تتبع الدكتور غسان الحسن في كتابة “التغرودة الإماراتية” فنياتها، وأوزانها، ومضامينها، مؤكداً أنها تمتاز بترابط الأبيات وتواليها في المعنى بصورة وظيفية، يؤدي كل بيت فيها دوره في المعنى دون زيادة ثم يوصلك إلى البيت الذي يليه بصورة متدحرجة متوالية بتسارع واضح إلى النهاية. ولذا فالتغرودة تشبه الومضة الشعرية القصيرة تنبثق بسرعة وتنتهي بسرعة كشحنة من المعنى تبدأ وتتصاعد ثم تنتهي في دفقة واحدة... وهنا نجمل بعض ما جاء في الكتاب بتصرف. تتميز التغرودة بأنها قصيرة جداً، فكثير منها يكون في أقل من سبعة أبيات، ويندر ان تصل إلى أكثر من 15 بيتاً إلا في العصر المتأخر. وتقوم على بحر مشطور الرجز (مستفعلن مستفعلن مستفعلن) في كل بيت. أما سبب قصر فعائد إلى ظروف قولها العملية من على ظهور المطايا، وقد نتج عن ذلك أمور كثيرة منها: عدم الدخول في تفصيلات الأمور التي يتحدث عنها الشاعر، وعدم الإسهاب في توصيفها، وعدم إعطاء الموضوعات الجانبية أو الثانوية أهمية زائدة، وعدم الاستطراد في موضوعات تخرج عن الموضوع الرئيسي، عدم دخول الشاعر في أساليب التجميل والتحسين وتجويد القصيدة، من محسنات وصور وسواها مما يستغرق وقتاً من الشاعر في العادة، وما يتبع ذلك من عبارات مسترخية وكلام إضافي لا يحتمله المغرد على ظهر المطية، ولا موضوع التغرودة الذي يغلب عليه الحدة والحماسة. كما ترتب على ذلك أيضاً كون اللغة مباشرة، وهي الأسلوب الأمثل لإيصال المعنى للطرف الآخر دون مواربة، وهن ناجم عن عدم الاحتفاء بالصورة الشعرية وأساليب التخييل. وهذا يعني ان التغرودة تنتمي على الأغلب إلى العقل والمنطق الواعي اكثر من انتمائها إلى العاطفة والوجدان ودواخل النفس. لهذا يغلب على لغتها ان تكون معجمية. كما يغلب على التغاريد أحادية الموضوع إلا في بعض الاستثناءات، فالمغرد ينشئ تغرودته لغرض معين يذهب إليه ويعبر عنه. ومن سماتها أيضاً الإيجاز في التعبير، حيث نلاحظ أن العبارة الشعرية فيها مكثفة ومضغوطة. الشكل الفني يلفت النظر في التغرودة شكلها الخارجي، حيث تتخذ شكلاً مختلفاً عن القصيدة النبطية او الفصحى. فكل شطر فيها ينتهي بروي ملتزم في كل أشطر القصيدة، ما يجعل كل شطر منها يحتوي على ما يؤهله لأن يكون بيتاً تاماً. ولهذا جاءت تغاريد كثيرة بعدد اشطر مفرد، فإذا كتبت كما تكتب القصيدة؛ كل شطرين في سطر فإن شطرا مفردا سيبقى وحيدا في نهاية التغرودة، وهو أمر لا يجوز في أي لون من ألوان القصائد النبطية سوى التغرودة. كما لا يجوز في أي صورة من صور شعر الفصحى سوى في مشطور الرجز. وزن التغرودة تقوم التغرودة على وزن مشطور الرجز وهو (مستفعلن مستفعلن مستفعلن) وهي الصورة التامة للوزن الأصلي للتغرودة. وقليلة هي الصور التي تنصرف إليها (مستفعلن) في هذا النمط من وزن التغرودة، إذ إنها تنحصر في صورة (مستفعلن ب – ب-) (مخبونة) في موقع التفعيلة الأولى. ومن المتغيرات الطفيفة على هذا الوزن طروء (الخرم) على مستهل بعض الأبيات وهو إضافة مقطع متحرك زائد في مقدمة التفعيلة الأولى. اما الصورة الثانية لوزن التغرودة فهي: (مستفعلن مستفعلن مستفعل) (مقطوعة)، وقد تأتي تفعيلة (مستفعلن - ب -) الاولى في هذا الوزن على صورة (مستفعلن ب- ب-) المخبونة ، كما يمكن أيضاً أن يظهر الخرم (زيادة مقطع قصير في مستهل بيت التغرودة) كما في الصورة السابقة. لحن التغرودة التغرودة فن من الفنون الشعرية ولحن من الألحان الغنائية الشعبية الموروثة، لذا يسمونها (شلة التغرودة) أو تغرودة الهجن. ويمكن للراكب أن يغني التغرودة منفرداً، ويمكن أن يؤديها اثنان يتناوبان في الأداء، يغني أحدهما ويسكت الثاني، فيغني الآخر أثناء سكوت الأول، بحيث يضيف الثاني بيتا جديدا إلى ما قاله الأول، وهكذا... ويجوز ان يشارك في الأداء أشخاص آخرون على الطريقة نفسها. ويكون غناء التغرودة بصوت مرتفع وطبقة صوتية حادة، كأنما يريد المغرد ان يوصل صوته إلى البعيد في إيقاع ونغم يتوافقان مع حركة الناقة او الجواد وسرعتهما. ويلاحظ ان المغرد يقول كلمات الحشو من بيت التغرودة بالمقادير الصوتية المعتادة التي تشبه مقادير الإنشاد العادي وصولا إلى كلمة القافية. حيث يمد صوته في تطريب واضح في حرف المد الذي يسبق حرف الروي. ومما يميز غناء التغرودة بشكل عام كثرة تكرار المؤدين لأبيات التغرودة وإعادتها، ويبدو أن غرض ذلك هو تطويل مدة الغناء والأداء لأن الأبيات تكون قليلة في العادة، ويمكن أن تنتهي بسرعة.. غير أن هذه الإعادة تحدث بعد الفراغ من البيت الأخير من التغرودة، ويغلب ان تكون حين يكون المؤدون أكثر من شخص واحد، فيما يشبه تدوير القصيدة أو رد آخرها على أولها. وغني عن القول إن فن التغرودة هذا لا تصاحبه أي آلات إيقاعية أو موسيقية. قافية التغرودة للتغرودة روي واحد وقافية واحدة، وهما روي موحد وقافية موحدة. وذلك لأن بيت التغرودة هو شطر في اصله. ولا يشترط في قافية التغرودة أي أمر إضافي، غير ان القافية الساكنة بعد الف لا تقع في التغرودة مثل كلمة (عاليات). وقافية التغرودة ذات إيقاع أعلى وأوضح من أي قافية أخرى في الفنون الشعرية، وذلك عائد إلى قصر بيت التغرودة، ما يجعل صوت القافية قريباً بعضه من بعض، لا نلبث ان نسمعه يتكرر ويتردد، ولعل هذا الإيقاع البارز السريع الوقوع هو من أبرز صفات التغرودة وعلاماتها، وهو الذي يجعل الأذن تميزها وتتعرف إليها بسرعة ووضوح بمجرد سماع أول بيتين منها. ومن الملاحظات الخاصة بقافية التغرودة ان بعض الشعراء أجازوا لأنفسهم تكرار الكلمة نفسها لفظاً ومعنى دون ان يفصل بينها سبعة أبيات، على خلاف الأمر الذي درج عليه شعراء القصيدة النبطية. التغرودة وردّها بين الشعراء تبادل الشعراء المغردون التغاريد فيما بينهم، في مختلف الموضوعات والمعاني بأساليب الشكوى والرد، أو المشاكاة والمردّة. ويأتي الرد على واحد من الأساليب التالية: الأول: ان يجاري الرد قصيدة الشكوى أو الخطاب في الوزن والقافية، والثاني ان يخالف الرد قصيدة الشكوى او الخطاب في القافية او الروي، ويوافقها في التفعيلة الاخيرة من الوزن. موضوعات التغرودة جمع الدكتور غسان الحسن 23 موضوعاً من الموضوعات التي تناولتها التغاريد وهي: الهجن وما يتصل