السهم الحارق تطارد القاعدة في ديالى

أعلن الجيش الأميركي في العراق أن 10 آلاف جندي أميركي وعراقي مجهزين بكامل المعدات الحربية بدأوا فجر أمس عملية عسكرية واسعة النطاق باسم ''رأس السهم الحارق'' ضد تنظيم ''القاعدة'' في محافظة ديالى شمال - شرقي بغداد، تتركز في بعقوبة عاصمة المحافظة وضواحيها لتطهير أحياء الكاطون والمفرق وحي المعلمين، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 22 مسلحاً على الأقل· وأوضح في بيان عسكري أن العملية تشارك فيها مروحيات ومركبات قتالية وعربات مدرعة وقوات جوية وتسهتدف القضاء على التنظيم الذي نقل جهده القتالي الى ديالى بعد ان تمت محاصرته في مناطق غرب العراق· إلى ذلك، قال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي في تصريحات صحفية ''إن عمليات عسكرية نوعية واسعة النطاق بقيادة عراقية بدأت في مناطق بعقوبة والثرثار وحزامي بغداد الشمالي والجنوبي لتطهيرها من الزمر الإرهابية، فيما تتولى القوات الأميركية إسناد القوات العراقية''·وقال نائب قائد عمليات الفرقة (25) مشاة الأميركية البريجادير جنرال مايك بيدنارك ''إن الغرض النهائي هو القضاء على نفوذ القاعدة في المحافظة واجتثاث شبكتها الارهابية الناشطة في بعقوبة وضواحيها وإزالة الخطر الذي يشكله مسلحوها على الناس وتمكين الوزارات العراقية من تقديم الخدمات الى سكان المدينة''· وأوضح أنها بدأت بهجوم جوي ليلي سريع وبحلول النهار قتلت المروحيات والقوات البرية 22 مسلحاً ''مناهضاً للقوات العراقية'' في بعقوبة وحولها· وقال كبير المتحدثين العسكريين الأميركيين اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر ''من المؤكد أنها واحدة من أكبر العمليات منذ انتهاء العمليات البرية عام ،2003 وحتى إذا لم يقاتل متشددو القاعدة وفروا إلى مناطق أخرى، فإن مصادرة المتفجرات وتعطيل شبكتهم أمر يستحق الهجوم''· ذكر المتحدث العسكري بأسم وزارة الدفاع العراقية اللواء الركن محمد العسكري أن ''11إرهابيا'' قتلوا واعتقل 22 آخرون من أعضاء ''القاعدة'' في العملية· وقال في تصريح لقناة ''العراقية'' التلفزيونية الحكومية ''لقد تم بنجاح تطهير عدد من المناطق خصوصا حي المصطفى وسط المدينة، واعتقال عدد كبير من المسلحين والعثور على كميات من الاسلحة''· وذكر سكان في بعقوبة أن دوي انفجارات قوية ومتواصلة يتردد في شتى أنحاء المدينة التي فُرِض عليها فرضت حظر تجول شامل، فيما تدور مواجهات عنيفة· وانتشرت سيارات الشرطة مطالبة الأهالي عبر مكبرات الصوت بالتزام منازلهم ومعلنة بدء ''الخطة الأمنية لمطاردة المسلحين والميليشيات''· وأبلغوا الصحفيين أن الجنود اقتحموا منطقتي المفرق والكاطون في محيط غرب المدينة، وهما من أهم معاقل ''القاعدة'' في المحافظة واغلقوا كل منافذهما مستخدمين المروحيات في القصف· من جهة أخرى، ساد الناصرية عاصمة محافظة ذي قار في جنوب العراق هدوء حذر بعد اشتباكات استمرت يومين بين مسلحي ''جيش المهدي'' التابع لزعيم ''التيار الصدري مقتدى الصدر والقوات العراقية والبريطانية خلفت 35 قتيلاً و125 جريحاً· وقال المتحدث العسكري البريطاني الميجر ديفيد جيل إن الجيش البريطاني نقل قائد الفرقة العاشرة في الجيش العراقي بطائرة مروحية من البصرة لإجراء محادثات عاجلة مع محافظ المحافظة· وأضاف ''يمكننا ان نؤكد أنه مازالت توجد اضطرابات متفرقة''· وقالت مصادر عسكرية ان قوات الفرقة الثالثة العراقية انتشرت بحثا عن القناصة المتمركزين في المباني المرتفعة في آخر شارع ''الحبوبي'' وسط المدينة· وقال مدير الدفاع المدني المحلي العقيد كريم السعيدي ان الاشتباكات أدت الى اندلاع حرائق في اكثر من 10 متاجر، فيما استمر انقطاع التيار الكهربائي في عدد من الاحياء جراء احتراق الخطوط الناقلة والمحولات كما تعطلت شبكة الهاتف الثابت· وأعلنت السلطات المحلية في محافظة ميسان حالة الحداد والإضراب الشامل في ضواحي العمارة احتجاجا على سقوط ضحايا مدنيين في العملية العسكرية الثلاثية ضد ''جيش المهدي'' وقال رئيس مجلس المحافظة عبدالجبار وحيد العكيلي ''إن هذا العمل اخلال بكل الاجراءات القانونية الموقعة بين القوات العراقية والجانب البريطاني في شهرابريل الماضي''·