الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة العراق تتفاقم وواشنطن تسعى لاحتوائها

أزمة العراق تتفاقم وواشنطن تسعى لاحتوائها
24 ديسمبر 2011 00:47
أعلن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي تأجيل اجتماع رؤساء الكتل البرلمانية الذي كان من المقرر عقده أمس إلى إشعار آخر، لتعذر حضور رؤساء الكتل بسبب الأوضاع الأمنية، في وقت دعا فيه التحالف الوطني «القائمة العراقية» إلى إنهاء مقاطعتها لمجلس النواب والوزراء مع إعلان تشكيل لجنة عليا، لإيجاد الحلول المناسبة للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. وفي هذه الأثناء، كثفت الولايات المتحدة جهودها لدفع العراقيين نحو احتواء الأزمة السياسية المستجدة. وقال المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان إيدن حلمي إن “الاجتماع الذي كان من المقرر عقده أمس تأجل ولم يحدد حتى الآن أي موعد جديد له بسبب فترة الإجازات المقبلة”. وأوضح أن “أسبابا أمنية تقف وراء التأجيل إذ أن أعضاء مجلس النواب تحدثوا عن صعوبة المجيء إلى بغداد من محافظات أخرى في ظل الظروف الأمنية الحالية”. وفيما دعا القيادي في القائمة العراقية ظافر العاني، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى “التحلي بالشجاعة وتقديم استقالته” على خلفية التفجيرات، قال مصدر برلماني إن التحالف الوطني أكبر كتلة برلمانية بزعامة المالكي “اشترط أن تعلق قائمة العراقية مقاطعتها للبرلمان والحكومة حتى يشارك في جلسة اليوم (أمس)”. وذكر المصدر أن “عدم حضور أعضاء التحالف الوطني يبطل الحاجة لعقد الاجتماع، لأن المشكلة الأساسية هي بين هذا التحالف وقائمة العراقية (82 نائبا من بين 325)” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي. وكانت رئاسة البرلمان أعلنت أمس الأول في بيان أنها قررت عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل النيابية في مبنى مجلس النواب أمس الجمعة، بهدف “تدارك الوضع الأمني والسياسي والتنسيق مع السلطة التنفيذية لمعالجة التطورات الحاصلة”. وجاء ذلك عقب مقتل 67 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجروح في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة هزت العاصمة بغداد الخميس، إضافة إلى هجمات في مناطق أخرى. ووقعت هذه الهجمات وهي الأخطر منذ مقتل 78 شخصا بتفجيرات مماثلة في مناطق مختلفة في أغسطس، بينما يشهد العراق أزمة سياسية حادة على خلفية إصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالإشراف على فرق موت. وتمثل قضية الهاشمي أحد فصول هذه الأزمة السياسية المستجدة، إذ أن قائمة “العراقية” التي يدعمها الهاشمي أعلنت من قبل تعليق مشاركتها في جلسات البرلمان والحكومة (تسعة وزراء). وهذه أول سلسلة هجمات كبيرة تهز العراق منذ اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي الأحد الماضي بعد نحو تسع سنوات من اجتياحه. وقد تظاهر المئات من سكان مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) وسامراء (110 كلم شمال بغداد)، اللتين تسكنهما غالبية سنية، عقب صلاة الجمعة أمس دعما للهاشمي، أحد أبرز السياسيين السنة في العراق. ورفع المتظاهرون لافتات تستنكر مذكرة الاعتقال بحق الهاشمي، واصفين إياه بالشخصية الوطنية. وفيما تتخذ الأزمة العراقية منحى أكثر تعقيدا، كثفت الولايات المتحدة جهودها سعيا وراء دفع البلاد نحو احتواء التطورات الأمنية والسياسية التي باتت تهدد التوافق السياسي الهش. وواصل رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال رايموند اوديرنو لقاءاته مع المسؤولين العراقيين، في زيارة تأتي عقب جولة مماثلة أجراها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الجنرال ديفيد بترايوس هذا الأسبوع. وأعرب اوديرنو خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي عن “قلقه حيال الأحداث الدامية التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي العراقي، والتي قد تؤثر سلبا على مسار التحولات الديمقراطية في البلاد”، بحسب بيان لمكتب النجيفي. في موازاة ذلك، أعلن مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني أنه تلقى اتصالا من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغه فيه أنه كلف السفير الأميركي “بمزيد من التعاون لانجاح المساعي التي يبذلها” طالباني لحلحلة الأزمة الحالية. وفي واشنطن، دعا البيت الأبيض القادة العراقيين إلى “الوحدة”، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن الأحداث الأخيرة “تبرز أهمية ان يتصرف قادة العراق بسرعة لحل خلافاتهم ولكي يتقدموا كحكومة موحدة تمثل الجميع”. من جانبه، دعا القيادي في القائمة العراقية ظافر العاني، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى “التحلي بالشجاعة وتقديم استقالته” على خلفية التفجيرات، محملا في الوقت نفسه التحالف الوطني المسؤولية الأخلاقية والسياسية في إيجاد بديل عن المالكي. وقال العاني، إن “تفجيرات الخميس نسفت بشكل لا يقبل الشك التصريحات العارية عن الصحة التي طالما حدثنا عنها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، بأن أجهزته الأمنية قادرة على مسك الملف الأمني بعد الانسحاب الأميركي، مطالبا المالكي “بأن يكون شجاعا ويتحمل مسؤولية هذا الخرق الخطير ويقدم استقالته”. أمنيا، أعلن مصدر في شرطة كركوك (240 كلم شمال بغداد) أن “صاروخي كاتيوشا سقطا أمس على قاعدة مطار كركوك” التي تتخذها القنصلية الأميركية مقرا لها، علما أن الموقع ذاته سبق أن استهدف قبل أيام بثلاثة صواريخ. وذكر المصدر ذاته أيضا أنه “جرى اأمس العثور في كركوك على جثتي شقيقين بعد ساعات قليلة من اختطافهما”. الهاشمي يشبه المالكي بصدام واشنطن (أ ف ب) - اتهم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي تشهد بلاده أزمة سياسية حادة منذ صدور مذكرة توقيف بحقه، أمس الأول في مجلة أميركية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه يتصرف على غرار صدام حسين. وأجرت مجلة “فورن بوليسي” مقابلة مع الهاشمي الذي يرفض اتهامه بالتآمر ولجأ الى اقليم كردستان العراق، وذلك قبل وقوع سلسلة تفجيرات في بغداد الخميس أسفرت عن 67 قتيلا. واتهم الهاشمي المالكي في هذه المقابلة بأنه سيطر على المؤسسات الرئيسية في العراق ويتمتع في الوقت نفسه بدعم الولايات المتحدة وإيران. وقال إن “نوري المالكي ويا للأسف يقلد الكثير من سلوكيات صدام حسين ولا يأبه للعدالة”. وأضاف الهاشمي إن “المالكي مصمم على إدارة البلاد في شكل عنيف وسيء، وليس هناك أدنى فرصة ليتوصل إلى حل الأزمة في المستقبل القريب”. وكان ائتلاف “العراقية” (82 نائبا من اصل 325) الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي قرر في وقت سابق مقاطعة جلسات البرلمان وجلسات الحكومة.وهدد المالكي الاربعاء الماضي باستبدال الوزراء المنتمين إلى ائتلاف “العراقية”، إذا واصلوا مقاطعة الحكومة، ملمحا أيضا إلى إمكان تشكيل حكومة “أغلبية سياسية”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©