بها، الحروب والمعارك وما يتعلق بها، التحدي، العتاب، الندم والاعتذار، الهجاء، المدح، قضايا ذاتية، قضايا اجتماعية، تكريس شخصيات شهيرة، الأنساب، الحكمة، الغزل، قضايا إنسانية، السياسة، التشوق، الإخبار، الاستنهاض، الطلب من الشيوخ، الشكوى، العادات والتقاليد، المشاكاة والمردّة. كما رصد أقدم التغاريد التي ظهرت في الإمارات وهي: تغرودة الماجدي بن ظاهر الذي عاش قبل 300 سنة، وهي قصيدة في ناقة له تسمى “إختيلة” مرضت ولم ينفع معها ورق الغاف الذي كان يطعمه لها فقال في قدح شجرة الغاف: الغـاف لـو ينفــع نفــع إختيلـــه ماتــت وهــوّه يخــط بكيلــه وإذا صحت نسبة هذه التغرودة الى بن ظاهر فإنها ستكون الأقدم بين التغاريد الإماراتية المعروفة. أما التغرودة الثانية في القدم فهي لأحد العوامر جرى القول بأنها من القرن التاسع عشر الميلادي، وهي تحمل صيغة ومعاني توحي بأنها قديمة: عصبة رسول الله نعيم الشامي لا جابهـــم حاكــــم ولا لـــزام وهي في مدح نعيم وإرجاع أنسابهم جميعاً إلى أصل واحد كان له شرف مناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم تأتي تغرودة جويهر الصايغ المتوفى عام 1875 م، ثم تغريدات الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم وهو من أكثر الشعراء تغريداً، ولد عام 1851 وتوفي عام 1912 م. ثم علي بن حسين الغفلي المولود عام 1830م، ثم سعيد بن حلوة القتبي المولود في العام 1925 وهو من أشهر شعراء التغرودة في الإمارات، ثم خليفة بالقوبع الحميري المولود عام 1845 والمتوفى عام 1945م، ثم عبيد بن خليفة بن ربيع آل شبيب المهيري المتوفى عام 1946م، ثم سويدان بن عبيد بن خليفة بن ربيع المهيري المولود عام 1884م والمتوفى عام 1959م، ثم سعيد بن عتيج الهاملي الذي عاش حياة قصيرة من 1875 – 1919م ، ثم محمد بن حم العامري المولود في أواخر القرن التاسع في منطقة الوجن والمتوفى في أربعينيات القرن العشرين.. وأخيراً يأتي شعراء التغرودة الأقرب تاريخاً مثل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” وغيره من الشعراء المعاصرين. إن هذا الكتاب في الحقيقة جهد علمي يستحق التقدير، وفيه يبرز الدكتور غسان الحسن خصائص التغرودة القديمة، ثم خصائص التغرودة الحديثة، كما يدرس أثر الرواية الشفوية في التغرودة الإماراتية دراسة نقدية عميقة إن دلت على شيء فإنما تدل على المعرفة المتخصصة والعميقة التي يتوفر عليها الباحث الحسن، وهو يؤشر في أحايين كثيرة على الأخطاء التي تحدث في نسبة بعض الشعر، خطأ، الى التغرودة ويصوب الكثير من التشويهات التي لحقت بها على بعض مواقع الإنترنيت، وإذ يفعل فإنه يحمي هذا الفن التراثي من العبث والاستسهال ويعيده إلى جذوره الصحيحة التي ينبغي أن يعرفها الجيل الجديد. وفي كتابه النقدي هذا يحلل الحسن أسباب تراجع فن التغرودة، مستدلاً بالإحصائيات والبيانات، كما أنه يلفت الأنظار إلى ما يتهدد التغرودة من الاندثار، بحيث تصبح، في المستقبل، من مفردات التراث الجامدة أو المتحفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©